أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: رباهُ ما لي في حياتي كربةٌ

  1. #1
    الصورة الرمزية ريم علي شاعرة
    تاريخ التسجيل : Feb 2009
    الدولة : فلسطين
    العمر : 31
    المشاركات : 62
    المواضيع : 6
    الردود : 62
    المعدل اليومي : 0.01

    افتراضي رباهُ ما لي في حياتي كربةٌ

    بسم الله الرحمن الرحيم

    أمّا الذنـوبُ .. فإنهـنَّ ذنوبـي يا نفسُ قد حان اللقـاءُ فتوبـي
    يا نفسُ ولّى العمرُ في أَثَر الهوِى وندوبُهُ في القلـبِ شـرُّ نـدوبِ
    يا نفسُ مالكِ مـن إلهـكِ ملجـأٌ إلا إليهِ .. ففـي حمـاهُ فطيبـي

    حياتنا ليست سوى أيام معدودة .. تركض خوفاً من أن نُــلحق بها العار ..
    تهرب منا أوقاتنا وساعاتنا ودقائقنا لئلا نجرحها ونحرجها عندما نقف أمام بارئنا ..
    ونحن لا نملك سوى دموعاً تكاد تخنقنا بدلاً من أن تخفف عنا ..
    كلنا نخطئ ونذنب ... وخير الخطائين التوابون ..
    نتعمق في الملذات ونُسكت ضمائرنا بالقول ( غداً سأتوب .. فباب التوبة مفتوح لكل قلبٍ جنوح والوقت يأتي ويروح )
    تمضي الأيام وتنتقص أرواحنا ونحن نؤجل .. ونؤجل .. ونؤجل ..
    ولا نعلم إن كنا سنعيش غداً .. أم سنرحل بلا عودة ..
    فمتى يتوب من لا يتوب الآن ؟؟
    فوالله الذي لا إله إلا هو الحي الذي لا يموت .. ليس لنا من الأعمال ما نقف به أمام المولى الجبار العزيز ..
    فـ أعمالنا قليلة .. يشوبها الرياء ..ويلحقها المنّ والأذى ,,


    فلنهرب من الله إليه ..
    قبل أن يبسط ملك الموت جناحيه .. وينادي الروح .. اخرجي إما آمنة مطمئنة .. وإما ....!!
    تنقضي السنوات من أعمارنا ونحن نرتدي ثوب العافية .. ونسترسل بالضحكات ..ونتذوق لذة الحياة بكل ما فيها .. ونتقلب بين مغانيها ..نملأ أوقاتنا بـ القيل والقال ,,,
    نصلي ركعتين .. نقرأ آيتين .. نذرف دمعتين ..نهب الصدقة لفقيرٍ أو اثنين ..
    ونشوبها بالرياء والأذى حتى يزول كل خيرٍ فيها وتبقى كالصخرة الصلداء ..
    ونظنّ بذلك أننا قد فعلنا أشياءً عظيمة ..
    أفلا نستحي من أنفسنا ومن خالقنا ...


    كم ساعةً تجلس يا أخي أمام التلفاز وأنت تشاهد الكاسيات العاريات ..
    وأنت لا تعلم إن كان ملك الموت بجانبك ينتظر اللحظة التي يقبض فيها روحك ..
    كم ساعةً يا أختاه تقفين أما المرآة وأنت تناظرين نفسكِ وتتبرجين وتضعين عليكِ العطور وكل أنواع الزينة .. وملك الموت ينظر إليكِ و... ويشفق عليكِ ..
    وأنت يا أخي .. تقامر .. تزني .. تزوّر .. تتلذذ بالمعاصي التي والله لو أنك هجرتها ولجأت إلى ربك لوجدت في الحياة لذةً لم تجدها من قبل ..

    ألم تخشى أن تُــقبض روحك وأنت تعصي إلهك الذي يناديك كل لحظة .. ويقول ..
    ((قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم. وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحاً ))


    فاعلم يا أخي .. أنّ من شبّ على شيءٍ شاب عليه .. ومن شاب على شيءٍ مات عليه .. ومن مات على شيءٍ ..... بُــعث عليه .. !!

    ويا أسفي عندما أراك أخي .. وقد بُــعثت وأنت تزني ... وأنت تقامر .. وأنت تتصفح المواقع الإباحية ... وتقول غداً غداً سأتوووووب ..
    وإن لم تعش غداً .. وإن لم يبق من عمرك سوى هذه اللحظة التي تعيشها الآن ..
    وإن لم يبق من عمرك سوى هذه اللحظة التي تسمع فيها أغنية وتشاهد فيديو كليب وتشاهد العاريات .. وأنتِ تضعين المكياج والعطور ..
    وإن كانت هذه آخر لحظة في حياتك .. هل ستقول حينها يا أسفي على ما قضيت وما أسرفت .. وهل ستتمنى أن تعود تلك اللحظة لتبكي فيها ندماً وتوبةً ..

    و ما نيل المطالب بالتمني و لكن تؤخذ الدنيا غلابا


    نعيش لحظاتنا .. ومع انقضاء كل ثانية تنقص أعمارنا ...
    ويتكاثر فوق كاهلنا الدَّين .. وليس أيّ دين ..
    إنه دينٌ لمن وهبنا الحياة .. وإذا شاء سلبنا إياها بلمح البصر ..
    فاغتنم لحظتك هذه ولا تقل غداً سـوف .. وسوف .. وسوف ..
    لا تقل غــداً أبداً .. فلربما لا يكتمل يومك هذا ولا يأتي غدك ..


    ولا تنسى .. وفي كل لحظة ذكّر نفســك وتذكر
    ((يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي، يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي، يا ابن آدم لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً لأتيتك بقرابها مغفرة ))

    هل بعد كل هذا .. تيأس من رحمته التي فاقت رحمة الأم بوليدها ..
    لا تقنط من رحمة الله واعلم أنّ باب التوبة مفتوح مهما كثرت الخطايا ..
    باب التوبة .. مفتوحٌ على مصراعيه .. فـ أسرع قبل أن يُــغلق بِـ فنائك ..
    هي ليست أكثر من دعوة من حنايا قلبي أبعثها إليكم لأنني أحبكم والله ..
    لعلّها تكون شفيعاً لي عندما أقف أمام خالقي وخالقكم . حين يسألني ماذا فعلتِ .. ؟؟!
    ولــ نسأل أنفسنا دوماً .. ماذا كتبت أيدينا وما الذي سُـجّل في صحائفنا ..
    هل هو حجّــة لنا .. أم حجّــة علينا ..


    وُلِدَ النص منذ أزمنة في مكانٍ آخر
    ندعو الله أن تكون أقلامنا شاهداً لنا لا علينا ..
    والســـلام خــــير ختــــام


    يا قلبُ ما لكَ لاهثاً مستغرقـاً خلفَ السرابِ ووعدِهِ المكذوبِ؟
    فارجعْ لربِّك تائباً متضرّعـاً: ربّاهُ أَصلحْ سالفـاتِ عيوبـي
    رباهُ ما لي في حياتي كربـةٌ إلا الذنوبَ .. فإنهنَّ كرُوبـي


  2. #2
    شاعر
    تاريخ التسجيل : Jun 2006
    المشاركات : 2,069
    المواضيع : 373
    الردود : 2069
    المعدل اليومي : 0.32

    افتراضي

    لا مهرب حقيقة إلا إلى الله تعالى - أيها الأخ الفاضل -
    وقولك هذا يذكرني بقول أبي نواس رحمه الله تعالى :
    أفرّ إليك منك ، وأين إلا = إليك يفر منك المستجير

  3. #3
    قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : Feb 2009
    المشاركات : 470
    المواضيع : 33
    الردود : 470
    المعدل اليومي : 0.08

    افتراضي


    ويحضرنى هنا
    دعاء الرسول محمد صلى الله عليه وعلى أهله وصحبه وسلم أجمعين
    اللهم إنى أسلمت وجهى إليك
    وفوضت أمرى إليك
    وألجأت ظهرى إليك رغبة ورهبة إليك
    لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك
    اللهم إنى أمنت بكتابك الذى أنزلت
    ونبيك الذى أرسلت
    ولا إله إلا أنت سبحانك

  4. #4

المواضيع المتشابهه

  1. رَبَّاهُ (محاكاة لقصيدة أستاذي عادل العاني رٓبَّاهُ هل أخطأتُ)
    بواسطة محمد سمير السحار في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 15
    آخر مشاركة: 22-11-2018, 02:46 PM
  2. مَا لِي فِي الوُجُودِ وَطَن
    بواسطة ربيحة الرفاعي في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 59
    آخر مشاركة: 03-08-2015, 03:33 PM
  3. جاءتْ .. تَزُفُّ ليَ البُشـرى
    بواسطة طائر الاشجان في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 33
    آخر مشاركة: 24-07-2011, 11:01 PM
  4. آنــــ ...ليْ
    بواسطة محمود قحطان في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 20
    آخر مشاركة: 16-05-2008, 03:25 AM
  5. فاضل ليِّ ثانية وأموت
    بواسطة الشربينى خطاب في المنتدى أَدَبُ العَامِيَّة العَرَبِيَّةِ
    مشاركات: 11
    آخر مشاركة: 14-07-2007, 06:39 AM