|
نشكو المعادين أم نشكو الموالينَا |
نعانق الموت أم نرفع أيادينا |
العالم الحر قد أضحى لنا صنما |
وأخوة الدم قد أمسوا أعادينا |
نشكو إلى الله ما نلقاه من ألمٍ |
يبكي له الصخر من جيران وادينا |
أبكي على مصر قد كسرت أسنتها |
واسترعت الذئب كي يدمي حواشينا |
أناشد النيل عل النيل يسمعنا |
باسم المروءة لا باسم الفراعينَا |
كانت لنا مصر يوم البأس قبلتنا |
بل كانت الأمنَ والإيمانَ والدينَا |
ما كان في مصر يؤذي بعض أخوتنا |
من لفحة الشمس يوما كان يؤذينا |
وما رأيت صلاة في مساجدنا |
إلا لمصر جرى دمع المصلينَا |
لو أن في مصر طفل رافع يده |
يدعو لمصر لقلنا نحن آمينَا |
ما بالها اليوم قد وقفت تحاصرنا |
لا تطفئ النار بل للنار ترمينا |
تسالم الذئب بل تهدي مخالبه |
فوق الجسامين ريحانا ونسرينا |
أبكي على مصر هل ألقت عروبتها |
أم خانت العهد أم باعت فلسطينَا |
يا معبر الخزي والخذلان في رفح |
أين الأخوة من خذلانكم فينا |
يا معبر الخزي موتانا بلا كفن |
تحت القنابل لا يلقون تكفينَا |
يا معبر الخزي أطفال بلا سببٍ |
يتسربلون دماءً بين أيدينا |
يا معبر الخزي عينان تحاصرنا |
عين القريب وعين من أعادينا |
أرض الكنانة تصلينا بجفوتها |
بنو قريظة بالنيران تصلينا |
الموت والخوف والبلوى تطاردنا |
والليل والجوع والنيران تكوينا |
أطفالنا اليوم أشلاء تناشدنا |
من ساحة الموت والثكلى تنادينا |
فوق الأرائك أجساد مبعثرة |
تدمي القلوب وتستجدي الملايينا |
هل أمسك البين سكينا فمزقهم |
أم آلة البين لا تحتاج سكينا |
استنشق الموت من أجساد إخوتنا |
عطراً لعل عبير الموت يحيينا |
أين العروبة إني لست أبصرها |
إلا على الذل قد صارت عناوينَا |
ميثاقها الصمت لا نار تحركها |
ولا القلوب التي صارت براكينَا |
أنعي إلى الغد أمجاداً لأمتنا |
أزف للموت حاضرنا وماضينا |
أناشد الموت ملهوفا على وجل |
كي يرسل الموت أجنادا لتحمينا |
يعيرنا الموت أسماءً كمعتصم |
والله ياموت إن الاسم يكفينا |
ما أرخص الدمع أن يجري على عربٍ |
ليسوا من الذل إلا بعض ساقينا |
شجب الحناجر لو تدرون مهزلة |
قذائف الموت تجتث المساكينَا |
مساجد الله قد زالت قداستها |
أين المساجد بل أين المصلونَا |
يا قادة العرب كم في الدهر من عبر |
وكم عزيز وأمسى في الأذلينَا |
لا ينفع الملك محمولا لحفرته |
في نشوة الملك قد خان النبيينَا |
تحكي لنا الشمس أن العمر منصرم |
وأن في العمر أحداثاً ستخذينا |
إن تنصروا الله ياقومي سينصركم |
لا ينصر الله من لم ينصر الدينَا |