مزهرية عشق 24 / اتوبيا...هي ليست لك

مزهرية عشق
قصائد لسيدة الورد والزهر

******

******

المزهرية رقم \ 24

اتوبيا...هي ليست لك

مكتوبٌ ان تُسامحها
يدكَ في جيبك تبحث عنها
اتوبيا...هي ليستْ لك
ستُغير مجرى سُحُبك
وتُبخر كل الامطار
ستمسح سبورة فصولك
وتحرقك في الغابة
وكل الأشجار
ومعها كل الأطيار
سَتفقدُها مليون مليون مرة
في ضباب المدن المغبرة
ستَرجِع في آخر الليل
امرأة أخرى
معطرة برجل آخر
تريد أن تسامحها؟؟
مكتوب أن تسامحها

الذاكرة تحتويها
ستقضي ليالي العطش
تنظرُ الى نجوم السماء
تبحث وتجري وراءها
عن كل السبل الى ماضيها
هي هناك تنهشُ قلبك
تقرأ الجريدة بعين واحدة
تغمس أصبعها في قهوتك
تصنعُ اشباح دربك
بالشمع
ربما بالدمع
أَمْرٌ عادي ان تَطْبَعك
على ورق شفاف ملون
تَقْرَبُ اطرافهُ ...ولاتَقربَك
ليس هناك حبٌ بلا حكاية
هناك امرأةٌ برواية
سَتعُد أيامها سنينا
وتسمع قلبها أنينا
ستسابقُ الريح حنينا
وتسقطُ أنوثتها
قِطعاََََََََ من علو شاهق
وترى دمها على يديك
لتدرك انها ليست مَلاكا
تطوف الجنة طولا وعرضا
وعند منتصف نهار الحب
والدقيقة العاشرة جنونا
تدخل مطبخها سرا
لتأكل فتاتا وسمكا
تريد ان تلومها؟؟
لن تقدر على إغضابها
مكتوب ان تسامحها

تكشفُ عن عوراتها أمام الملأ
حتى لاتبقى صبية عذراء
كم راوغَتكَ حين قالت
أنا بين النساء استتناء
تتجملُ بفستان البلاء
أحَبها الكثيرون
قامَر معها الكثيرون
مِرآتها فاسدة منذ قرون
عليك ان تكسرها مرتين
في منزلها...في حالتين
أنت مسمار مرهون
أعجبتكَ صورتها لامرين
وهي تضحك بفم مفتون
وهي تحلق كوطواط المساء
على أرصفة الهوى الطينية
تقف عارية بلا حياء
تُريدكَ أن تكون من الأنبياء
مهما نظرتَ في عينيها
ومهما كَشفتْ لك عن ثديها
تسقيك من جرة حليبها
فلن تجد سوى أنثى بلهاء
وكأسُها يرقص تائها
بين أيدي الغرباء
حاصرتْكَ كالطوفان لئلا تنسى
أشْبَعتكَ خبزا لئلا تقْسَى
شاحتْ بوجهها عنك
فتوقف عندك الزمن
وغرقت كل السفن في المرسى
تريد ان تقتلها؟؟
لن تُحيي سواها
مكتوب ان تسامحها

قلبها لك
قلبها ليس لكَ
ولا لأحد
لقد سال يوما
والآن...والآن تجمد
دون ان يصبح حجرا
يتدحرج من الأعالي قدرا
لافِتةٌ كبيرة على بابها
ممنوع الدخول
على كل عاشق مقهور
يحمل في أصبعه حب يدور
كخاتم سليمان المسحور
ابتسمْ للكاميرا
بعفوية المغدور
مكتوبٌ أن تضحك من أجلها
مكتوب ان تسامحها

هي سيدتك الآن
أنت خادمها بعد فوات الأوان
سيدة الضباب آتية
تحمل قدوراَ من وهم
تخبئ وجهها
خلف ستارة الغيم
لا ترى سوى عينيها
عميقتان كبئر
ستنصب دلواً لعشقك
تكتري حباله من بائع جوال
يبيع الماء على الطرقات
يحمل جرسا في يده
ينبه العطشى الى قطره
ستخوض العتمة بالظلام
ولن تقرأ سرها
ولا كل الأسرار
سيدتك حرباء طول النهار
تنزع البرقع والستارة
لاشيئ يحجب الاثارة
تعطيها الاشارة
أنت تريد اللعب
وهي تثير الأعصاب
لديها كل الوقت
وستنام على حجرعذاب
لأنك تشتهيها
مكتوب أن تسامحها

سيدتك لاتحب التفكير
لاتفكر بالقليل
عصفور بين يديها يرتجف
هو الأمر عندها سيان
سيدتك تعجن الحب
في الصباح الباكر
لكل طير ولهان
تخاف الصداع
تحسب الفراغ
وتملأه بأحلام الأمير
سيدتك امرأة تناست الأنثى
تعيش الطفولة
وتلبس الفستان القصير
تدور وتدور
تقفز فوق الحبل
وتجري حافية فوق الطين
تلاعب قطتها فوق الحصير
سيدتك تفكر كثيرا
باليوم والغد والأمس
ولاتجد الا بركانا
يهديها الأحجار
ويهديك الهدير
سيدتك غريبة الأطوار
تأكل الليل بالنهار
وتنام قليلا
تراك مقبلا
تحسبك قدرا
سيغير لها لون القطار
ويشبك كل مسار

يالها من امرأة سيدتك
تقرأ جيدا الفنجان الأسود
وتنسى أنها على حافة الانهيار
ربما قريبا ستنهار
كحلوى في فم العشية
هي لم تعد قوية
وأنت تحسبها كومة أوراق
مرمية من نوافذ الانهزامية
لن تفهم عينيها
بنكهة العبثية
ستنسى الأسى
تريد أن تنساها؟؟
لن تتذكر سواها
مكتوب أن تسامحها

أتدري ما كتبتْ على قميصها؟؟
هنا يسكن البهلوان
عرض مجاني لمهرج السيرك
الدخول بالمجان
للانس قبل الجان
العرض الأول لمن يحبني أكثر
هو مميز لذو حظ أوفر
العرض الثاني لكل البشر
.
.
وأنت منهم
تنظر اليها بشغب
وتنسى كل الحذر
الجمهور يصفق بحرارة
أُسدلت الستارة
ضحكات على الفصل الأول
وهمسات هنا وهناك
وخلف الخشبة انزعجت الأقنعة
إمرأة الضباب خلعت برقعها
لم تهديك مفتاح عينيها
ولا البحر في مقلتيها
على شطآنها يغفو الألم
نائما تحركه مراكب الصيد
وحده مركبك ينتظرها
ليقرع باب المحيط
ومهرج آخر الليل
غسل الألوان
بمسحوق الأحزان
وبان ما تحت كومة الركام
حطام إنسان
يترجى الزمان
لأنك مسكين ضعيف
لأنك في بيتك ضيف
لأنها معلقة فوقك كالسيف
ستسامحها
مكتوب أن تسامحها

اتوبيا...لن تكون لك
ستسقط مغمى عليك
عما قريب
عموديا أو افقيا
لايهم مادام قلبك شرقيا
ستواصل تمردها
أنت تحب تمردها
تفاصيلها وغنجها
وتنزلق ببطء شديد
تحت رمادها
يوما أمسكتَ منها رعشة
هزتْ عظامك
استعارتْ لكَ من غاباتها
بلوطات يابسات
فوجدت لها عذرا
يطمر كل الغيابات
فقط...ستعود متى شاءتْ
وستجدكَ مجرد عادة
من قديم العادات
لأنك حزين
ستأتيك بقميص
تلقيه على جراحك
لترتد سعيدا
وستسامحها
مكتوب أن تسامحها

قريبة كالبحر...بعيدة كالريح
هذه المرأة ذات الموج
لها شكل خطوطك المضبوطة
لها مقياس تفكيرك المقلوب
في الحيرة الكبرى سكبت ذاتها
قرب البحيرة الكبرى
تقلي السمك الطري
ولاتعترف بالروائح المجنونة
امرأة ذائبة...ثائبة
تفكر في الخطيئة الاولى
موزعة بين اسطورة اللذة
ولذة التاريخ
هي اسطورة بتاريخ ...
بلذة...بنهاية...بشدة
امرأة عائدة ببكاء
متلهفة للنسيان
سريرها أصبح محتلا بالذباب
واللحم الاحمر المشوي
والعرق بنكهة الفانيلا
وحيدة تقف عند نافذتها
مسحورة بعواء الذئاب
تمارس التبصير القصير
وراء كتلة الضباب
امرأة في كف المجهول
رجل ...هو انت الرجل
تمر امامها باهمال
تسألها عن ساعة الحب
لاتتقن الجواب
هي امرأة الخشب
تصور الحجر والبشر
بكاميرا عمياء
تخبئ اشياءها في الدولاب
تقضم الشكولاطة السوداء
تحب الشكولاطة
لاتحب الاسود
لاتحبك يااسمر
تلبس الاحمر برمز 27 H
تقضم الفراغ
تترجى حقول النعاس
تحفر بدون أساس
ويلمع الحب الآتي
وتنتظر الهمس باحساس
والرجل يهطل بدون سبب
يحمل ذبذبات مشوشة
غاضب دوما على النهار
ينتظر حافلة المساء
وذات المجذاف تنتظر
الرغبات والزورق
في الكوخ البارد
تتعفن الاطعمة
يخضر الخبز اليابس
وتموت الاحلام الكبرى!!
لتسامحها هذه المرة
ستسامحها ككل مرة

اتوبيا...هي ليست لك
لن تكون أبدا لك
هي له...هي لهم
ستمسي في غيبوبة
ستصبح أصفارا منصوبة
ستبحث عن غربال مثقوب
يقول للزمن...لا
أنت جملة عيوب .. !
هي لي...وليست لغيري
لاتعاند البحر في هيجانه
كل مراكبك قشة بين يديها
اتوبيا هي امرأة...ولاشك
هي انثى الجمع والفك
فلها دوما ما تشاء
ولك الحب بنكهة الوفاء
ليس عليك ان تسامحها
هي لن تسامحك
وأنت لازلت طفلا
يلطخ وجهه بالشكلاطة
ويلهو بعفوية
فوق رموش عينيها
.
.
.
.
ستهديها ما لديك
وما عليك...
ولن تفرح بما لديها

Lara Fabian - Calling You

قصيدة نثرية تحمل في طياتها الكثير الكثير من الفن ‘ هي لغة منفردة حرة جميلة ، تعتمد التصوير و الإدهاش ، تبشر بقلم له عناصره الخاصة

من البعيد صرخت
ومن هناك
ولم تستحضر سنابل العبارة :
انفــــلاق فجري / تمــــزّق جسدي
طَلَقَاتُ عباراتي / مخاضُ مفرداتي
توالد الكلمات
تنفس تراكيبي ......... وتكاثر جُمَلي
ومن القريبِ أيضاً .. صرخت
ومن هـنا
حيث تملأُني أصدائي وأنا أكتمها.. وكتمت صوتي

عمر امين :

دمت متألقا نابضا روعة وإبداعا .. وسلمت مزهرياتك التي تهبنا هكذا روعة

تقبل تحياتي

إلى اللقاء

قصيدة نثرية تحمل في طياتها الكثير الكثير من الفن ‘ هي لغة منفردة حرة جميلة ، تعتمد التصوير و الإدهاش ، تبشر بقلم له عناصره الخاصة

اهلا بك دكتور ماجد قاروط
شرف لي ان تقرا هذه القصيدة النثرية وتترك بصمتك هنا..
لست بشاعر سيدي...انااكتب احساسا عشته بطريقة خاصة...
استخدم الرمزية والتصوير واللعب بالكلمة بحرية...
كل الود سيدي

من البعيد صرخت

ومن هناك
ولم تستحضر سنابل العبارة :
انفــــلاق فجري / تمــــزّق جسدي
طَلَقَاتُ عباراتي / مخاضُ مفرداتي
توالد الكلمات
تنفس تراكيبي ......... وتكاثر جُمَلي
ومن القريبِ أيضاً .. صرخت
ومن هـنا
حيث تملأُني أصدائي وأنا أكتمها.. وكتمت صوتي

عمر امين :

دمت متألقا نابضا روعة وإبداعا .. وسلمت مزهرياتك التي تهبنا هكذا روعة

تقبل تحياتي

إلى اللقاء

اهلا بك اخي عبد الله المحمدي
والله لااستحق كل هذا الاطراء....
هي تجربة حياة فقط...ادونها بطريقة خاصة
اشارك بها الاخرين احزانهم لاني حزين
شكرا جزيلا لك سيدي والى لقاء في المزهرية المقبلة /