(رؤى و لحى )
الأوّلُ كانَ يُحاولُ أن يَتَحاشى الأخطاءَ اللّغويّةَ..
ما يُودي ببلاغتِهِ في محكمةِ الشّيْخ
الثاني كانَ يُحاولُ أن يتملّقَ لُغةً أخرى ..
تجعلُهُ أطهرَ حينَ يمرّ على حبّاتِ الشيخِ بسُبْحَتِهِ
الثالثُ كانَ يُحاولُ أن يُوقِعَ بالأوّلِ و الثاني ..
من لَغْوٍ في الكلماتِ إلى لحيتِهِ
الرابعُ لا يفعلُ شيئاً ..
مُنتِظراً فتوى بالقبْضِ على لاشيءٍ..
لا يفعلُ شيئاً
الخامسُ يضحكُ جدّاً .. حدّ الدمْعْ
(عيون و تنانير)
الأوّلُ يَرْفَعُ عينيهِ إلى التنّورةِ ..
ثمّ يغضُّ الطرفَ .. و يستغفر
الثاني يستغفرُ ثمّ يغضُّ الطرْفَ ..
و يرفعُ عينيهِ إلى التنّورة
الثالثُ ما بينَ اثنينِ و تنّورة ..
الرابعُ في لَحْظَةِ لا رَفْعَ و لا غضَّ
الخامسُ يتساءلُ : أيّهما يروي أحزاني أبلَغَ
تنّورَتُها أم عيناها ؟!
(سَرِقة غير أدبيّة )
الأوّل يكتبُ شعراً ..
و الثاني يسرقُ ما يكتبُهُ الأوّلُ ..
و الثالثُ يجمعُ ما يُكتَبُ في ديوانٍ
و الرابعُ يفضحهم في صمتٍ
و الخامسُ يبتاعُ الديوانَ و يقرأهُ ..
(تاريخ أُمّيّ)
الأوّلُ يقرأُ : " كانَ الرّنْدِيُّ يُوَلْوِلُ في غرناطةَ ..
و الضائعُ لا يرجعُهُ إلاّ اللهُ .."
الثاني يتَلَعْثَمُ : " في الفترةِ ما بينَ ابنِ زيادٍ و الرّنْدِيِّ ..
الحبّ كبيرٌ ..
لا تنظرْ للنّصْفِ الفارغِ من كأْسِ التاريخ "
الثالثُ ينقلُ ما يقرأهُ الأوّلُ و الثاني
الرابعُ لا يقرأ .. لا يكتبُ
الخامسُ يكتبُ ما لا يقرأهُ إلاّ هو
( عيد وطَنيّ)
" في الأوّلِ من نيسانَ العيدُ الوطنيّ "
الأوّلُ : "لا أهتمُّ ..
و لكن لا بُدّ من التصْفيقِ لسيّدنا ( الأوّلِ من نيسان) "
الثاني : "عاشَ السيّدُ .. عاشَ السيّدُ
لا ريْبَ .. و لا شكًّ "
الثالثُ ( من آلةِ تسجيلٍ ) : "لا أهتمُّ ..
و لكن لا بُدّ من التصْفيقِ لسيّدنا ( الأوّلِ من نيسان) ,
عاشَ السيّدُ .. عاشَ السيّدُ..
لا ريْبَ .. و لا شكًّ "
الرابعُ يبدو مُهتمّاً أو لا يبدو مهتمّاً ..
لكن لا تعليقْ
الخامسُ : "بينَ الكلماتِ المسروقةِ و الأبواقِ ..
العيدُ الوطنيُّ حقيقيٌّ !!"
.