|
يا منْ لآلامهِ بالصوتِ يمتثلُ |
يُرِّغبُ النفسَ بالآهاتِ يشتغلُ |
إرحم نداءَكَ فالآذانُ قد شُغِلتْ |
عن صوتِكَ الحيٍّ ما عادتْ لهُ تصلُ |
ولـمْ يعدْ صمتُها فرضاً إذا نطقتْ |
منكَ البلاغةُ أو رقّتْ لكَ الجملُ |
واشخصْ بلحظكَ في سقفٍ تراقبُهُ |
هلْ سرَّكَ السَّقفُ أمْ ضاقتْ بكَ الحيلُ |
تسمَّرَ الرِّمشُ والأجفانُ جامدةٌ |
وغارَ في النونِ ضوءٌ كانَ يشتعلُ |
سماؤكَ السقفُ ترجو فيهِ نافذةً |
تطلُّ منها وتدعو من بهِ الأملُ |
تسعٌ وتسعونَ حولاً ملَّ عاشقُها |
وزائرُ القرنِ قدْ حلَّتْ بهِ العللُ |
يصارعُ الوقتَ لا يدري متى طلعتْ |
عليهِ شمسٌ ولا يدري متى تفِلُ |
أناملُ البرِّ تشكو ضعفَ حيلتِها |
تساقطَ الدُرُّ منها وهي تبتهلُ |
تلكَ السنابلُ أعطتْ كلَّ مكرمةٍ |
وغادرتْ في خريفِ العمرِ تنتقلُُ |
لمْ يبقَ منها سوى ذكرى يُردِّدُها |
منْ زارَ عوداً لنبضِ الروحِ يمتثلُ |
دنياكَ ولَّتْ فما يرجونَ فائدةً |
والناسُ بالقادرِ الموعودِِ تحتفلُ |
ألقتْ عليكَ الليالي وهي قاسيةٌ |
عباءةً خيطُها التنكيلُ والمللُ |
هي الحياةُ سرابٌ والمقيمُ بها |
كواقفٍ تحتَ ظلٍّ عنهُ يرتحلُ |
لا تسأمِ الوقتَ فالأيامُ قافلةٌ |
تلقي الحمولةَ منها حين تكتملُ |
إن المنايا سجلُّ الغيبِ يرصدُها |
وكلُّ حيٍّ بلا ريبٍ له أجلُ |