|
فُدِيتِ ؛ يَئِنُّ البابُ " سَلوَى " ؛ وَ أُقسِمُ : |
( أَراهُ حَزِينًا , بَعدَ ما كانَ يَبسِمُ ! |
وَ أَنَّ لَهُ دَمعًا ! وَ ما مِنْ مَدامِعٍ ! |
وَ أَنَّ لَهُ صَوتًا ! وَ لَيسَ لَهُ فَمُ ! ) |
يَبُوحُ لِيَ المِصراعُ فِي كُلِّ مَرَّةٍ |
أُلَامِسُهُ أَنَّا مَشُوقٌ وَ مُغرَمُ |
وَ لَكِنَّنِي فَضلًا عَلَى الشَّوقِ مُعدَمٌ |
فُؤَادِيَ مَكلُومٌ ؛ وَ ضِلعِي مُحَطَّمُ |
أَضَرَّ بِنا التَّنزافُ ؛ حَتَّى كَأَنَّنا |
شَرِيكانِ فِي البَلوَى , فَصِيحٌ وَ مُلجَمُ |
وَ لَستُ مُفِيدًا مِنْ فَصاحَةِ أَحرُفِي |
وَ لَيسَ مُضِّرُّ البابَ أَنَّهُ أَعجَمُ |
يَرِقُّ لِحالِي كُلَّما نُحتُ ناحَ لِي |
لِيَرتِقَ جُرحَينا إِذا انتَفَضَ الدَّمُ |
وَ ما عَجَبِي أَنِّي أَنُوحُ بِحُرقَةٍ |
وَ لَكِنَّ عُجبِي مِنْ حَدِيدٍ يُبَلسِمُ ! |
أَصُبُّ عَلَى أَعتابِهِ دَمعَ مُقلَتِي |
وَ أَمسَحُ بِالتُّربانِ خَدِّي وَ أَلطُمُ |
أُطِلُّ بِرَأسِي بَينَ قُضبانِهِ عَلَى |
حَدِيقَتِكِ الفُضلَى إِذِ اليَومَ تَجهَمُ |
وَ كَرمٍ هُنا ذِي دالِياتٍ , تَعَلَّقَتْ |
عَلَيها عَناقِيدٌ بِقُربِكِ تَحلُمُ |
أَراهُنَّ أَطلالًا حَزانَى بَواكِيًا |
كَأَنَّ لَهُنَّ البُؤسَ أَمرٌ مُحَتَّمُ |
وَ أَذكُرُ يا " سَلوايَ " سَلوَى قُلُوبِنا |
إِذا ما قَضَينا اللَّيلَ فِيهِنَّ نَلثَمُ |
أَتارِكَةً بِالحَيِّ قَلبًا مُمَزَّقًا |
وَ صاحِبُهُ المُلتاعُ صَبٌّ مُكَلَّمُ |
وَ ناثِرَةً أَشواقِيَ - اليَومَ - أَدمُعًا |
أَمِثلِيَ تَشتاقِينَ ؟ وَ الرُّوحُ تَألَمُ ؟ |
أَمَ انَّكِ فِي شُغلٍ عَنِ الوَجدِ ؟ بَينَما |
نَحِيبِيَ مَوصُولٌ ! وَ طَوقِيَ مُحكَمُ ! |
نَزَعتِ ضُلُوعَ الصَّدرِ فِي شَرِّ ضَربَةٍ |
وَ أَحرَقتِنِي وَ القَهرُ فِي الرُّوحِ مِيسَمُ |
وَ أَهلُوكِ أَهلُ الكِبرِ إِذْ أَنكَرُوا الهَوَى |
رَعَيتُ لَهُمْ وُدِّي فَباعُوا وَ أَحجَمُوا |
أَنا العاشِقُ المَفجُوعُ فِي وَحدَتِي ؛ أَنا |
هَوَيتُ فَزادُونِي العَذابَ ؛ هُمُ هُمُ |
وَ قُلتُ لَهُمْ : ( إِنِّي قَتِيلٌ بِبابِكُم |
عَشِيقٌ ؛ وَ أَشواقِي تُشَلُّ وَ تُصلَمُ |
وَ قَلبِي لِبِنتٍ عِندَكُمْ قَدْ وَهَبتُهُ |
فَباتَ هَشِيمًا فِي لَظَى الصَّبرِ يُضرَمُ ) |
وَ لَكِنَّهُمْ راحُوا ! فَرُحتِ ! وَ لَمْ أَزَلْ |
وَفِيًّا إِذا بِعتِ الهَوَى ! لَستُ أَسأَمُ |
رَحَلتِ ؛ وَ لَا ذِكرَى تَمُرُّ سُيُوفُها |
عَلَى مُهجَتِي إِلَّا تَشُقُّ وَ تَثلِمُ |
وَ غادَرتِنِي حَتَّى أَضَعتُ مَلامِحِي |
وَ تُهتُ فَلَا عَمٌ يَدُلُّ ؛ وَ لَا حَمُ |
حَنانَيكِ ؛ ما عِندِي إِذا البابُ أَنَّ لِي |
سِوَى أَنَّةٍ حَرَّى وَ جَرحٍ يُدَمدِمُ |
وَ لَيسَ لَهُ عِندِي مِنَ الرَّدِّ ما يَفِي |
بِأَسئِلَةٍ فَتَّاكَةٍ فِيهِ تَزخَمُ |
فَأَكذُبُهُ أَنَّ الزَّمانَ دَواؤُنا |
وَ يَكذُبُنِي أَنَّ التَّصَبُّرَ مَرهَمُ |
وَ يَزعُمُ لِي أَنَّا مُعِيدانِ عِشقَنا |
إِذا عُدتِ يا " سَلوَى " , وَ لِلبابِ أَزعُمُ |