|
يَـا حُـلْمِيَ المَدْفُـونَ في أعْـمَاقِي |
يَـا سِـرَّ ذاكَ الـنَّابِـضِ الخَـفَّـاقِ |
يَـا بَـسْمَةً كالبَدْر فِي أُفْـقِ الدُّجَى |
يَـاجَـنَّةً تَحْوِي جَـنَـى الـتِّرْيّـاقِ |
يَـا لَـمْـحَـةً لِلـنُّورِ مَرَّتْ بالدَّنى |
كَـشِهَـابِ لَـيْـلٍ مُـسْرِعٍ سَـبَّـاقِ |
يَـا دَوْحَـةَ الأشْوَاقِ يَـشْدُو طَيْرُها |
فَتُـرَدِّدَ الأحْـيَـاءُ لَـحْـنـاً بَـاقِـي |
مَـرَّتْ رِيَاحٌ أسْـقَـطَتْ أَوْرَاقَهـا |
مَـنْ لِـي بِـرَدِّ الـظِّـلِّ لِلأوْرَاقِ |
جَـفَّـتْ يَـنَابِـيعُ البَرَاءَةِ رَيْـثَما |
مَــرَّ الـرَّبِيعُ بِـجَـدْولٍ رَقْــرَاقِ |
فَـإذَا الرَّبِـيعُ مُـكَـدَّرٌ مُتَـلَـبِّـدٌ |
يَـسْـخُـو بِزَهْـرِ كالخَـريفِ مُـعَاقِ |
لِـيُبَـدِّلَ الأنْـسَـامَ في ألَقِ الـرُّبَى |
وَ يُـجَـدِّدَ الـحَـسَـرَاتِ بِالأشْـواقِ |
كانَ الـرَّبِيعُ بِدَوْحِنَـا مُتَـبَخْـتِراً |
ألِـقـاً عَـلَى أُرْجُـوزَةِ الإعْـتَـاقِ |
يَـشْـدُو الحَـيَاةَ بِلَحْنِ حُرٍ عَاشِـقٍ |
لِلْـعِـتْـقِ لِلْعَـلْيَـاءِ فِـي الأذُوَاقِ |
فَـيَهِـيمُ فِي كُلِّ الـرُّبُوعِ مُحَـلِّـقا |
أَلِـفَ السُّـمُـوَّ بِـحِـسِّـهِ الدَّفَّـاقِ |
قَـلْبُ الـدُّنى في قَـلْبِهِ يَحْيا المُنَى |
فَـيَرَى الوُجُـودَ على جَـناحِ عِـنَاقِ |
كَـفَرَاشَـةٍ بَيْنَ الزُّهُـورِ مُـقَـامُها |
وَ رَحِـيِـقُـها يَـحْـوي مُنَى الأَرْزَاقِ |
مَـتَغَزَّلٌ بالـنُّـورِ مِنْ فَـوْقِ الرُّبى |
مُـتَـرَنِّـمٌ بِـلِـسَـانَـهَا الـنَّـطَّاقِ |
قَـالوا الـدُّنى أُعْـجُوبَةٌ فاظْـفَرْ بِهَا |
تَـنَـلِ السَّـعَـادَةَ فِي ظِـلالِ وِفَـاقِ |
فَـمَـشَى إليْـهَا يَحْـتَسِي مِنْ نَخْبِهَا |
فَـلَـعَلَّـهُ طِـبُّ الجِـرَاحِ الـوَاقِـي |
وَ رَأىَ البَرِيقَ عَلَى الطَّرِيقِ مُنَـضَداً |
فَـهَـوَتْ بِـهِِ قَـدَمٌ عَـلَى مِـزْلاقِ |
فَـبَكَى الهَوَى لَمَّا هَوَى يَبْغِي الهَوَى |
أيْـنَ النَّـعِيمُ مِـنَ اللَّظى الـمِـحْراقِ |
بَعُـدَتْ مَـسَـافَاتُ الجَمالِ وسحرها |
لَمَّـا تَـنَـائَى فـي الجَـوَى الـبَرَّاقِ |
وَ تَـبَدَّلَ القلبُ الشَّـفِـيفُ و حُسْـنُهُ |
حَـلَّـتْ بِهِ دُنْـيا الأسَـى بِِـشِـقَـاقِ |
فَـقَـدَ الـبَـرَاءَةَ في ربيع وفَـاءِها |
فَغَـدَا كَـلَـوْنِ الجُـرْحِ في الأحْـدَاقِ |
يَـا طِـفْلَ أمْسي يا رَبِيعاً مُـزْهِـراً |
يَـا سِحْرَ حُـسْـنٍ يَـا بَـهَـاءً رَاقِ |
عُـدْ يَـا ضِـيائي يـا مَلاكا حَـالماَ |
عُـدْ فَـالفُؤَادُ عَـلَى الهَـوَى التَّـوَاقِ |
رُدُّوا الـبَرَاءَةَ قَـدْ سَـئِمْتُ تَـلَـوُّناً |
كالـمُـرِّ مَـخْـلُـوطا بِسُـمِّ نـفَاقِ |
رُدُّوا الـبَرَاءَةَ أشْـتَرِيـها بِالـدُّنَـى |
إنِّـي بِـهَـا مَـلِكٌ عَـلَى إِمْـلاقِـي |