دَنَا الِبَيْنُ
الطويل
إلى كل الزملاء والأصدقاء : أرجو التكرم بتصحيح أي خطاء نحوي أو خلل عروضي ولكم محبتي الصادقة جميعا
دَنَا الِبَيْنُ يَطْوِي الْفُؤَادَ تَجَافِيَا
فَحَسْبُ الْلَيَالِي أَنْ تَكُونَ كَمَا هِيَا
*
وَمَا خَانَتِ الأَيَامُ كَلَّ مُؤَمَلٍ
وَمَا كَلَّ مُنْقَادَ الْحَقِيقَةِ مَاضِيَا
*
غَمَامٌ أَمِ الأَشْوَاقُ قَرْحَى مِنَ النَّوَى
تَعَالَتْ غَرَاماً فِي السَّمَآءِ مَكَانِيَا
*
وَ تَطْلِبُنِي الأخْطَارُ فِي الْجَوِ عُنْوَةٌ
تَمُجُّ الْمَنَايَا أَوْ تُشِيبُ النَّوَاصِيَا
*
وَبَاتَ فُؤَادِي بِالْهَوَاتِفِ يَصْطَلِي
وَنَارُ الْهَوَى جَاسَتْ إِلَيَ فَيَافِيَا
*
سَيَعْبَقُ رَيُّاهَا وَ إِنْ بَعُدَ الْمَدَى
تَنَفَّسَ مِنْهُ الآخَرُونَ أَمَانِيَا
*
وَ لِلهِ أَشْوَاقٌ لِدَانٌ سَتَرْتُهَا
هَتَكْنَ الْفُؤَادَ وَانْتَزَعْنَ الْقَوَافِيَا
*
رُوَيْدُ الْليَالِي أَنْ تُرِيقَ صَبَابَتِي
إِذَا سِيقَ قَلْبِي بَيْنَ عَيْنِي وَ بَالِيَا
*
فَلَمْ أَرَ أَشْهَى مِنْ صَبَاحِي بِقُرْبِهَا
وَلَمْ أَر أَذْكَى مِنْ مَسَاهَا تَلاَقِيَا
*
يَكَادُ يَسِيلُ الْحُبُّ مِنْ مَاءِ قَلْبِهَا
لَهَا الشِّرْبُ حِينَ الْوَصْلِ قَطْراً وَسَاقِيَا
*
أَقُولُ وَ كَفُّ اللَيْلِ بَيْنَ دَفَاتِرِي
وَقَدْ صَاغَتِ الأَحْلاَمُ فِيهَا الْمَغَانِيَا
*
هِيَ الرُّوحُ إْشْرَاقاً إِذَا مَا ذَكَرْتُهَا
وَكُلَّ فُؤَادٍ لاَ أَخُصُّ فُؤَادِيَا
*
وَلَمْ أَتَعَاطَ الْبَيْنَ إِلاَّ تَعَلُّماً
ومَا زَالَ يَدْنِينِي التَّعَلُّمُ نَائِيَا
*
عَلَى أَنَّهَا تَعْفُو وَهَذَا مَتَيَّمٌ
كَأَنَّ عَلَى الأَيَامِ مِنْهُ رِكَابِيَا
*
ألاَ حَيِّ بِالْبَيْنِ الْعُهُودَ الْخَوَالِيَا
أَرَاهُنَّ فِي ثَوبِ الشِّبَابِ بَوَاقِيَا
*
بِلاَدٌ تُطِيبُ النَّأْيَ مِنْ طِيبِ نَشْرِهَا
كَأَنَّ عَلَى الأَحْشَاءِ مِنْهَا الأَيَادِيَا
*
نَلَذُ وَ نَلْهُو وَالتِي عَزَّ شَأْوُهَا
تَغَارُ عَلَيَّ أَوْ تُغِيرُ اللَوَاغِيَا
*
دَقَائِقُ حَلاَّهَا رَفِيقِي بِؤُنْسِهِ
فَمَرَّتْ خِفَافاً يَنْتَظِرْنَا التَّوَالِيَا
*
فَرَاقـَتْ لَهَا أَبْصَارُنَا وَ قُلُوبُنَا
تُجَاذِبُ نَفْسَيْنَا تُطِيلُ التَّنَائِيَا
*
وَ تِلْكَ لَعَمْرُ اللهِ ( بَارِيسَ ) فُسْحَتِي
وَقَدْ عَلِقَتْ عَيْنِي الْحِسَانَ الْغَوَانِيَا
*
وَمَا بَلَّغَتْنِي الْعَيْنُ حَيْثُ تَقَرَّبَتْ
وَمَنْ قَصَدَ الْحُبَّ اسْتَقَلَّ الْمَأَقِيَا
*
وَ جُنَّ فُؤَادِي بِالجَمَالِ جُنُونَهُ
وَلَكِنْ سَلاَهُ أَوَّلُ الْحُبِّ سَالِيَا
*
وَ أَخْفَيْتُ عَيْنِي عَنْ ( عَلِي ٍ) لأَنَّنِي
أُدَاريءُ رُوحِي أَنْ تَمِيلَ بَدَالِيَا
*
وَتَاهَتْ بِنَا الأَحْلاَامُ وَ الْعُمْرُ مُدْبِرٌ
فَلاَ الْوَصْلُ مَكْسُوباً وَلاَ النَّأْيُ بَاقِيَا
*
فَمَ الْحُبُّ إلاَّ مَا تَعَجَّلْتَ وَصْلَهُ
وَإِنْ لَمْ تَكُنْ إِلاّ مَشِيباً مُسَاوِيَا
*
فَوَاهاَ لَهَا مَاذَا أَقُولُ وَمُنْيَتِي
شِفَاءُ غَلِيلِي مِنْ حَبِيبٍ مُشَاكِيَا
*
وَ لاَ كُتُبٌ إِلاَّ الأَرْيَحِيَةَ بَيْنَنَا
وَلاَ رُسُلٌ إِلاَّ النُّفُوسَ الدَّوَاعِيَا
*
تَطَاوَلَ لَيْلِي وَالأَحَدِيثُ قَهْوَةٌ
أُسَارِي نُجُوماً خَاضِبِينَ لَيَالِيَا
*
هَنِيئاً لَنَا الْحُبَّ الذِي هِيَ عِيدَهُ
وَ حَسْبِيَ مَعْشُوقاً وَحَسْبُكَ مَنْ هِيَا
***
باريس 2009.04.07