|
حَنيني إلى عَهْدٍ ثَوَى لي بِه حُبَّـــا |
وَشَوْقِي شَديدٌ لِلَّذِي وُسِّدَ التُّـرْبـَا |
وَدَمْعِيَ رَقْـراقٌ غَزيــرٌ على أَبي |
يَصُبُّ كَشـلاَّلٍ على مُهْجَـتِي صبَّا |
وَلَيْلِي الذي قدْ صارَ مِنْ بَعْدُ صاحِبِي |
وَحُزْنِي عميقٌ في الفؤادِ لَــه قُربى |
بُلِيتُ بِمَنْ لا عَيْشَ يُزْهِرُ بَعْـــدَهُ |
وَيُنْسِى الشُّموسَ الشَّرْقَ حرّاهُ وَالغَرْبَا |
فَوَا أَسَفـاهُ اليَوْمَ يَـا حَسْرَتِي عَلَى |
رَدًى هَدَّنِي جَمْعًا وَلَمْ يُبْقَ لِي جَنْبَا |
جَنَى أَبَتِي لَـمْ يُشْفِ منهُ غَليلَــهُ |
وَخَلَّفَ نَـأْيـًا شَـاسِعًا قَـدْ رُعْبَا |
وَقَرَّبَ آلامي وَبـاعَدَ صـــاحِبي |
وَجاءَ لَنـا بِالهَـمِّ بَعْـدَ أَبِي صَحْبَا |
رَوانِي مِنَ الأحْزانِ حَتَّى ثَمِلْـتُـهَا |
وَعَبَّدّ بالأشواكِ -وَا تَعْسَنَا -الدَّرْبا |
سَقانِي لَظَى الأيّامِ كأْسًا مُعَلْقَمًا |
وَقَـدْ نَهَبَ الأحْلامَ مِنْ عِنْدِنَـا نَهْبا |
فَيـا أبَتِي ذِكْـراكَ في القَلْبِ نَـارُهُ |
تُعَذِّبُ هذا الجِسمَ ذا الشَّاكِيَ العَذبا |
يَقولون يـا مُولُودُ مَـا لَكَ حَـائِرٌ |
تَجَلَّدْ فَـإنَّ الصَّبْرَ قَدْ يَمْسَحُ الكَربا |
وَلَـوْ عَلِمُوا صَبْري وَطُولَ تَجَلُّدِي |
لمَـا أبـدًا قـالوا تَشَجَّعْ وَكُنْ صَلبا |
فَكَمْ مَـرَّةً حاوَلْتُ بَتْرَ مَصائِبِي |
وَلكنَّ رُزْئِي حاذِقٌ يَسْـبَـقُ الرَّكْبَا |
وَكَـمْ مَرَّةً جَـرَّبْتُ مَسْحَ مَدَامِعِي |
فَـتَأْبَى دُمُوعي أنْ تُفارِقَ لي الهُدبا |
لَعَمْري لَقَـدْ أَصْبَحْتُ مَأْوَى تَـأَلُّمٍ |
وَأصْبحَ حُـزْني ذا دَمًا يَسْكُنُ القَلبا |
وَمَـا زِلْتُ دَوْمًـا صَابِرًا رَغْمَ أَنَّهُمْ |
أَتَـوْا سَلَبُوا مِنْ عِنْدِنَا صبْرَنا سَلبا |
وَمَـا زِلْتُ لا أنْسَى أَبًـا زادَ فَضْلُهُ |
كَريمًا عَلى الأخْلاقِ وَالعَدلِ قَدْ رُبَّى |
عَـزيـزٌ علينا مِثْلَ أنفاسنا ، بَلَى |
وَحُـبِّي لَـهُ أرْقَى وَشَوْقِي لَهُ أَرْبَى |
جَنَى لِي مِنْ كُـلِّ الحــدائقِ زَهْرَةً |
وَخَـيَّـرَ لِي أَسمى كِتابٍ هُنَا شُرْبَا |
فَبُورِكَتْ يَـا أَسْمَى أَبٍ في الـدُّنَى وَبُـو |
رِكَتْ خُطُـوَاتٍ سِرْتَهَا مَا قَضَتْ نَحْبَا |