حدث سوء فهم بين الحبيبين أيمن اللبدي وخشان فكانت هذه الأبيات
قال أيمن:
خشّانُ إنَّك َ صادق ٌ خشّانُ لا فضَّ فوك َ و طيَّب َ الريحان ُ فيمَ ا عتذارُكَ و المحبَّة ُ جُنَّةٌ يكفيكَ منها جزؤها الملآن ُ إن كنتَ تحلفُ خشيةً أن تنقضي فاعلمْ أخي قد زادها الحلفان ُ إمّـا علمتَ فإننا مذْ جئتنا أسعدتَ روحاً واحتفى الاخوان ُ ما أنتَ متهم ٌ ولا نحنُ الألى فيمنْ نحبُّ مشكك ٌ زنّا ن ُ بل إنما قول ٌ وأشكل َ فهمهُ ولديكَ علم ٌ نصفهُ الطوفان ُ ما نحنُ في فنِّ السباحةِ حجّة ويعوزنا التدريبُ و البرهانُ حتى خشينا أن نسيءَ شراعهُ والريحُ يخشى هوْلَها السَّفان ُ ولديكَ بوصلة ٌ نحبُّ وصالَها وتشدُّنا الأخلاق ُ و الإحسان ُ ما نبتغي إلا كرامةَ أمـةٍ والله ُ يشهدُ مثلما الأوزان ُ ما نحنُ دونَ هوية ٍ هيَ شامةٌ بينَ الشعوب ِ يعزُّها الإيمان ُ لهفي على لغة ٍ يقطَّع ُ حبلُها باسم ِ الحداثة ِ غلَّها القرصان ُ فـإذا تراخينا و أُوْصِد َ بابُنا قيلَ : انظروا قد أفلس َ العربانُ ليسَ التحجُّر ُخلفَ سورٍ مانعا إنَّ الهجومَ الذود ُ لا الإذعانُ ُ في لجّة ِ الأبحاث ِيكمنُ درعُنا وسلاحُنا التصميم ُ و الفرقان ُ حتى نخوضَ البحرَ صلد ٌ عزمُنا مـا همَّنا الأرياح ُ والحيتان ُ لا تفهموا عـني بأني مُطْلـقٌ حبلاً تفتـِّلُهُ لنـا الغلمان ُ أو فسحةً بينَ الصفوف ِ يريدُها كي ينتشي الطاغوتُ والشيطانُ أو فرصةً فيهـا العييُّ مؤمِّلٌ يسعى إليها ، عازه ُ العنوانُ مـا قلتُ إلا دعوةً لفوارسٍ أن تنبري ليخافَها العُدوان ُ فالضيمُ واقعُ ليسَ ننكرُ ظلمَهُ أنيـابه ُ التغريبُ و الغِربـان ُ وبأخوة ٍ مثلَ الكواكب ِ فخرُنا فيهمْ كفايةُ و العـلا ألوان ُ قد أثقلونا في المحبَّة ِ دَيْنهُمْ مـا انفكَّ يحسدُنا لهُ الخلان ُ هذا سمير ٌ وا لجمال ُ ومثـلهُ محمودُ حيثُ الصالح ُ المزدانُ فتقبَّلوا مني السـلام َ معطَّراً يزجيه ِ قلب ٌ صادقٌ ولسان ُ
فرد عليه أخي خشان بهذه الأبيات:
يا أيمنُ اللبدي يا إنسانُ الخلْقُ زينته كما التبيانُ فلقد كسوتَ أخاكَ ما يزهو به مما تضاءلَ دونه العقيانُ كم ذا بنفسي من معانٍ جمّةٍ لو يستطيع بيانَهُنّ لسانُ
فرددت عليهما سعيداً بما صنعا شاكراً حسن خلقهما بهذه الأبيات:
لكَ في الفصــاحةِ حكمةٌ وبيـــانُ وتواضـــعٌ لــمْ يحـــوهِ الأقــرانُ هذا النقــاءُ على ضميركَ شــاهدٌ عــدلٌ فكيــفَ يعبِّـــرُ العرفــــانُ يا أيمنُ اللبــديُّ يا نبـــعَ الرضى لقيـــاكَ في هذا الزمـــانِ أمــــانُ ســـامٍ تســـوقُ العزمَ دون كلالـةٍ وتكلُّ دونَ ســــمائكِ العقبــــــانُ إنَّ الورى طلبــوا مداكَ فقصَّروا عن غايـــةٍ فيها الســباقُ رهــانُ أكرمتهم فربحتَ أثمـــانَ العُلا إنَّ المحامـــدَ للعُلا أثمــــــانُ وفطنتَ للعليــــاءِ حيـــن تحيَّرتْ فيها العقـــولُ وضلَّتِ الأذهــــانُ وجعلتَ عنــوانَ الســماحِ طلاقةً وكـــذا لكــــلِّ صحيفةٍ عنــــوانُ خشَّانُ يا عهـــدَ الإخـــاءِ ورمزه حيَّـــاكَ ربُّ العرشِ يا خشَّـــــانُ ما زلتَ بالإخلاص تحفظُ أخــوةً والعفـــوُ عمَّـــا قد بــدا برهـــانُ إنَّـــا عهدنـــــاكَ المبــــادرَ للتقى وقبولُ عذرِ أخي الهدى إيمــــانُ يا منْ إذا اشــــتدَّ الفســـادُ رأيتـهُ خضعتْ لشــــدَّةِ بأسهِ الشــجعانُ لكَ في القريضِ سوابقٌ وشـواهدٌ فالعقـــلُ يُنبي عنكَ لا الجثمــــانُ وإذا ديــاجي الخطبِ أسدلَ ثوبها أطلعتَ فجــــراً منـــهُ ليس يرانُ من ينتج النُّعمى ســـواكَ وإنَّمـــا بجميـــلِ فعــلكَ لقَّــحَ الإحســـانُ ومتى يجـــودُ المعتفي فجـــزاؤهُ وجــــهٌ أغـــرُّ وراحـــةٌ هتَّــــانُ وخلائقٌ طبعتْ على نهجِ الهُدى بيضُ الوجـــوهِ نواصــعٌ غــرَّانُ ولطالمـــا منـــعُ الكريمَ حيــــاؤهُ عمَّــــا يرومُ بفعلــــهِ الوجــــدانُ جربتُ من ريبِ الزمانِ وصرفهِ ما لــــمْ يجرَّبْ مثلــــهُ إنســـــانُ فرأيتُ في الإحسانِ أفضلَ منهجٍ يرضى الإلــهُ وتسـعدُ الإخـــوانُ إنَّ المكــــارمَ والعلـــومَ تقارنـــا كالروحِ قد قامتْ بهـــا الأبـــدانُ فإذا صفتْ فينا القلوبُ ترعرعتْ إذ إنَّ أخـــلاقَ الكريـــمِ ضــمانُ وإذا أقمنـــا بالتفاهــــمِ صرحنـــا تتواصلُ الأعــراقُ والأغصـــانُ فالحبُّ يجمعنا على درب العُـــلا إذْ في محبَّتِنا لنـــا أوطـــــانُ