أحمد فقط أنتَ تحتاج إلى صقل موهبتك بالقراءة في كل حقول اللغة ..
و كلّ ما يتعلّق بالشعر .. قراءة مستفيضة .. لكلّ شاعر تعرفه و لا تعرفه ..
و تقرأ و تقرأ .. و ربما نحفظ .. فهكذا و تلقائيا تجد شاعريتك أكثر قوة ..
منسابة أكثر .. على شاكلة من قرأت لهم .. و بعدها يأتي دور المعجم ..
و هنا تبحث داخلك عن معجمك الخاص .. و قاموس يناسب معناكَ الخاص ...
هنالك هنات بسيطة .. و هنات إذا لم تتجاوزها .. يمكن أن تكسرَ عمودَكَ
و هنا لا أقصد العروض فقط .. فالعروض ليس كلّ شيء يا صاحبي .. هنالك أشياء أهمّ
عند الشعراء ... فالعروض يصبح شيء لحفظ المعنى .. و إعطائه انسيابا موسيقيّا جماليّا معيّناً
..و قد لا يعني شيئا لبعض الشعراء النثريينْ مثلا إن جاز أن نسمّيهم شعراءْ ... هم يهتمون بالمعنى
من خلال نوافذ أخرى .. فالشعر واسع .. واسع بشكل جنونيّ ..كلّما ظننت أنكَ وصلتَ إلى ما تريد فيه
وجدت أنّك ما زلتَ في البداية .. و هذه حلاوته .
أحمد باستطاعتك التغلب على أشياء بسيطة في القصيدة ..نحوياً و جمالياً ..
و منها الذي أشار إليه يحيى في رده ..
و أنا سأضرب أمثله اخرى يا عزيزي ..
هنا مثلا :
لا تكترثْ لكسيـر بيـت منّهـا
فتبيد بالإحسـاس كـل مَخاطـر
منّها ليست صحيحة هنا .. و الصحيحة هي ( مِنْها) بالتسكين ..
و أعلم ما دفعك إليها .. إنّه الوزن ... و هو مشكلة إن لم تروّضهُ جيدا ..
و ستعلم بعد ترويضة أيّ مجالات سيفتحها لكَ فهو ليس محدّدا كما يظن الكثير من الشعراء ..
و إنما شيء يفتح أمامك مجالات أوسع ..
سأضرب مثالاً آخر ..:
لو عشتُ أحصر في المفاتن كلها
ستموت أيامي ولسـت بحاصـر
هنا التكلّف حاضر ... ففعل أحصر لا يتبع بحرف جرّ ..
و إنّما بمفعول بهِ .. فتقول:
أحصرُ المفاتنَ ...
و هنا العروض يبرز مرة أخرى كمشكلة ..
عليك تجاوزها بالكتابة المستمرة و الممارسة و المطالعة..
و بالإضافة لردّي أضيف ردّ الشاعر يحيى سليمان .. و أدعوك إلى العودة إليه كثيرا ..
فهو مهم لكَ على طول مراحلك الشعرية ..
القصيدة جميلة كما قلتُ لكَ يا أحمد سابقا ..
و لكن عليك أن تتحكم بقصيدتك بقوة أكبر ..
و تكون قاسياً في التعامل معها ..
عندما تحس القصيدة بقوة الشاعر ..تأتيه رقيقة ليّنة ..
هذا لا يعني أن تقتل مشاعرك و تجتثّها .. هي مهمة جداً في القصيدة ..
مهمة لصالح القصيدة و ليس العكسْ ..
ستصيرُ يوماً ما تريدُ يا أحمد .. :)
بوركتَ ...
محبتي الكبيرة ..