ظِلاَلٌ
الكامل
تَرَكَ الْفُؤَادُ لِمَنْ أَرَادَ سَبِيلا
فَانْظُرْ إِلَى أُفُقِ الْجَفَاءِ طَوِيلا
*
وَكَاَنَّ أَسْبَابَ التَّوَاصُلِ بَيْنَنَا
ذَبُلَتْ تَزِيدُ بِهَا الْقُلُوبُ فُلُولا
*
وَ مَحَا بَشَاشَتَهَا الْعِنَادُ ، وَ إِنْ بَدَتْ
بَعْضُ الْعُيُونِ تَدَلُّلاً مَمْلُولا
*
عَمِلَ النَّسِيءُ عَلَى الْحَبِيبِ مُرَاقْباً
لا أَسْتَطِيعُ لِحُكْمِهِ تَعْلِيلا
*
كَانَ الزَّمَانُ وَقَدْ بُلِيتُ بِـإِفْكِهِ
كَأَلَذِّ شَكْوَى ، وَ الْهَوَانُ رَسُولا
*
وَسَأُجْهِدَنَّ النَّفْسَ أَبْعَدَ غَايَةٍ
شَدَّتْ لَهَا هِمَمُ الرّْجَالِ رَحِيلا
*
وَتَقَاصَرَتْ عَنِّي الظّْلاَالُ عَوَابِساً
فَوَجَدْتُ أَكْثَرَ مَا عَشِقْتُ قَلِيلا
*
لَمَّا وَرَدْنَ الْوَجْدَ خَلَّفْنَ الأَسَى
وَ خَرَجْتُ مِنْ سُقْمِ الْقُلُوبِ نَحِيلا
*
قُسِمَتْ مَوَاقِعُ وَطْئِهَا فَتَشَابَهَتْ
فِي جَوْفِ قَلْبَيْنَا تَجِسُّ عَلِيلا
*
كَمْ ضَاقَ بِي أَلَمُ الْفِرَاقُ ، وَ دوُنَهُ
وَجَعُ الْهَوَى زَادَ الْحَيَاةَ نُحُولا
*
مَا بَالُ لَيْلُكِ لا يَزَالُ مُضَرَّجاً
شَوْقاً ، وَ صُبْحُكِ لا يَزَالُ بَخِيلا
*
وَهْمٌ مَلَكْتِ بِهِ الْفُؤَادَ صَبَابَةً
مُسْتَعْذِباً فِي حُبِّكُمْ مَغْلُولا
*
وَلَدَيْكِ أَشْكَالَ الْهُمُومِ قَلائِدٌ
أَلِفَتْ لِقَاءُكِ لُبَّةً وَخَلِيلا
*
وَلَطَالَمَا أَنْكَرْتِ كُلَّ مَوَاهِبِي
مِنْ غَيْرِ جُرْمٍ ، يَسْتَجِدُّ جَلِيلا
*
أَنْتِ الْحَيَاةُ فَمَا يَضِرُّ مُدَنِّفٌ
مُتَخَوِّفٌ ، مِنْ دَهْرِهِ التَّبْدِيلا
*
لَبَّيْكِ مَا عَذَّبْتِ مُهُجَةَ شَاعِرٍ
بَلَغَ الْفُرَاتَ قَرِيضُهُ وَ النِّيلا
***
أُويَا 2009.09.13