|
بابي الشروقُ وشُرفتي غيمُ السَّما |
فأنا الذي نال الكواكبَ أَوْسُما |
وأنا الذي سطَّرتُ شِعرًا في الهَوا |
حتى غدا للقلب شِعريَ بَلْسَما |
أَهْدَيـتُ للزهر المنوَّر لَونَــــهُ |
وسَقيتُ ظمآنَ السرورِ تَبَسُّما |
ونذرْتُ روحي للفداء ومهجتي |
ونزفتُ دمعي للسنينَ تَأَلُّـما |
جفَّفْتُ خَدّي والجروحُ بِخافـقـي |
ليكون ثغري بينكم مُتَبَسِّــما |
فانْهَلْ أخي منّي وخذ ما تشــتهي |
لتظَلَّ بِاسْميَ في الورى مُتَرَنِّما |
أكَلَ الزمانُ شبيبتي ، لم يَرْعَـنـي |
وسَرى المشيبُ بِلِحْيَتي ، يا ليتَ ما... |
وعِظاميَ الوَسْنى تحاولُ راحةً |
سئمَتْ حراكًا ، كم تُلِحُّ ! وقَلَّما ... |
فأنا العنيدُ ، أنا اليَفاعةُ في دمي |
حتى وإنْ مُزِجَتْ كؤوسيَ عَلْقما |
يا ربِّ نجواكَ ارتقتْ بجوانحي |
فَتَخِذْتُ منها للسعادةِ سُـــــلَّما |
رمضانُ راحَ انْسَلَّ مِن أعمارنا |
يمضي القطارُ مُعَجِّلًا مُتَصَرِّما |
كم من محطّاتٍ يُغادرُها ضُحًى |
جَعلَ الوَقودَ شعورَنا المُتَضَرِّما |
ياعيدُ آهٍ منـكَ ! قد عايـدتَّني |
ومضيتَ تَجري للبعيد مُسَلِّما |
ما أَعْجَلَ الأيامَ ، قد كُنّا صِغا |
رًا منذ أيــامٍ ، وكنــتُ مُرَنِّما |