|
لمن ترف شغاف القلب في طرب? |
أظلّ للحب نبضٌ بعد لم يثب؟ |
وفي السنين رماداتٌ مؤبّدة |
وليل فوديّ يشكو زحمة الشهب |
وللجراح التفاتٌ كلّما همست |
حسناء أو جهرت بالحب في طلبي |
عهد من العمر لم تنبس به شفتي |
حبا وكم جهرت بالحزن والغضب؟ |
أيامه بالغت طولا لأحسبها |
من فرط أهوالها دهرا من الحقب |
في كل لحظة أنسٍ مأتمٌ وعلى |
كلّ ابتسامة ثغرٍ كفّ مغتصب |
ورحلة نحو مجهولٍ يصاحبها |
يأسٌ كرحلة موتورٍ إلى النشب |
ياشرعة الكون هلّا ترأفين بنا؟ |
أو تأذنين لمن أشقيت بالهرب؟ |
أرسلتها وفؤادي يغتلي وجعا |
يخطو إلى الموت في ثارات منقلب |
وإذ بها تتهادى روح واعدة الـ |
ـهطول وابل نعماء بلا سحب |
أنثى يرتّلها آياتِ مَكْرُمةٍ |
لسانُ منتظر في شوق ملتهب |
كأنّها الضوء ,روح الطل, رائحة الـ |
ـربيع تخطر في لونٍ من العجب |
عرفتها هي منذ البدء تسكنني |
من ألف عامٍ مضت تختال في عصبي |
وإنما كنتُ في ليلي بلا أملٍ |
للصبح يشغلني عن نيلها نصبي |
كانت تدوّن تأريخي بصفحتها |
وكنت أكفر بالتدوين والكتب |
كانت تخيط لقلبي ثوب منتصرٍ |
وكنت أحسب- ظنا - سوء منقلبي |
كانت تؤمّل فتح الشعر من شفتي |
وكنت أرسله في اللهو واللعب |
وحينما انتفضت ألغيتُ أزمنةً |
مضت ولم أجن من أيامها إربي |
فأعلنت عهدها أنّي أحقّ بها |
وجاهرت بالهوى وهي الشقيّة بي |
هزّت شغاف فؤادي والمخاض هوىً |
واسّاقط الشعر إيقاعا بلا تعب |
وإذ خياليَ في مجنى الرؤى شفة |
عجلى تلامس عنقودا من العنب |
. |
. |
حبيبتي لك منِّي ألف قافية |
إيقاعها الحب وزنا غير مضطرب |
مدّي ذراعيك نحوي ,خلّصي بهما |
أحلام جفنين مصلوبٍ ومنتحب |
هذا الشتاء أتى لا شيء يدفئني |
إلاّك.. فكي وثاق الصدر واقتربي |
وزمّليني بأنفاس أحس إذا |
دنت بفن اختصار الصيف, باللهب |
حتى إذا اشتد أمر الشوق وامتزج الـ |
ـروحان والتذّ مضمومٌ بمنجذب |
ارخي جدائلك السوداء ضاربة |
على اختلاس عيون الكون بالحجب |
لا تتركي غيمة إلا رسمت على |
بياضها بجنون الحب والصخب |
فأنت وحيٌ تزفّين الجمال إلى |
قلبي ليصبح في دنيا الغرام نبي |
لونتِ هذا المدى لوّنت أخيلتي |
وحين طاب الهوى لونت لي أدبي |
وصرتِ عنوان قلبي مذ أقمت به |
هوية الروح تاريخ الهوى نسبي |
أنا أحبك هذا ما أسطره |
في الشعر والسر فاق الجهر في رتب |
وكي أخلّد هذا الحب فاتنتي |
ماكان للشعر إلا أن يحلّق بي |