|
يُشيبني دهري وما زال أمردا |
ويرمي بآجالٍ فيلقى التجلدا |
يساومني فيما يريد فيرعوي |
عنيداً أتى بعد الجهالة أعندا |
وحين كرام القوم ولّو جميعهم |
وخُلّفت وحدي للمصائب والردى |
وسلّ عليّ الدهر سيف همومه |
وأقبل نحوي ثائر الوجه مُزبدا |
وساق إليّ الرزء من كل جانب |
وكشّر ناباً لامع الطرف أسودا |
وأيقنت أن القوم لا خير فيهم |
وأن ليالي الصفو قد ذهبت سدى |
سللت على الدهر الغدور عزائمي |
. وسُقتُ إليه الصبر جيشاً مجردا |
وهمة نفس لا تزال فتية |
وقلب رقيق صار في الرزء جلمدا |
وضعت يدي اليمنى بيسراي واثقاً |
بنفسي ، فلم أمدد بزاوية يدا |
لقيت الليالي وهي سود فجئتها |
بصبرٍ كنار الشهب قهرا توقدا |
أرى القوم والأيام تحت لوائه |
ومن شاء من فوق البسيطة جنّدا |
فيا دهر لا عدلٌ وقد جئت أمة |
وجئتك من بين البرية أوحدا |
أعاديتَ من يرجو السلام سجية |
وسالمتَ من غش الخلائق واعتدى ؟ |
كأن زماني حالفٌ أن يصيبني ....... بسهم الرزايا كلما راح واغتدى |
إذا ما رسمتُ الحلم أرجو مناله |
أرى كل رزء هان بعد وقوعه |
ورزئي إذا ما هان يوما تجددا |
ولو أن حزني يقبل اليوم قسمة |
لقسمته مثنى عليهم وموحدا |
وأغرقهم حتى يقول صبورهم |
أيا موت هل لي أن أرى لك موعدا |
لبيدٌ إذا تشكو الثمانين إنني |
شكوتُ بعشرين زمانا معربدا |
تمر الليالي بالشقاء بطيئة |
وحلمي كطفل في البلاد تشردا |
فلا الطفل يدري كيف يشكو فيشتكي |
. ولا القوم فيهم من أجاب فأنجدا |
تبرأت ممن يعدم القوم نفعه |
وإن كان ذو رحم وإن كان سيدا |
وليس عجيبا أن أصاب وإنما |
عجيبٌ أراني بين قومي مُفندا |
فذا البرق في الآفاق سافر نوره |
وفي الأصل نار في السحائب إذ بدا |
أبث بأشعاري الهموم فأشتفي |
وإن كان غيري بالقصائد منشدا |
فتى قالت الأيام ليس كمثله |
ومن قبله لاقى الليالي مفردا |
وما لقب أسعى إليه تشرفا |
ولكنه يسعى إليّ توددا |
أريه القلى حينا فيزداد رغبة |
ويطلبه غيري فيعتز موردا |
لساني يريك العسجد الحر صخرة |
ويقلب صخر البيد إن شاء عسجدا |
ولستُ إلى الألقاب يا قوم أنتمي |
ولكنها تُنمى إليّ تمجدا |
وإني لألقى في العلى كل عائق |
ولو أن غيري في مكاني تشهدا |