(( معذرة يا ابا تمام ))
إليك أبث حزني واعتذاري وأبحث في مداركَ عن مداري أبا تمام إني بَحّ صوتي وكم حذرّت من زمن التتار أبا تمام وجهك غيروجهي وزهوك غير ذّلي وانكساري أبا تمام أنت لديك ظهرٌ وظهري يا أبا تمام عار ! زمانك إن ألمّ به اعوجاجٌ يُقومهُ صديقك ((ذو الفقار)) زمانك فيه ألويةٌ رجال خيارٌ من خيارٍ من خيار كبيراً كنتَ في زمن كبير ولكنّي الصغيرُ مع الصغار تحُلق في سماء الله نسراً وتطوي ما تشاء من البحار أبا تمام معذرةً فإني غدوت على شفيرٍ جدُّ هار! فلا الأهرام تمنحني شموخاً ولا عمان تحسبُ من جواريَ ولا أرض العراق بها عِراق ولا نهر الفرات هناك جار ولا اليمن السعيد غداً سعيداً ولا قدمت سيوفي من"ظفار" إذا أقبلت نحوك تعتريني مكابدتي ويفضحني عواري فهلا قد مسحت على جبيني وهلا قد أعدت لي اعتباري؟ فمن أي الصخور أقدّ حرفي ومن أي الجبال أشَبّ ناري؟ ولو أني مسحت حذاء"بوش" لكنت اليوم أشعر من نزار ولو أني شربت الماء ذلاً بكف أبيه لامتلأتْ جراري ولو أني عزفت كما أرادوا لشالوني على نفس القطار ولو قبّلت كف"أبي رغال" لعدّوا من أصائلهم حماري ولكني بقيت على عنادي أفتش في العواصف عن محاري ولكني حشوت الجرح ملحاً وقد أسندت ظهري للجدار وقلت هنا تضيء قبور أهلي ومن هذا التراب يفوح غاري وغطيت الصغار برمش عينَي لتسلم من براثنهم صغاري وقلت قفوا فذاك عرارٍ نجدٍ وما بعد العشّية من عرار وانف أن تُضمّ نساء قومي إلى قصر الأمير مع الجواري أبا تمام إن العيش مرّ وكل سقوفنا وشك انهيار لقد كان الإخاء لنا شعاراً فأين الآن ظلك يا شعاري؟ فماذا يا أبا تمام أحكي وإني قد سئمت من اجتراري أعن أرض العراق وإن دمعي على جرح العراقيين جار وهم أهلي إذا ما اخترت أهلاً وهم جاري إذا ما عزّ جاري ونخل الرافدين شقيق روحي وفي بغداد قد نضجت ثماري إذا فاض الفرات فكل أرضي تفيض وتنتشي فيها الصحاري ولولا الشام لاخترقوا حصوني ولولا الشام لاغتصبوا قراري فإن ترض الشاّم فلا أبالي فدائي يقال أم انتحاري يسافر في مآذنها ندائي ويهزج في حدائقها كناري إذا ضاق الحصار عليّ يوماً فغير الشام ما فكتّ حصاري