|
هَلْ يَفْهَمُ الليلُ ما يَنتَـابُ إِحْسَاسِـي |
في هَدْأَةِ الكَونِ أَوْ في غَفْلَةِ النَّاسِ ؟ |
وهَلْ يُفَسِّـرُ مَـوْجُ البَحْـرِ قَافِيَـةً |
نَقَشْتُها فَوْقَ صَخْرِ الشَّاطِئِ القَاسِي ؟ |
وهَـلْ تُـرَدِّدُ ألْحَانـي نـوارسُـهُ |
تِلْكَ الَّتي عَايَشَتْ نبْضي وأنفَاسي ؟ |
أمْ أنَّها مِثْلُ بَاقي النَّاسِ قَـدْ نَسِيَـتْ |
قَصَائِدي وَرَمَتْ في البَحْرِ كُرَّاسِـي |
يا رِحْلَةَ الشَّجَنِ المَجْهُولِ مَقْصِدُهَـا |
كَفَى ضَيَاعاً فَقَدْ فَاضَتْ بـهِ كَاسِـي |
صَوتي يضِيعُ ولُجُّ البَحْـرِ يَشْرَبُـهُ |
وَكَمْ أُصَارِعُ في هَذِي الدُّجَى يَاسـي |
أَفِـرُّ مِنْـهُ إِلَـى الآمَـالِ مُندَفِعـاً |
أرْجُو التَّخَلُّصَ مِنْ هَمِّي وَوِسْوَاسِي |
وأنتِ عنّي بمنـأىً لَسْـتِ عارفـةً |
ما نَالَني َبعْدَ بُعْدِي عنكِ مِن بَـاسِ |
تصُبُّ في داخلي ضوضاءُ صاخبـةٌ |
وقَد تَلاطَمَ مَوْجُ البَحْرِ فـي راسـي |
وأَغْلَقَ الليلُ أبْـوَابَ الفَضَـاءِ ولـم |
يَأْبَه لِحَالي ولْم تُوْقِظْـهُ أجْرَاسـي |
وَحْدِي أُجَابِـهُ تَيَّـاراً يُحَاصِرُنـي |
وغُرْبـةً ضَيّعَـتْ أيَّـامَ إينـاسـي |
أنا هُنَا مُهْمَلٌ والمـوتُ يَرْصُدُنـي |
والجُرْحُ يَنْزِفُ شِعْراً فُوقَ قِرْطَاسي |
وأنتِ يا حُلْمَ عُمرِي تسكُنينَ دَمِـي |
فهلْ تذكَّرَ عَهْدِي قلبُكِ النَّاسـي ؟!! |
أبْقَى عَلَى شَاطِئِ الأوْجَاعِ مُنْزَوِيـاً |
فَهَلْ سَيَفْهَمُ هَذَا الليلُ إحساسـي |