|
ماجئت أرثيك لكن جفت الروح |
عشرون عاماً وأنت الناي والريح |
ماجئت أرثيك إني لست مقتنعا ً |
أن البلابل تطويها الأضاريح |
مازال شعرك مصباحا ًيضيء لنا |
ليل القصيدة مذ عزت مصابيح |
فكل قافيةٍ دبّجتها نهر ٌ |
من الضياء عليها العطر مسفوح |
أسير خلفك أقدامي مهشّمة ٌ |
ونصف عمري خلف الشعر تطويح |
مازال صوتك يامحمود يجلدنا |
وأنت تفضح سرّاً وهو مفضوح |
ولدت في عصر من شاخت كرامته |
هل للهوان هوان النفس تصحيح |
ضاقت بك الأرض حتى لم تجد سكنا ً |
حتى تدافعك القيصوم والشيح |
ماذا أقول وهذي الكأس طافحة |
أنّى نظرت فتقتيل وتذبيح |
محمود ياقارئ الفنجان ما قدم ٌ |
زلّت ولا خان في عينيك تلميح |
ركبت موج القوافي وانطلقت بها |
كم كان يؤذيك في الإبداع تسطيح |
وكم تحمّلت مدحا ً كنت تبغضه |
وأنت تعلم أن المدح تمسيح |
وأنت تعرف دمعا ً فاض من كبد ٍ |
وتعرف الدمع تذروه التماسيح |
كم وشّحوك وسامات ٍ فقلت لهم |
خلّوا سبيلي آذتني التواشيح |
محمود أمّك ما زالت تمد ّ يدا ً |
من الجليل ونصف العمر تلويح |
تركت بيدرها لم يكتمل ألقا ً |
وقبلة الفجر يامحمود تسبيح |
تركت كل ّ طيور البحر راعشة ً |
وفي الشفاه صراخ الأم مذبوح |
رحلت عنها وما تنفكّ قهوتها |
تغلي على النار حتى جفّت الروح |
ما كان أجدر أن تبقى لها سندا ً |
وان تضمّد قلبا ً وهو مجروح |
الشعر يذرف يامحمود دمعته |
وفارس الشعر في الميدان مطروح |
أرهقت قلبك حتى ضج ّ من ألم |
وأنت تصرخ في من أقبلوا روحوا ! |
كل المطارات ضاقت فيك معلنة ً |
أن الغريب غريب الدار مكبوح |
محمود لم يكتمل فصل ٌ بدأت به |
ولا صلاتك أنهتها التراويح |
ماجئت أرثيك نار العرب مطفأة ٌ |
وهم ّ ساستهم شتم ٌ وتجريح |
محمود نم هانئا ًلا شيء يقلقنا |
وليس في أرضنا (هقص ٌ وتشبيح) ! |
نم هانئا ً كلنا سمن على عسل ٍ |
والصدر في دولة (العباس) مشروح |
كل العجول التي ودّعتها سمِنت |
فناطح ٌ قد مشى زهواً ومنطوح |
وكل قافية ٍ عرجاء قد وقفت |
تجري على ساقها والأفق مفتوح ! |
نم هانئا ً كلنا عدل ٌ سواسية |
لا كاسحٌ في نوادينا ومكسوح |
والقمح يدفق في أهرائناذهبا ً |
وليس فينا بحمد الله ( مشفوح ) |
وكل ماكان حرزا ً في خزائننا |
أغلى من التبر شالته الطحاطيح |
سوق التجارة يامحمود رائجة |
وكل ما فعل التجار مسموح |
هاقد رجعت إلى حضن ٍ شغفت به |
عشرون عاما ً وأنت الناي والريح |