إلى الأقصى يناديني سلاحي
فرج أبو الجود
إلى الأقصى يناديني سلاحي وللأقصى تبايعني جراحي ويدفعني إلى الأقصى حنيني شهيداً في سرور وانشراح ِ وفي صدري براكين غضابٌ تثور إلى العرين المستباح ِ وفي جسمي دماءٌ من لهيب تُميط الليل عن وجه الصباح ِ فيا لبيك يا أقصى فؤادي يطير إليك طعان الرماح ِ ويا لبيك يا أقصى دمائي إلى باحات قدسك في سراح ِ ويا لبيك يا أقصى عيوني تقوم الليل دونك للرواح ِ ويا لبيك مليار ونصف على حرف الوغى سود الوشاح ِ أنا العربي أجدادي ملوكٌ ولدت لحرة لا من سفاح ِ رضعت الجد من أمي صغيراً وقد دبَّت خُطاي مع الكفاح ِ وأورثني أبي ثأراً وأمي وأجدادي وأزهار الأقاحي أنا العربي جوادٌ كريمٌ جُبِلتُ على السماحة والسماح ِ ولكني شريفٌ لست أحيى رهين الذل مكسور الجناح ِ فطعم الموت أشهى في فؤادي بدار الذل من ماء القََراح ِ فلا والله لن أُبقي دعياً على أرضي يُعربد في بطاحي فلا سلم وأقصانا أسيرٌ ولا ذل وفي كتفي سلاحي ولا أمن إذا ضاعت حقوقي ولا عهد لفساق قِباح ِ ولا سمعاً لخوان عميل ولا طوعاً لداع الانبطاح ِ ولا مزحاً وأقصانا حزين مضى يا أمتي عهد المزاح ِ سلوا الأيام كم قيد كسرنا وكم طاغ ذبحنا كالأضاحي وما كنا طغاة أو بغاة وما كنا دعاة للذُّبَاح ِ ولكنا ندافع عن حمانا ونستبق المُسعِّرَ بالرياح ِ هو الأقصى إذا أمسى حزيناً رأيت البيت مغشي الصباح ِ هو الأقصى لنا وعداً يقيناً كما قد جاء في الكتب الصحاح ِ وللرحمن في الأقصى جنودٌ من الآساد من جيل الصلاح ِ بنو صهيون أنجاسٌ لئامٌ شرار الخلق أعداء النجاح ِ فهبوا ننزع الأغلال عنه بإشعال اللظى لا بالنواح ِ بإقدام وإصرار وعزم وإقبال على الموت المباح ِ وإيمان يهز الأرض هزا وأجناد وحي على الفلاح ِ