|
مصر الحبيبة سوف تبقى مقصدا |
للخيِّرين على امتدادات المدى |
ولسوف تبقى معلما متحضرا |
عذبا نديا للخلائق مرشدا |
فيها المبادئ والتخلُّق بالهدى |
نهجا قويما للهداية موردا |
تهدي البرية نورها وضياءها |
وتبث في أرض الحياة توددا |
وتصالحا بين الأنام ورحمةً |
وتقاربا في الخير يربو مزبدا |
لن يعرف النيل الطهور مفاسدا |
فيها تضم المستبد المفسدا |
لن ينظر الهرم الأشم عصابة |
تحوي اللصوص يجردون المعبدا |
لن يشخص الروض النضير بحقله |
فلاحَ حقل بالعراء ممددا |
لن يرقب التصنيع عامل مصنع |
باللهو يترك خط إنتاج سدى |
ستهب مصر رجالها ونساؤها |
ببكور صبح مستحمٍ بالنَّدى |
فشبابها قاموا بثورة نهضة |
فيحاء لاقت في علاها الفرقدا |
تمتاز بالإخلاص في زحف به |
حلَّت نفوسهم طواعيةً يدا |
من أجل مصر فناؤها وبقاؤها |
فالشعب من أجل الصلاح تجرَّدا |
مصر القديمة لا يزال ضياؤها |
رغم الفساد بريقه متجددا |
بزَّت صنوف المفسدين ودمرت |
عرش الظلام لهيبه قد أُخْمِدا |
وتلاحق الزلزال يقتلع الدجى |
من كل شبر كان فيه مقيدا |
واستنقذ التحرير مصرا كلها |
من أسر طغيان تجاسر واعتدى |
واستعذب الثوار ثورة شعبها |
أضحى بأرض الله ربي المنتدى |
فالكون هلَّلَ بانتصار ساحق |
للشعب في هذا الفخار توحَّدا ! |
وأزاح بهتان المظالم عنوة |
قد كان بهتانا فظيعا أسودا ! |
شعب أصيل يرتقي مرقى العلا |
بالعزم أسعده العلاءُ وأسعدا |
فحضارة الإنسان في مصرٍ لها |
سبقٌ يسابق للحقائق مشهدا |
فنقاء (إخناتون) يشهد أننا |
بالنور ندحض مستطيرا ملحدا |
وصفاء سيدة النساء بمصرنا |
بسناء (آسية) اليقين تفصَّدا |
عن در ياقوت النفائس تبره |
يلقى بباقات الجمال زبرجدا ! |
وشجاعة الإنسان في مصر لها |
صوت يجلجل بالحقيقة والصدى |
في وجه فرعون الكذوب بـ(غافر) |
مصريُّنا المقدام قام مُؤَيَّدا |
بالحق والآلاء يصدح جهرة |
بالعدل حرا واثقا مستشهدا |
بمجامع الآيات كانت حجة |
بثت ذكاء بالقريحة موقدا |
ستظل مصر على الدوام منارة |
للناس تهدى من بشاطئها اهتدى |
أو رام أزهرها الشريف لعلمه |
يأتي مُرِيدا بالضيا مسترشدا |
وسطيّة الإسلام ينهل بالتقى |
نبعا جليلا للورى متوردا |
يصفو بتوحيد الإله وشرعة |
عصماء للرحمن يكفيه العِدا |
وبسنة الهادي البشير المصطفى |
طه الرسول الهاشمي (محمدَ) |
مصر الجديدة سوف يشرق نورها |
شمسا وبدرا في الفضاء مجددا |
ستقود قافلة الحضارة مثلما |
قادت وكانت للحضارة مقصدا ! |
ستنير أذهان العباد إنارةً |
تهديهمُ فكرَ الفَلاحِ مُسَدَّدا |
وسيزحف الثوار للبيد التي |
ظلت دهورا مستباحا أجردا |
للجدب والقفر الشديد وشعبها |
يغشى رحابا بالزحام مُحَدَّدا |
سنشق أنهار الرخاء بأرضنا |
ونمهد الدرب الصحيح مُعَبَّدا |
ونعمر البيداء نزرع قمحنا |
والغرس أيضا بالغذاء مُعَدَّدا |
والقطن يرجع للصدارة ناصعا |
حلوا طويلا رائعا متنهدا |
يشتاق منزلة الأوائل صادحا |
بالنصر يشدو كالطيورِ مغردا |
يروي حكايته القديمة حينما |
كان المبجل في النضارِ المفردا |
مصر الجديدة لن تهاب عدوها |
سترد خصما للحقوق مهودا |
ستعود أما للعروبة والدنى |
نهرا سخيا بالأطايب موفدا |
بالحب والأشواق والخير الذي |
يجري بآلاء الجمال موطدا |
رباه هذي أمنياتي بثها |
قلبي لمصر مهللا وموحدا |
يرجوك عونا للكنانة إنها |
ترجوك ذخرا حفاظا ومُؤَيِّدا |
صلى الإله على النبي المجتبى |
طه المشفع في الخلائق (أحمدَ) ! |
والآل آل البيت ربي كلهم |
والصحب ما ودق السحائب أرعدا ! |