الحمد لله رب العالمين وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين.
وبعد:
فإن طيبة هي أحب البقاع الى الله لأن فيها حبيبه عليه الصلاة والسلام وهي التي تاقت للقياها النفوس
وتوجه اليها العاشقون ففاضت من عييونهم العيون وهي التي حيرت بنات عقول الشعراء فعجزوا عن وصفها وتوقفت أقلامهم , كل ذلك لأنها تشرفت بوطأة نعل الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم.
|
إن جئت طيبة قبل الأعتابا |
واجعل دموعك للحبيب كتابا |
بهر النفوس لأنه بدر السما |
بل إن بدر جماله ما غابا |
تبع الهوى قلبي فأرقه النوى |
وأنا المتيم قد غدوت مصابا |
ثمل وخمر هواكم لاينتهي |
لن ينتهي عن حبكم لو ذابا |
جعل الإله لكم مقاما عاليا |
فعسى من الحوض العريض شرابا |
حكم الهوى فقضى ببين أحبتي |
فغدوت طول العمر أقصد طابا |
خير الورى ماذا لعبد مدنف |
أضناه ما لاقى أسىً وصبابا |
دوما ينادي ياحبيب الله جد فيداك تشفي مدنفا ومصابا |
ذلت لكم نفسي فزادت رفعة |
راحا شربت بداركم فظننتها |
روحا ترد ولم أكن مرتابا |
زر عاشقا ياسيدي لو في الكرى |
فالقلب لو غبتم يصير خرابا |
ساقوا وشاقوا والفؤاد متيم |
ودعا الشجى قلبي له فأجابا |
شرفتني كرما بمدحك إنني |
عبد تملكه الهوى فأصابا |
صار الفؤاد من النوى متشظيا |
إن لم أكن في قربكم أو قابا |
ضل الذي جحد الهوى وأماته |
فهواك يحيي من يكون ترابا |
طبي وطيبي من غبار نعالكم |
ما مسني ألم الهوى أو نابا |
ظل المحب يدق باب رجائكم |
فمتى ستفتح دونه الأبوابا |
عيني يزيد الدمع فيها والبكا |
حتى ترى دار الحبيب قبابا |
غيري له فعل جميل شافع |
وأنا فعالي تستحق عذابا |
فعساي أحظى بالشفاعة منكم |
وأنال في يمناي منك كتابا |
قلبي يحن إلى اللقا ياسيدي |
والشوق زاد على القلوب عذابا |
كملت محاسنكم أيا خير الورى |
خير البرية صحبة وصحابا |
لكم الوفا أن قلتم (المرء معْ مــ |
ــن قد أحب) فإن عيشي طابا |
من نوركم هذا الوجود وجوده |
فامنن علينا كي نتوب متابا |
نبقى نحبكم وننهج نهجكم |
حتى نصيَّر في القبور ترابا |
هول القيامة هين إذ أننا |
نرجوك لا نرجو سواك جنابا |
والله مأحلى الحياة بقربكم |
متذللين نقبل الأعتابا |
ياسيد الثقلين حسبي مدحكم |
أبغيكم حسبي منىً وثوابا |
|
|
هذه القصيدة مرتبة على حسب حروف العربية