.
قل للأبية في الخمار الأسود: ماذا فعلت بحاسد مترصد؟ قد كان يشهر للغواية نابه لما وقفتِ له برد المقصد! طوبى لها، إذ قالت اليوم انظروا أو لا تروا، إني بعائشَ أقتدي تمشي و طَيُّ العزِّ في أثوابها تَرِثُ الكرامةَ من بنات محمّدِ قالوا لها: ما أكثر اليوم الحسا ن، بَدَينَ مثل الكوكب المتوقّد أبْدَينَ كل جدائلٍ و مفاتنٍ لا يستثرْنَ لُباب كلّ مُراوِدِ أخَشيتِ فتنتهم و لمّا يُفتَنوا؟ ما ظنُّنا بالحسن أن تتفردي! قالت: لئن زان الإله نضارتي أو عابها و رضيتُ لم أتمرَّدِ أنظنها خُلقَت لتُعرَضَ كالدُّمى قد جُمِّلَتْ لعيون أيّ مُشاهِدِ؟ و لئن تَعَرَّت كلُّ رَبّات الجما ل، رَخَصن، لم أرخص و لم أتجرّد أوَ ظنُّكم أن الرجال جميعُهم أولو ثبات أو شعور جامد؟ قالوا، و قد مطوا الشفاه تغيظا: أوَ ما ضَجرتِ بذا اللباس الأسود؟ حتى متى تمشين فينا خيمةً تَغلينَ شأنَ العابد المتشدد؟ قالت: فإن العزّ في أوتادها في قلبها تطوي كرامة محتدي عاهدتُ ربي أن أخط طريقتي بين الجهاد، و بين خطو المسجد و عبدت ربي حسبما واثقته لا حسبما أهوى، لذا لم أعتد
الثلاثاء 29 محرم 1419 للهجرة