خواطر في الستين أفــي الستين تخدعك الحــروف وروضــــك لا تــــزال به طيور وكــرمك لا تــزال به قــــطوف وتـــلهف كلــــما لهفت ((وداد)) وتضــحك كلما ضــحكت رفيف وتــنبت تحت جلدك ألــف أنثى فتـضرمه ويبــتدى النـــزيـــــف عــباءتك التي أقبـــلت فــيهــــا شـــفيف ما تــخبـــئه شـــفيــــف فـــلا وجــــه القصــيد له رواء ولا جـــن القــصيـــد له عــزيف كــأنك لا تـــزال فتى خـــلـيـــاً فـــلا رهـــق لديــك ولا ظـروف ولا أم العـــيال ولا عــــــــيـال ولا هــم الحـــليب ولا الــرغيف أتنسى أن عمرك بات يـــــذوي وقـــنديل المـــساء لـــه وجـــيف وصــــوتك لا يرد عليه صوتٌ ونــايك عــــن أنامــله عـــزوف وما تـــجدي القصائد إن جفاها ســـؤال جـــارح ودم عـــنـــيف أفي الستين ترقصك الصبايـــا و تأســرك المــــباسم و الأنـوف تفتش عن صـدى غزل توارى وحـــول رمــاد مـــوقده تطوف تبرعم في ضـلوعك ذكريـــات و يــعبر مــقلتـــيك أسى خفــيف و تمتـشق الغناء جوى و ذكرى يــطول على الديار بك الوقــوف لـــقد كــــان الزمان بنا حفــــيا لــنا الخــيل الأصائل و السيوف إذا صــــدحت قصـــائدنا تنادت رفـــوف الغيــــد تتــبعها رفوف لنا قصـــب الســـباق ولانـــبالي إذا غـــضبت هــــوازن أو ثقيف كأنــــا كـــعبة العشــــاق كــــنا تطـــوف بــــنا الأيائل إذ تطوف تعـــكرنا الحـــياة فنصـــطفيــها ويـــنهرنا الجـــمال فلا نــــعوف و قـــد برد الكلام على جنــاحي أطـــير به فـــتسقطني السقـــوف بياض الشيب في كبدي و رأسي وقوس الظهر و البصر الضعيف كــــأن الــــنار لـــيس لها رماد وهـــذا العـــمر ليــس به خريف هـــي الكـــلمات تسحرنا جميعا وتنـــعشنا و ترقصــــنـا الدفوف فيـــبزغ فـــي رمــال العمر نهر و تنـــهض بعد كبـوتها الحروف هي الكلمات لو عبرت حدودي لكـــنت كـــما أشاء ولا أضــيف