الفقر شبحٌ مخيف ، في زمن كثرت فيه الكماليات وطغت ، و ليس الفقر في ذاته عيباً ، لأنه قد يكون ابتلاءً ، لكن العيب في البخل و الشح و عدم مد يد العون من المقتدرين للمحتاجين :{ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ }الحشر9)
يا ظبيةً لم تستلذ منامَا
و مضت تجرجرُ في الربا أحلاما
الهمُ دقَ بأرضها أطنابهُ
و الفكرُ يبني بالهموم خيامَا
لكن تفاؤلها يحطم همها
يا نارُ كوني بلسماً و سلاما
حسناءُ فائقة الجمال تكلمي
لا تجعليني أطنب استفهامَا
ما لي أرى في الحور نظرات الأسى
و علام تذرفُ بالدموع علامَ ؟!
قد صار في خديك من غزر البكا
وادٍ سحيقٍ ليس فيه ندى ما
و الجوع في واديك حلَّ فلا أرى
إلا قميصاً قائماً و عظاما
أوَ ليس في أرض الجمال شريعةٌ
جعلت مساعدةَ الفقير سنامَا
أوَ ليسَ في أرض الجمال تكافلٌ
يا ليت فيها للكرام مَقَامَا
قامت تسارقني الفتاةُ بطرفها
و كأنما ترمي عليَّ سهاما
قالت : عجيبٌ لم تسلني عن أبي
أم حزت مما قد رأيت شآما
أمي المجاعة أرضعتني ثديها
و الفقر أضحى سيداً قوَّاما
و السل و الطاعون صارا إخوتي
و بقية الأمراض لي أعماما
هلاَّ نشرت مقولتي بقصيدةٍ
تبقى تردد في الملا أعواما
يا أغنياءُ فإنما أموالكم
ما تبذلون وليس ما يتنامى