" مهم قراءته "
معاشر الشعراء :
( يقول " الإمام الفذ القلقشندي .. في كتابه " صبح الأعشى الجزء الأول " ص 273"
في معرض طرحه لأبيات السموأل وهي :
إذا المرء لم يدنس من اللؤم عرضه = فكل رداء يرتديه جميل
وإن هو لم يحمل على النفس ضيمها = فليس إلى حسن الثناء سبيل
تعيرنا أنا قليل عديّنا = فقلت لها إن الكرام قلـــيل
يقرب حبّ الموت آجالا لنا = وتكرهه آجالهم فتطول
وما مات منا سيد في فراشه = ولا طلّ منا حيث كان قتيل
قال بعد أن سردها " فإذا نظرت إلى ما تضمنته هذه الأبيات خلتها زبرا من حديد مع ماهي عليه من السهولة والعذوبة وقد ورد للعرب في جانب الرقة ما يكاد تذوب له النفوس
كقول عروة :
إن التي زعمت فؤادك ملّها = خلقت هواك كما خلقت هوى لها
بيضاء باكرها النعيم فصاغها = بلباقة فأدقها وأجلها
وإذا وجدت لها وساوس سلوة = سَفَع الضمير إلى الفؤاد فسلها
وقول يزيد بن الطثرية :
بنفسي من لو مرّ برد بنانه = على كبدي كانت شفاء أنامله
إذا كان هذا قول ساكن الفلاة ، لا يرى إلا شجحية أو قيصومة ، ولا يأكل إلا ضبّا أو يربوعا
فما بال قوم سكنوا الحضر ، وجدوا رقة العيش يتعاطون ، وحشي الألفاظ ، وشظف العبارات ،
ولا يخلد إلى ذلك إلا جاهل بأسرار الفصاحة أو عاجز عن سلوك طريقها "
قلت ثم ذكر ابن دريد أشعر علماء الأدب كما قيل فقال
" ولكن شعره منحط بالنسبة إلى الشعراء المجيدين "
قلت : هذه الفائدة وجدتها في صحيفة لي كنت أكتب عليها شوارد الفوائد ، ومرّ الزمن حتى مررت
فما أسعدني حين وجدتها اليوم ، كالماسة يفرح بها عامل المنجم ولايملكها
وكاللؤلؤة يبتهج لها الغواص بعد بحث ولأيٍ
معاشر الشعراء:
أعذب الشعر أن تجد البيت أو مجموع القصيدة ، ينساب على شفتيك مهما شط بك الفكر ، وذهب عقلك مذاهب الجهات الأربع
ولا يتأتى ذلك حتى تكون القصيدة ، سلسة العبارة ، عذبة سيارة ، بهية الصور
نقية الأثر
وشكرا لكم