|
يا ظُلمة الليـل إنَّ الفجـرَ ينسـكب |
كأنـه المــاء في شــلاله يثـب |
من عمـق أفئـدة أضحت منابعهـا |
بين الهوان وبين الغـدر تضطـرب |
فمـزَّقَ العتـمَ أشـلاءً وكان لــه |
برقٌ ورعـدٌ كسـيلٌ بـات يمسـكب |
واسـتلهمَ الفجـرَ جنـدٌ طاب منبتهم |
رمز الجهاد الى أقصـاهمُ انتسـبوا |
أضحت رسـائلهم للـدهر مدرسـة |
كأنها الشُّهْب تدمي رأس من غصبوا |
يا ظلمة الليل هذي الأرض ما رضخت |
يوماً لغـازٍ وما هـانت بها العـرب |
لا تحسبي الـدَّهر ماضٍ في عجـائبه |
مهما علوتِ سـيحني هامَك الغضـب |
كل العصافير في الأوطـان قد رُزءت |
من نـاجـذيك وذي الأرواح تُنتهـب |
والمرجفـون تنــادوا كيف نُنقذهـا |
لكنهم أسـفاً في الـوحل قد رغبـوا |
شُـدًّي الوثـاق فلن يَحني لهـا زمنٌ |
هامـاً تحـجُّ الى أكتـافه السُّــحب |
تعـوَّد الصبـر حين الخطب يدْهمـه |
ولا تَبيـتُ علـى أهدابـه النُّــوَب |
يسـتصغر الصعب مُختـاراً ويقلقـه |
دربٌ يسـيرٌ من الأَقــدام يقتــرب |
فـي أصغـريه يقيـنُ لا يفـارقــه |
أنَّ الصِّعـاب إذا اشـتدت ســتنقلب |
والحقُّ نورٌ وإن يَخـبُ الضيـاء بـه |
يوماً سـيرحل عن أبوابـه الوَََََََصَـب |
والـدهر يومـان لا ذكـرٌ لثالثهــا |
يـومٌ تُسَــرُّ ويـومٌ فيـه تنتحـب |
فـلا تلومنَّ يومـاً قـد أفقـتَ بــه |
علـى نهـارٍ عبوسٍ مسَّـه عطـب |
حََلَّـتْ جدائلـه أيـدٍ وقـد هتكـت |
في غفلة الفجر ما قد صانت العـرب |
لا اللَّومُ يُجدي ولا الشكوى سـتنقذه |
بعد المُصاب ولا يشـفي إذِ الهـرب |
فاحـرس نهارك من ظلمـاء قادمـةٍ |
أضحـت تحيـط , فـلا أمً لهـا وأب |
فـإن نجـوتَ فـإن الفضل تصنعـه |
أيـدٍ رعتْـك ولم يفتـك بهـا تعـب |
وإن غفلـتَ فإن النَّـوم , في حمـم |
ألقـاك حيــاً ولم يـأبه بك اللهـب |
يا ظلمة الليل إن ضاق الزمـان فمـا |
ضل القريض وما أزرت به الحقــب |
تبقى قصـائده في الدهـر حاضـرة |
تثيـر زوبعـة في إرث من كذبـوا |