وها أنذا أعودُ إلى دواتي
وبي ألمٌ يبعثر لي شتاتي
متى ألقى بهذا العمر ذاتي
وقد مرّتْ على عجلٍ حياتي
لقد فتشتُ في طرُقي مليّاً
وليس سوى خُطايَ العاثرات
وكم من سائرٍ بجموع قومٍ
بأعزلَ من وحيدٍ في فلاةِ
فكيف تروم حلاً في زمانٍ
طفوح الزير بالغُدُر العتاةِ
ومن لَبِِسَ الحياة فَعَنْ قريبٍ
ستجعله المهالك في العراةِ
وكمْ منْ مُبصرٍفيها تدنّى
فراح تقوده أيدي العماةِ
هُبلتَُ وما بها لي من حياةٍ
اذا ما قُورنتْ يوما بِلاتِ
وما أعطيتَُ عمريَ مستحقاً
يظلّ يقول ملء الفيِّ هاتِ
فكيف غفوتَُ في أمْن الأماني
وموتيَ لاحَ منْ كَتِفِ الرماةِ
ومن رفضتْه في الدنيا حياةٌ
يظلّ بها يدور بلا حياةِ
وتلك هي الحياة علتْ ببعضٍ
وتُحْوج اَخرين الى الفُتاتِ
وكمْ منْ زائلٍ فيها واَتِ
وكمْ ماضٍ يظنّ العمر اتِ
وحسمي لا يكون بلا صلاحٍ
فليسَ سوى الصلاح لِوا النجاةِ
ولو دعت الدعاة الى ضلالٍ
فأين أراك يا شرف الدعاةِ
وما أمل الحصيف من الحيارى
اِذا وُطِئتْ بأقدام القساةِ
وإن رفض الرجال قتال باغ
فأبشرْ بالمهانة والبغاةِ
فإنْ رفض الرجال نداء حامٍ
أهانوا همْ ميادين الحماةِ
ولو أدْنى الزمان بخير قوم
فلا أتوقعنّ علوّ ذاتي
فيا ذا الدهرُّ لم يكُ منك قتْلي
بأقسى منْ بكاك مع النعاةِ
ولو رفض الزمان هوى كماةِ
فما حُسْن الحياة بلا كماةِ
لِمَ الأحياء تُرْعبها المنايا
اِذا صار الجميع الى رفات ِ
وحين يموت أهل الخير ظمأى
فما رِيٌّ بدجلة أوفراتِ
روى زمني عن الحكماء خيراً
لأنّ مقالهم ذهب الرواةِ
وكم جبنٍ تقمّص ثوب ضعفٍ
وكم فشلٍ عزوتَ الى أناةِ
خطايَ على مهبّ الريح شتّى
ومِلْءُ يد العدوّ غدت جهاتي
مازن عبد الجبار ابراهيم