نعمَ الرحيلُ
إلى الشهيد فلاح
نعمَ الرحيلُ ونعمَ عقبى الدارِ
يا طيَّبَ الأخلاقِ والآثارِ
يا طيَّبَ الأخلاقِ رحت مضمَّخًا
بدمِ الشهادةِ وهو خيرُ دثارِ
ودّعتَ أدرانَ الحياةِ مجاورًا
ربًّا كريمًا في اعزِّ جوارِ
طافت بنعشك يومَ غبت أحبَّةٌ
وكذاكَ نعشُ الفتيةِ الأبرارِ
لم تطلبِ الدنيا وكنتَ أميرَها
وطلبتَ عيشَ الخلَّصِ الأخيارِ
جللٌ مصابُك قد بكته بحسرةٍ
عينُ الزمانِ بدمعِها المدرارِ
وبكته منا يا فلاحُ محاجرٌ
بمدامعٍ تحكي لهيبَ النّارِ
وبكاك صحبُك في نشيج حائرٍ
بروائِع الأورادِ والأشعارِ
أمست بلادُك يا (فلاحُ) أسيرةً
تشكو المصائبَ فوق جرفٍ هارِ
تلك الرياضُ الضاحكات تجهَّمتْ
وتقطَّعت أوصالُها بشرارِ
كنتَ المحبَّ لمائِها ونخيلِها
ولكلِّ نهرٍ في الخميلةِ جارِ
ودّعتها وتركت ذكرًا خالدًا
بين الأنامِ مُكلّلاً بالغارِ
يتنادمُ الأصحابُ في أنغامِهِ
عند اللقاءِ بأجملِ الأوتارِ
ما جئتُ في شعري لبابك راثيًا
بل جئتُ أُزجي الفخرَ للأبرارِ
طبْ في رحيلِك حيثُ طابَ مقامُكمْ
بجوارِ صحبٍ فتيةٍ أخيارِ
واهنأ برضوانِ الإلهِ وجنَّةٍ
تحيى بها الشهداءُ كالأقمارِ