قدري أنني أحلّق وحدي
شعر محمود مفلح
سامحيني إذا غفوت قليلا*********
فأنا لم أبت هناك طويلا
حمّلتني حين استدرت ُ إلى الماء
شذاها ووجهها القنديلا
فارغا ً كان قلبها وعلى
حروفي لم أحسن التأويلانزف
سهرت في حديقتي ثم ّ قالت
بعد أن فاح عطرها لن أقولا !
وتفيّأت ُ ظلها ثم أدركت
أن النخيل ليس النخيلا !أخيرا ً
***
لم أصد ّق برق الروايات لكن
كان سيفا ً لسانُها مسلولا
غمرت لجّة النوارس صوتي
فقطعت ُ الغناء ميلا ً فميلا
لم أكن غير عابر ٍ لسبيل ٍ
لم أكن عن جنونها مسؤولا
لا تزيدي من اقتناص
ولا تركبي إليها الخيولاالمواعيد
لا تضيئي فالشمس تحت جناحي
لا تميدي ولا تجري ذيولا
مثلما كنت ِ تعرفينني من زمان ٍ
لم أكن في الرجال إلا نبيلا
***
كم رياح ٍ هبّت وصمتي َ قاس ٍ
لم يغادر هذا الرواق الخجولا !
مائجا ً كنت مثل عصف القوافي
وغديري يصفو قليلا ً قليلا
لم يجدني الزمان إلا حطاما ً
جر ّ من خلفه حطاما ً مثيلا
لغة البرق أنجبتني غيوما ً
جامحات ٍ وأطلقتني سيولا
وتوقدت ُ حينما أخلد النّا
س إلى ثلجهم وجئت صهيلا
أنا قلبي مازال يسكن قلبي
لو تريّثتِ أو بعثت ِ رسولا
أشعلت قامتي ولمّا تشظّيت ُ
رمتني في ركنها مجهولا
لم أشأ أن أقاوم المد ّ
بعينيك ِ والقوام النحيلاوالجزر
***
وأعاف الديار حين أراها
لاتراني إلا سؤالا ً ذليلا !
أكلت حنطتي وتنكر أنّي
جئتها عارضا ً وغيثا ً هطولا
وتعهدّتها سحابة عمري
وتسوّرتُ نخلها كي يطولا !
هادئا ً كنتُ غير أنّي لجوج ٌ
حينما يصبح الحبيب بخيلا
لست ُ غَمرا ً كي تغمزوا كلماتي
وتسدّوا على خطاي السبيلا
قدري أنني أحلّق وحدي
وشموخي يأبى علي ّ النزولا
فإذا مت ّ ُ فالسماوات قبري
وإذا لم أمت فلن أستقيلا