|
يا ليثَنا الضاري مـردٌ جميـل |
وإن سعى بالنأيِ دربٌ طويـل |
يا أنبـلَ الأحـرارِ أرواحُنـا |
تَحِنُّ إجـلالاً لـذاك النـزيـل |
سَكَنتَ أرواحاً و ما استوطِنت |
إلاّ بمقـدامِ الأُباةِ النبـيـل |
يا شاغلَ الناسِ ببيضِ النُهـى |
و مُسمعَ الدهرِ بعذبِ الهديـل |
و لامعَ الفكـرِ بهـيَّ المنـى |
وآخرَ الأفذاذِ جيـلاً فجيـل |
فلتسألِ الناسَ فقـد أيقنـوا |
واستشهدِ الدهرَ وذاك الرعيل |
عن غازي الأمجادِ دأبـاً فكـم |
سمـا بعـزمٍ ثابـتٍ لا يميـل |
و استشرقِ الأرجاءَ مَن جابها ؟ |
وفاضَ بالأمجادِ نهراً يسيـل !؟ |
من شرفةِ المجدِ إلـى مشـرقٍ |
للنورِ ..فالمجدِ الأصيل الأثيـل |
و استنطقِ الأرواحَ مَن ذا الذي |
أذابها عشقاً بطرفٍ كحيـل ؟! |
فكـم قرأنـا فـي أفانينِكـم |
وكم نَهَلْنا من رؤاك الدليـل |
وكم هَفَت روحي إلى دوحِكم |
وكم أطالت في ربـاكَ المقيـل |
فيا نبيَّ الشعـرِ فـي بوحِـهِ |
و يا نقيَّ النهرِ يـا سلسبيـل |
ماضرَّ نصلَ السيفِ إغمـادُهُ |
فحدُّهِ عند الطعـانِ الصقيـل |
وإن دنا الموعـدُ أهـلاً بـهِ |
فما لنا من زورةٍ مـن بديـل |
يبقى سلاحُ النفـسِ إيمانُهـا |
برحمةِ اللهِ الرحيـمِ الجليـل |
ولن أرى غازي المعالي علـى |
منابر النـورِ بطـرفٍ كليـل |
ولن أُعزِّي المجـدَ فـي غيبـةٍ |
فكم لهُ من شاهـدٍ لا يحيـل |
تعودُ مأجوراً فصبـراً علـى |
نوائبِ الدهرِ و سُقمِ العليـل |
و نرفـعُ الـرأسَ بإشراقكـم |
ونحنُ ممن يحفظـون الجميـل |
أعـادك اللهُ إليـنـا فـقـد |
أثقلتَ أرواحاً بطولِ الرحيـل |