ليلة قمراء
الدكتور عثمان قدري مكانسي
أخذتُ أناغي شعاع القمر ***** على وشوشات حفيفِ الشجر
وكان النسيم يداعب شعري ***** ووجهي وصدري كطيف عبر
ولحنُ الخرير يرجّع صوتاً ***** لـطيـفـاً يُـصـاغ بـأحلى وتـر
ورابـيـةٍ قـد علـوت كمُهـر ***** على متنهـا تسـتطيب النظر
وألمحُ أنوارَ بيت قريب ***** على سـفح تلّ هدا واسـتـقـر
كأن الذراري به قد تداعَوا ***** إلى النوم والصوت فيهم فَتَر
يشارك سمعي الرؤى في هداه ***** فيـزدادُ فيّ جمـوحُ البـصـر
فأبصر أذ ْناً ، وأسمع عيناً ***** وإذ ْ بالجَمـالُ بهـِيـّاً حضـر
وأسمع بعض الرجال تنادَوا ***** إلى حيث يحلو اللقا والسهر
سميري حُداءٌ أتى من شمالي ***** وأُنسـيَ نـايٌ نـَدِيُّ الأثـَـر
وعَطّرَ فوحُ الخُزامى الأثيرَ ***** وباراه في البَوح روحُ الزهَر
وأرفعُ رأسي فألقى سمائي ***** زهتْ أنجُماً مثل قطْر المطر
تنوس وتجلو وتمضي بدَلٍّ ***** ويخـْلـُُفـُهــا رائعــاتٌ أُخَـر
وتلـك الجبـال بأفق الجـلال ***** تطـل بعـليـائهـا في خـفـَر
وتحـنـوعـليّ كـأمّ رؤوم... ***** وكالأب تعلو عظيم الخطر
كأن الزمان كساها خلوداً ***** فظلت ْ قروناً وأودى البشر
أناخت تظلِّلـُنا من رياح ***** وتدفـع عنـا الأذى والشرر
ويمتد نهر الحياة فيروي الـــــــــــــــسهول العطاش فيحلو الثمر
ويلمع صافي المياه ابتساماً ***** إذا ما تـَلـَقّى شـُعـاع القمـر
تلوّى شـمالاً وألـْوى يمينـاً ***** حيِـِيـّاً يموجُ بأسمى الصوَر
*****
فسبحان من أبدع الكائنات ***** فكانت دليـلاً لمن قد قـَدَر
هو الله ،، يعرفه ذو فـؤاد ***** بصيرٍ إذا ما اهتدى وافتكر
28-04- 2010