|
سُقِيتَ قطرَ السما يا قبرَ أمجادِ |
ونلت كل المنى في برزخ نادِ |
وحزت متن العلا في قمة شهدت |
جمالَ جو الفضا في صدق أشهادِ |
فأنت في فكرنا تحيا وما فتئت |
ذكراك في قلبنا تسمو بإرفادِ |
وأنت في وعينا .. في روحنا نطقت |
أشجان آلامنا في ليل سُهَّادِ |
وأنت في فرحنا .. في حزننا سبحت |
أطيافُ بلبالنا في يم أضدادِ |
تعيش في شعرنا في نثرنا نطقت |
حروفُ إبداعنا إبداعك الحادي |
وأنت في سردنا تُحْكَى بلا مللٍ |
ترويك أشواقنا دوما لأولادِ |
تهديك أحلامنا إشراق بارقة |
شعت لنا المنى في ركب أحفادِ |
تسقيك أورادنا ينبوع ساقية |
في مائها منبعٌ للأجدب الصادِ |
مازلت بالمرتقى في ذروة سطعت |
بالأفق بين الورى في نور وقَّادِ |
أسدى صروح الإبا آثار نهضته |
في فخر تاريخنا أجيالَ عُبَّادِ |
بالأُسْد بين الربى يهوي بلا كللٍ |
بالسيف بزَّ العدا بزا بإهمادِ |
فجيش خصم الضيا يجثو على طللٍ |
في ذل كبت بدا للأحمق العادي |
(أدفونش) لاقى اللظى أعييْته رهقا |
فارتج بين الثرى يهوي بإجهادِ |
بالسيف نال الجوى في ويل ماحقة |
أردته قزما ثوى في كهف أندادِ |
بالشعر كنت الفتى تشدو لنا دررا |
بالحسن ضمختها عطرا بإنشادِ |
بالحب نلت المنى يا من له طربت |
في سحر أهدابها (سِحْرٌ) بإمدادِ |
و(وداد) تشتاقها في سترها بَهِجَتْ |
في طي إسعادها في فرش مزدادِ ! |
والبدر إشراقه وجهٌ كما (قَمَرٍ) |
بالود تهفو له ... للفارس الشادي |
قد عشت عيشا سما ضمته أندلسٌ |
فردوسنا يزهو في ثوب إسعادِ |
والأهل أهل الوفا فيهم (رميكيةٌ) |
آفاق أمجادهم بالأغيد الغادي |
يا حزنها سكبت (أم الربيع) هنا |
دمعا لها غدقا في نزف أكبادِ |
والعيش أوقاته أزمانه قلبت |
أحوال أيامكم في زحف أعدادِ |
ثابوا إلى قصركم هدما له نبشت |
أرماحُ تغييرهم تاريخَ أجدادِ |
والناس إدهاشهم مما جرى جزعت |
أنياط وجدانهم بالسهل والوادِي |
إلاَّك أنت الذي تنساب في شمم |
تزود عن حصنكم أطيافَ إفسادِ |
بالأسر أغلاله أصفاده طبقت |
بالحزن أعطافكم ترنو لأصفادِ |
(أغمات) بين الربى تحويكمُ حكمت |
تشديد إحكامها في قفل شدَّادِ |
بالذل أحكامها كانت بـ(معتمد) |
تنثال آلامه جهرا بأورادِ |
والبنت غزل لها للصوف تغزله |
للقوت يأتي هنا بالقدر بالكادِ |
والصبر طوق له في ظل نكبته |
بالأسر جرح به حزنٌ بأعيادِ |
يشكو خطوب الضنا جاءته رامحة |
بالضعف رام الرضا في بسط جوَّادِ |
بالدمع يرثى التي كانت لها همم |
بصدق إشفاقها تحنو بآمادِ |
في نبع إغداقها إشراقها سطعت |
في جو آفاقه في أحسن الزادِ |
عانت صعاب الردى تشكو بوحدتها |
ما كان في أسرها أحجارَ أطوادِ |
يا ويح أعدائها سُّروا لما لقيت |
في قهر إذلالها .. يا ويح حُسَّادِ |
حين (اعتماد) الجوى أضناك مشهدها |
بالضنك دفن لها في ضحل أبعادِ |
(أغمات) أرجاؤها ضمتك في جدثٍ |
سَطَرَتْهُ قي المرتقى صفحات أمجادِ |
والشعر فيك انبرى في كل نازلة |
يهدي إليك الوفا في صفو إيرادِ |
ذكراك حزن الملا آلامهم سبحت |
في يم أشجانها يا فيض زوَّادِ |
تبكيك أشعارنا تحكيك قافية |
ترويك أحلامنا في مربع هادي |
في زهو إشراقها أبياتنا نطقت |
للفذ أشواقنا ليست بإغمادِ |
فالبوح منهاجنا يهديك ما طربت |
أسماعنا لهفا للشدو بالضادِ |
بالشدو أشعارنا تهمي لنا وجعا |
ضمته أجسامنا في حزننا البادِ |
يا من به لمعت في الغرب أحلامنا |
بالأفق بثت لهم تشريع إرشادِ |
نهديك أوجاعنا شدوا به بكيت |
آلامكم لزمت أعطافَ مرتادِ |
يا زائرا جدثا (أغمات) تحفظه |
حفظا به يأبى تعتيم إخمادِ |
يا ناظرا طللا يوما لـ(معتمدٍ) |
في مغرب يُشتهى في وقت إبرادِ |
أو وقت قائظة بالصيف لفحته |
بالحر تجعلنا في سُعره العادي |
أو حين إقباله فصل الخريف به |
أوراق دوحاتنا ندَّت بأعوادِ |
أو حين إشراقه روض الربيع له |
في دهرنا حسن يزهو لعُوَّادِ |
أرجوك إبلاغه عنا محبتنا |
يا من رأى جدثا ضَمَّ ابن (عبَّادِ) !! |