أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: سياحة في أدب اللافتات

  1. #1
    عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : May 2009
    المشاركات : 18
    المواضيع : 4
    الردود : 18
    المعدل اليومي : 0.00

    سياحة في أدب اللافتات

    ( تنويه ) كاتب هذه الدراسة من السودان ، ولذلك جاء هذا الطرح لواقع هذه الثقافة من منظور المجتمع السوداني .


    سياحة في أدب اللافتات
    ملامح عابرة لثقافات مستوطنة
    الكاتب : محمد عبد الله محمد العكام



    ( الحلقة الأولي )
    تتعدد الثقافات بين الشعوب والأمم علي هذا العالم أو الدنيا أو الأرض بكل مسمياتها ومعطياتها الطبيعية منها وغير ذلك ، إن التواصل بين الأمم والشعوب ليس إلا هو ذلك المقدار المؤلف من طبيعة ثقافة شعب معين لشعب آخر تجد بينهم علاقات أو مصالح أو ثقافات مشتركة تتشكل حسب مكوناتها بنماذج ثقافية يشتهر بها هذا أو ذاك ، ولكن هذا النموذج وجدته مشتركاً لبعض الشعوب والأمم أي كان وجهتها أو ثقافتها أو عاداتها ، فمن هذه الشعوب موجود بآسيا وبالمقابل أوروبا أو أفريقيا وهو نموذج (( أدب اللافتات )) ... وأدب اللافتات هنا أعني به تلك العبارات التي غالباً ما تجدها علي جسم السيارات والتي سطرها ذلك الشخص الذي يريد بها عكس ما يحويه بداخله ، ويأتي هذا ربما لتفعيل شئٌ ما حدث له عند اللحظة أو ربما يكون قد مضي ويحاول بقدر الإمكان وضعه للذكريات كفكرة ثابتة إتخذها ذكري له لحين أن يستقي من هذه المعضلة نقطة الصفاء ، ونادراً ماتجد الكلمات أو المفردات المكتوبة تكون موضع غير ، وكثيراً ما تجد هذه اللافتات مكتوبة علي سيارات النقل ... مثال لذلك اللواري السفرية ، قلابات التراب ، البصات السفرية والداخلية ، الشاحنات بكل انواعها ، الحافلات السفرية والداخلية ، وجميع أنواع العربات التي تجرها الدواب ... إلخ ، وهنالك نموذجاً آخر لأدب اللافتات وهي المحال التجارية _ وهذي سنتطرق لها في حلقات منفصلة _ وتعتبر ثقافة أدب اللافتات هي العنوان البارز لحركة المكونات الداخلية المصهورة للإنسان وإخراجها لأرض الواقع في شكل هذه الكتابات التي تعني له مضمون معين يؤيد به توضيح شئٌ لفرد معين أو جهة ما أو شخوص معنين ، وهي بلا شك إستنطاق النفس من الداخل والتعبير بها وإخراجها عبر الحروف ، وهي بالتأكيد حلقة الوصل الحتمية لصناع نهضة المجتمع والمعالجين النفسيين وتكوين الفكرة بواسطتها ، حيث أنها هي الفكرة الحقيقية لثقافة شعب أو أمة أو نموذج معين من مجتمعات أو إلخ ... يستطيع خلالها ذلك الباحث الإجتماعي أو الأخصائي النفسي تكوين دراساته وعلومه فهما بلا شك النموذجين الأوحدين الذين يخص لهما هذا العلم ، وبالتالي هو نموذج أخاذ يستطيع كثيرُ من علماء النفس والباحثين المجتمعيين تسميته معالجة الظواهر المجتمعية والبحث عنها إن كانت تحمل معان ٍ سامية أو غير ذلك بكل وجهاتها ... والتصميم لأفكار حقيقية عن هذا الشأن ، وأدب اللافتات هو شئٌ ثابت من مكونات مجتمع أو فئة أو شعب أو أمة ليست محدودة الهوية وكما سلف أن قلت فهي ثقافات مشتركة عند كثير من الشعوب ولكن ما يهمنا هنا هي ثقافة أدب اللافتات في المجتمع السوادني وسنتطرق في نهايات حلقاتنا عن أدب اللافتات عند بعض الشعوب المشتركة والصديقة . وسنبدأ بهذه العبارة التي وجدتها بقلاب تراب مكتوب به :
    (( بس تشيل فوقي وتودي )) .
    وإذا رجعنا إلي أصل هذا التعبير نجد أن هذا التعبير أدرج ضمن مفردات أغنية (( عدي عدي يا شوقنا عدي )) للأستاذ صلاح بن البادية ، فالقصد هنا للمعني البعيد كفلسفة وضعها هذا المثقف بقلابه ، وأنا أعتبره مثقف لأنه إستطاع إقتباس هذه الجملة لتوحي معني آخر وهو هذا القلاب الذي يحمل التراب ، فشبه هنا القلاب بالإنسان حيث أن هذا القلاب يحمل التراب ويذهب به إلي جهة ما ، وتجد داخل هذه الجملة نموذج للعتاب وهو مكنون داخل ( بس ) الدارجة ، وهذه دلالة علي حزن معين وعتاب مأخوذ بهذه الزاوية .

    إلي اللقاء في الحلقة القادمة

  2. #2
    عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : May 2009
    المشاركات : 18
    المواضيع : 4
    الردود : 18
    المعدل اليومي : 0.00

    افتراضي

    ( الحلقة الثانية )
    ... بطبيعة شخصية الإنسان التعبير عند نقطة ما ، حدثت له ، أراد توثيقها ، لم يجد ، كان المسرح المفروض تلك المساحة الصغيرة من نهاية ( صندوق اللوري ) كتب بخط أنيق وجميل وكان _ علي ما أظن _ يحادث الخطاط الذي كتب ذلك الإسم بكل إحتراس ، فهو بالكاد يريد أن يسطر إسماً أنيقاً قد لا يستحمل الخطأ أو سوء الخط ( الدكتورة ) كثيراً ما كنت أجدها مكتوبة علي اللواري السفرية ، بحثت عنها كثيراً ، حدثني عنها أحد أصحاب اللواري من وجهة نظره أنه كتبها لمكانة تلك المرأة حينها _ أي في الزمن الماضي _ لأن الطبيبات كمسمي عام لم يكن كثيرات ، والدخول للطبيبة وشرح الحالة المطلوبة من باب المريض كمسمي ذكر يعتبر هذا قمة في قلب صفحة جديدة من الحياة وهي بالطبع الدخول لها كان يكسب المريض الذكر 50 % من نسبة التعافي أو الشفاء ، وليس هنالك ما يقدم لتلك الدكتورة غير هذه اللافتة بناءاً علي ما قامت به من فعل الشفاء له ، أو من زاوية أخري وهي الوله وطرح غير شفيف من علي البعد وذلك لعدم القدرة والإقتراب منها في ذلك الوقت ، ولكن مع تطور الثورة التعليمية وكثرة كليات الطب وظهور الجامعات في السودان أصبحن الطبيبات في متناول أيدي الجميع حتي ذلك الذي لم يكن يستطيع الإقتراب منهن ، وتطور المجتمع ولكن لا زالت هنالك مساحة مفترضة مجتمعياً وهي المرأة المتعلمة تنظر بعين الدونية للرجل الغير متعلم ، ولذلك تأتي إفرازات (( أدب اللافتات )) في مثل هذه الترهات من الحياة وهو نموذج قد يكون مر علي كثير من الأخوان والأخوات هنا .
    وهناللك نماذج كثيرة علي مسرح الأحداث المذكورة ونموذج آخر مزج الجملة بصورة تجعل القارئ أن يتذاكى لحظة قراءتها مثال لذلك :
    في الليلة تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها وجدتها في تاكسي قديم روسي الصنع يسمي (zophair) وهي بلا شك تلك الكلمات من أغنية الفنان زيدان إبراهيم في الليلة ديك لا هان علي أرضي واسامحك ولا هان علي أعتب عليك ، وربما يكون كتبها هنا لنفس المعني أو لتمويه يقصده هو ، وفي بعض الأحيان يطلق عليه المارة وشغوفي القراءات أنه من ذوي ( الخيال الواسع ) أو القريب المفيد ( مسطول ) ونحن بلا شك لا نستطيع أن نقيم هذا الشخص إلا عندما نقابله ونسأله عما يقصد ، ولكن أنا أعتقد جازماً أنه يقصد تلك المحبوبة التي زوجوها منه لأحد أقربائها . وفي الفترة الأخيرة وتطور وسائل النقل وتطور المفردة و( لغة الشباب ) وهي بالطبع لغة مستحدثة جديدة دخلت المجتمع كتطور طبيعي للغة بديلة تسمي بـ( لغة الشارع ) أو المخاطبة المكودة ذات الكلمة الآنية والمعني البعيد وهذي سنتطرق لها عبر بوست كامل علي حدة ، من مثل هذه الكلمات أو الجمل ( بي جازك ) ووجدتها مكتوبة علي إحدي الركشات بالخرطوم ، وعرفت أن المعني القريب لها في اللغة العامية يعني ( بي طريقتك ) أي يعني أنت وخيارك فيما تعمل .


    وإلي اللقاء في الحلقة القادمة

  3. #3
    شاعرة
    تاريخ التسجيل : May 2012
    المشاركات : 4,790
    المواضيع : 82
    الردود : 4790
    المعدل اليومي : 1.10

    افتراضي

    لأول مرة اقرأ مثل هذا الموضوع , قد كانت نظرة جميلة لمن حولك , نرى كثيرا من اللافتات خلف هذه العربات لكن لم أتوقع أن يأتي يوما ويسميه شخص بأدب اللافتات
    حقا راقي في تفكيرك واختيارك لموضوعك .
    أدب اللافتات ربما يُدرج أكثره تحت الأدب الساخر لأنه مثل الرسمات الكاريكاتورية التي تسخر من الوضع الراهن بطريقة طريفة لكن هذه عبر السمات واللافتات عبر الكلمات
    دمتَ بخير

المواضيع المتشابهه

  1. ★ أدب بلا أدب ★
    بواسطة أحمد الجمل في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 28-05-2016, 12:41 AM
  2. أدب وليس به أدب
    بواسطة سالم بن زايد في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 9
    آخر مشاركة: 02-10-2013, 08:56 PM
  3. أدب بلا أدب
    بواسطة سعيد بن عتيق في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 14
    آخر مشاركة: 09-12-2007, 09:36 PM
  4. سياحة لمعابد بروتوكولات الإنتخابات العراقية (( 2-2
    بواسطة صبـاح الـبـغدادي في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 06-06-2005, 03:59 AM
  5. سياحة لمعابد كهنة الطقوس السرية التلمودية لبروتوكولات الإنتخابات (( العراقية )) 1-2
    بواسطة صبـاح الـبـغدادي في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 29-05-2005, 11:15 AM