( تنويه ) كاتب هذه الدراسة من السودان ، ولذلك جاء هذا الطرح لواقع هذه الثقافة من منظور المجتمع السوداني .
سياحة في أدب اللافتات
ملامح عابرة لثقافات مستوطنة
الكاتب : محمد عبد الله محمد العكام
( الحلقة الأولي )
تتعدد الثقافات بين الشعوب والأمم علي هذا العالم أو الدنيا أو الأرض بكل مسمياتها ومعطياتها الطبيعية منها وغير ذلك ، إن التواصل بين الأمم والشعوب ليس إلا هو ذلك المقدار المؤلف من طبيعة ثقافة شعب معين لشعب آخر تجد بينهم علاقات أو مصالح أو ثقافات مشتركة تتشكل حسب مكوناتها بنماذج ثقافية يشتهر بها هذا أو ذاك ، ولكن هذا النموذج وجدته مشتركاً لبعض الشعوب والأمم أي كان وجهتها أو ثقافتها أو عاداتها ، فمن هذه الشعوب موجود بآسيا وبالمقابل أوروبا أو أفريقيا وهو نموذج (( أدب اللافتات )) ... وأدب اللافتات هنا أعني به تلك العبارات التي غالباً ما تجدها علي جسم السيارات والتي سطرها ذلك الشخص الذي يريد بها عكس ما يحويه بداخله ، ويأتي هذا ربما لتفعيل شئٌ ما حدث له عند اللحظة أو ربما يكون قد مضي ويحاول بقدر الإمكان وضعه للذكريات كفكرة ثابتة إتخذها ذكري له لحين أن يستقي من هذه المعضلة نقطة الصفاء ، ونادراً ماتجد الكلمات أو المفردات المكتوبة تكون موضع غير ، وكثيراً ما تجد هذه اللافتات مكتوبة علي سيارات النقل ... مثال لذلك اللواري السفرية ، قلابات التراب ، البصات السفرية والداخلية ، الشاحنات بكل انواعها ، الحافلات السفرية والداخلية ، وجميع أنواع العربات التي تجرها الدواب ... إلخ ، وهنالك نموذجاً آخر لأدب اللافتات وهي المحال التجارية _ وهذي سنتطرق لها في حلقات منفصلة _ وتعتبر ثقافة أدب اللافتات هي العنوان البارز لحركة المكونات الداخلية المصهورة للإنسان وإخراجها لأرض الواقع في شكل هذه الكتابات التي تعني له مضمون معين يؤيد به توضيح شئٌ لفرد معين أو جهة ما أو شخوص معنين ، وهي بلا شك إستنطاق النفس من الداخل والتعبير بها وإخراجها عبر الحروف ، وهي بالتأكيد حلقة الوصل الحتمية لصناع نهضة المجتمع والمعالجين النفسيين وتكوين الفكرة بواسطتها ، حيث أنها هي الفكرة الحقيقية لثقافة شعب أو أمة أو نموذج معين من مجتمعات أو إلخ ... يستطيع خلالها ذلك الباحث الإجتماعي أو الأخصائي النفسي تكوين دراساته وعلومه فهما بلا شك النموذجين الأوحدين الذين يخص لهما هذا العلم ، وبالتالي هو نموذج أخاذ يستطيع كثيرُ من علماء النفس والباحثين المجتمعيين تسميته معالجة الظواهر المجتمعية والبحث عنها إن كانت تحمل معان ٍ سامية أو غير ذلك بكل وجهاتها ... والتصميم لأفكار حقيقية عن هذا الشأن ، وأدب اللافتات هو شئٌ ثابت من مكونات مجتمع أو فئة أو شعب أو أمة ليست محدودة الهوية وكما سلف أن قلت فهي ثقافات مشتركة عند كثير من الشعوب ولكن ما يهمنا هنا هي ثقافة أدب اللافتات في المجتمع السوادني وسنتطرق في نهايات حلقاتنا عن أدب اللافتات عند بعض الشعوب المشتركة والصديقة . وسنبدأ بهذه العبارة التي وجدتها بقلاب تراب مكتوب به :
(( بس تشيل فوقي وتودي )) .
وإذا رجعنا إلي أصل هذا التعبير نجد أن هذا التعبير أدرج ضمن مفردات أغنية (( عدي عدي يا شوقنا عدي )) للأستاذ صلاح بن البادية ، فالقصد هنا للمعني البعيد كفلسفة وضعها هذا المثقف بقلابه ، وأنا أعتبره مثقف لأنه إستطاع إقتباس هذه الجملة لتوحي معني آخر وهو هذا القلاب الذي يحمل التراب ، فشبه هنا القلاب بالإنسان حيث أن هذا القلاب يحمل التراب ويذهب به إلي جهة ما ، وتجد داخل هذه الجملة نموذج للعتاب وهو مكنون داخل ( بس ) الدارجة ، وهذه دلالة علي حزن معين وعتاب مأخوذ بهذه الزاوية .
إلي اللقاء في الحلقة القادمة