صهيل النسر
عليكِ الوصْلُ فاتصلي
صِلِي قَطْعاً ..، وَصَلِّي الآن خلْف إمامْ
تعالي وادفعي الأيام بالحسنى
ومُرِّي في السماواتِ التي مرَّتْ
على الصحراء فاخضرَّتْ ، وما ضرَّت ..،
وأحْيتْ روعة الأمطارِ في جسدي
أضاءتْ ألف مئذنةٍ .. ،
وباتتْ دعوةُ الأجراس عاليةً بِوَحْي سلامْ
أيا رؤيا قد ارتأدتْ
تعالي .. واسألي الدنيا إذا ارتعدتْ ،
ومَدَّتْ بانقطاع الوحي أجوبةً من الإلهامْ
لأمرٍ هامْ
وثَمَّة بعض ملْحوظةْ
سماءُ النتِّ ملحوظةْ
ويسرقني المراقبُ عند تسجيلي
دخولي باتَ مَرْصودي
وعنقودي بمطبعةٍ لها فمُها
نعمْ فمُها
وأسنانٌ ...،
وضرْسٌ يخلعُ الأحلامْ
ولكنْ فاطمئني لم أغبْ .. لم تُقطعِ الأنغامْ
فنابُ النصِّ في عينٍ تُغطيها رموشُ "حَمَامْ"
وهذي دقَّةٌ أُخرى
يدُ المحْمولِ مقطوعةْ
وقالوا عندنا الشبكاتُ يُسْقطها هنا قمرٌ صناعيٌّ ،
وأحمالٌ من الوصلاتِ ممنوعةْ
وفي الأرضيِّ قوْقعةٌ من العشاقِ والأحداقِ ،
والتصوير والتطويرِ في الأنفاقِ والأوهامْ
وأيضاً فاطمئني ..
ليستِ الشكوى تهزُّ وسائل الإعلامْ
وهلْ يُشكى إلى الساعاتِ عقْربُها ؟!
أوِ السّنارةِ الشمْطاءَ قاربُها ؟
هنا تحْريضُ جدَّاتٍ ..، وأمٌّ تغرسُ الأحقادَ ..
تبدو مثلَ أشباحٍ غرائبها
تُساوِمُ .. ، يخْتفي الإرسالُ في دَمِها
تدورُ الرأسُ شاهدةً على الأقدامْ
هنا أضغاثُ أحكامٍ يُراسلُها ويحكيها رضا الحاجبْ
فقدْ باعَ الهوى رِمشاً إلى الحاجبْ
و صارَ عزاؤنا المنقوصُ مقْصوراً على الواجبْ
ولا سلْوَى
كأني في احتباسِ حرارتي .. أشتاقُ للْحلْوى
كأني بعضُ أدعيةٍ لنفسي
أُناديها .. ، فَتسْألني
أُجادلها .. ، تُواصلني
أروحُ أجيئُ تُظْهرني و تُخْفيني
كأنَّ الموْتَ يُحْييني
و يرْنو شاعراً نبضي إلى قلَمي
و بَيْني الحَرْفُ يُبْكيني
و يَبْكيني ضميرُ العالمِ الراقي
و لا شَكْوَى لغيرِ القاهرِ الباقي
و مَنْ يَدْري ؟
لَعلَّ السُّكّرُ المَحْروقُ نَضْغطُهُ معَ الأيامْ
تَسَاوَى الشطْرُ مجزوءًا بِبَحْرٍ تامْ
و أيضاً فاطمئني يا مُفاعلَتُنْ
رَفَعْتُ الخطَّ باستسلامْ
و لكنِّي .. لأنَّ الأمْرَ أمْرٌ هامْ
وَضَعْتُ السِّلْكَ في أُذني
على دقَّاتِ جنديٍّ
ذهبْتُ الآن حيْثُ أنامْ
و دونَ كلامْ
طَلَبْتُكِ ردَّتِ الخدماتُ :-
يا وَلَدي .. لَقَدْ ضِعْتُمْ وَ ضَيَّعْتُمْْ
و جاءتْ آيةُ الذِّكْرى
فَعُودوا .. ، واقرءوا يا حبَّةً سَكْرَى
و قُوا بالحقِّ أنْفسكم ،
وَ صَلُّوا الفَجْرَ خلْفَ إمامْ
كفاكمْ صورة الأسْرَى
تَجَلَّى النورُ .. (سبحانَ الذي أسْرَى)
أَلَيْسَ الأنبياءُ جماعةً والرُّسْلُ قدْ صَلُّوا ..،
أَقَرُّوا بالإمامةِ للأمينِ محمدٍ ..،
شَهَدوا بِخَيْرِ ختامْ ؟
أَلَسْتَ الآنَ تَفْهَمُني ؟!
عَلَيْكَ بِقُبةِ الصَّخْرةْ
وَ سَلْها عنْ رسولِ الله في جسدٍ و روحٍ ..
تلكَ آياتٌٌ لذي خِبْرةْ
و تلْكَ الآيةُ الكبْرى
فَبَعْدَ شُرُوحِه عَبْرَ الطباقِ السَّبْعِ ...
جبْريلٌ تَوَقَّفَ دَوْرُهُ في مُنْتهى السِّدْرةْ
وَ مُرتقياً أمامَ العَرْشِ راحَ المصطفى يَدْعو لأمَّتهِ
تَعَالى اللهُ ذو القُدْرةْ
(عمادُ الدينِ) قدْ فُرِضَتْ صلاةً نُورُها الإسْلامْ
و تَبْقَى رَوْعَةُ الصّدّيقِ وارفةً :-
لَئنْ قال الحبيبُ فَتِلْكمُو البُشرَى ..،
أُصَدِّقُهُ بِتَنْزيلٍ منَ العلْياء يَهْدينا ..،
فَمَا بالأرْضِ مِنْ عَجَبٍ ..
أراكمْ في ضَلالٍ أيها الأقْزامْ
....................
هنا سَكتَتْ معَ الخَدَماتِ أوْردتي
أحَنَّتْ صورةُ الأمواج غارقةً عَصَا مُوسَى
وَ حَنَّتْ نخْلةُ العذراءَ شاهقةً إلى عيسَى
عَشِقْتُ رُفات أجْنِحتي بِغَيْرِ عِظامْ
أعادَ النَّبْرُ تَنْغِيمَ الكَرَى جَذَعاً ،
فَعادتْ وَصْلَةُ الخدماتِ قائلةً :-
حَيِيًّا .. ، فاستمعْ وَلَدي
عَرَفْتُ الشكَّ بُرْهانا
تُمارسهُ الدُّنا صِدْقاً وَ إيْمانا
وَ تَنْطقُ بالشهادةِ حُجَّةُ الأقلامْ
و قَبْلَ ختامْ
فَهَلْ تُنْبيكَ مُعْجزةٌ ..،
وَ لا تَعْنيكَ أجهزةٌ ..،
وَ لا تُعْييكَ أمْركةٌ وَ تَلْفَزَةٌ ..،
وَ لا قُوَّاتُ حِفْظِ كلامْ ..؟!
أَراَني صَخْرةَ الأقْصى هُنا تُدْمِي على حَجَرٍ
بِبَيْتِ حَرَامْ
أراني شُعْلةَ الآباءِ يُطْفُؤها هَوَى الأبناءَ تَصْلِيَةً ..،
بِتَفْتيتٍ ..، و َتَدْليسٍ ..، وَتَفْليسٍ ..،
وَتَهْديدٍ ، وَ تَهْويدٍ ..،
وَتَشْويهٍ ..، وَ نَحْرِ ظَلامْ
تَقَدَّمْ .. كُنْ بِحَبْلش اللهِ مُعتَصماً
وَ قُلْ لِلْنَّفْسِ يا نَفْسُ ارجعي طُهْراً إلى العلاَّمْ
وَتِلْكَ رِسالتي رَؤيا
فَقُمْ ..، أقبِلْ نَهَاراً مُطْمَئناً ، ذاكِراً بِصيامْ
سَتَكْتبُ مِنْ خُيوطِ الشمسِ بَسْمَلةً ..،
تُسَجِّلُ بالقصيدِ بَراءةَ الإقدامْ
فَقَطْ .. قُمْ يا أبا إسلامْ
تَمَطَّى داخلي بَدَني
حَلَتْ مُدُني
شَعَرْتُ مَدامع الخدماتِ تُرْثيني ..،
تُوَدِّعُني ..،
وَ نُورُ (الشَّرْحِ) يُوقِظُني وَ يَهْديني إلى شَطْري ..،
يَتُوقُ البيتُ تَحْريراً إلى الإحْرامْ
دَخَلْتُ عَباءةَ الأرْقامْ
رَفَعْتُ السَّقْفَ عَنْ عَدَدي .. ،
فَعَاوَدَني عَنِ الخَدَماتِ هَاتِفُها :-
سَلامُ اللهِ يا بَلَدي
على الدَّيَّانِ فاعْتَمِدي
ضَعِي أُكْتُوبرَ الوضَّاء في بَدْري وَ في أُحُدي
صَهيلُ النسْر لا يَنْوي الرجوعَ ..،
فَضارعي المستقبلَ الماضي بشرياني حياةً في قصيدي .. ،
وَ اقرئي "سَبْعاً" على غُدَدي
لِتَتَّصلي
أَعِيدي بصْمةَ التوحيدِ في أصْلي
وَ كوني رَوْعةً وَصْلي
إذا الليلُ اشتَهَى فَصْلي
هُنا مَصْلي
عَلَيْكِ الوَصْلُ فاتَّصِلي
لأمْرٍ هامْ .