العلاقة العاطفية بين المرأة والرجل، مقبولة ومرذولة.
موضوع العلاقة بين الجنسين، المرأة والرجل موضوع قديم قدم البشرية. فمنذ أن دبت الحياة على وجه البسيطة، وعلاقات التزاوج بين الجنسين الذكروالأنثى مستمرة، لكي تستمرمسيرة الحياة في الكون.
الحياة تعني إستمرارية وتجدد. تعني حركة وتمدد. ومن هذه الخاصية الديناميكية أوالحركية تصنع الحياة، بعد أن كانت سكوناوموات.
ويكتسب هذاالموضوع أهميته، من حقيقة كونه يمس حياة الأسرة، وهي اللبنة الأولى في بناء المجتمع. وكلماكانت لبنات بناء المجتمع، قوية وسليمة من العيوب، كلماتصلد وتحكم بناء المجتمع، ليعكس قوته وصلابته في مواجهة مشاكل الحياة العامة، لكل أمة.
ومابني على أسس صحيحة، عكس وضعاصحيحا. فمن المعروف والبديهي، بإن كل بناء يحتاج لأواصرشد بين مكوناته ولبناته، حتى يصمد ويتحكم ذلك البناء.
لبنات كل مجتمع هي مكوناته الرئيسية، ومكونات المجتمع، خلاياه الإساسية، وكل خليه بدورها، تتكون من الجنسين المرأة والرجل، ولايوجد ثالث لهذه القطبية. ومادامت هي قطبية، إذن هي في حالة تجاذب وتدافع دائما.
ولنحصرالحديث بين قطبي المرأة والرجل لنقول: بمعنى آخر، دائما هناك ميل بين المرأة والرجل.
ميل الرجل للمرأة، وميل المرأة للرجل، شئ جداطبيعي. هذه فطرة الله التي فطرالبشرعليها. ولولاهذاالميل، لماإستمرت ديمومة الحياة.
ميل الرجل للمرأة تتحكم فيه جرءة الفحل. بمعنى في الحالات الطبيعية، يكون الرجل هوالمبادرالأول، في رفع عينه للمرأة، عندماتكون المرأة نظرة، أوتمتلك مسحة جمالية، وخاصة في الوجه والعيون، ومن ثم في سائرالقوام.
وبهذاالصدد، تقترن أنوثة المرأة الجاذبة للرجل، بنعومتهاورقتها. لذلك قلماتجذب المرأة الضخمة، والممتلئة السمينة، الرجل لها.
بينماميل المرأة للرجل، يتحكم به طابع الخجل. بمعنى اللمحة الأولى من المرأة للرجل، يعقبهاخفض البصر حياءاوخجلا، وليس دوام التمعن، مثل الرجل إشتهاءاوعجلا.
ومقارنة بالمرأة، ترتبط فحولة الرجل الجاذبة للمرأة، بالضخامة والقيافة، وتناسق القامة. لذلك أصبح الطويل المعتدل القامة من الرجال، مصدرجذب لنظرالمرأة. وبعكسه القصيرالقزم من الرجال، فقلماتميل له إمرأة، إلا إذاإمتلك مايعوض له عن قصره وضآله حجمه.
وفي كل الأحوال، جرءة الفحل عندالرجل، وطابع الخجل عند المرأة، تلتقي ليكون الإقتران قد حصل.
وبكلمة أخرى، يتجرأالرجل ليبادر، فتسكن المرأة لتساير، ليتم الإقتران بين المبادروالمساير.
عندماتنشأالعلاقة بين الرجل والمرأة، تصبح علاقة إقتران، قد تتحكم بهاالأعراف المقبولة، وقد تحكمهاعلاقة غرامية مرذولة!!! مرذولة من نفس تلك الأعراف.
الأعراف، تنظرلماهومتعارف ومقبول، بإن تكون العلاقة، محكومة بميثاق وحزمة أخلاق. وهذامانطلق عليه، بعقد الزواج بين المرأة والرجل. أوالعيش المشترك بين شريكين، أوالتباني( Common Law) في حالة عرف الحياة الغربية المعاصرة.
كل الأديان إنمانزلت، لتنظم العلاقة بين الإنسان والإنسان،وليس بين الإنسان والطبيعة.
فالدين مهمته الإساسية، أن ينظم لك العلاقة بينك وبين أبيك وأمك وأخيك، وجارك ورئيسك ومرؤسك، وزوجتك وأبناءك وبناتك....الخ وهكذا كل من يحتك بك، أولايحتك بك من بني البشر. هذه هي مهمة الدين الإساسية.
لكن الدين لايتدخل، تدخلا مباشرا في كيفية إستغلالك للطبيعةوالتعامل معها.
فمن يجد دواءه وعلاج أمراضه، في الأعشاب وطب الأبرالصينية، والعلاج الطبيعي. ولايجده في الطب الحديث القائم على التحاليل المختبرية والجراحات المرضية!!!!! له ذلك، ولايمنعه الدين منه.
نعم الدين يحث على طلب العلم، ويدلل للإنسان على أهمية المعرفة والحث عليها، بل وحتى التحذيرمن الشطط بالإعتماد الكلي عليها و...و..الخ. لكنه لايتدخل تدخلا مباشرافي التنظير لها، أومعالجة بحوثها.
كل ذلك ليس من مهمة الدين ولاهي تدخلاته. بل مهمة الدين هي الإنسان، ولاشئ غيرالإنسان.
ومن جملة العلائق بين الإنسان والإنسان، والتي يتدخل الدين فيهابقوة وفرض سطوة. هي علاقة الرجل بالمرأة.
لذلك حتم الدين، على إن تكون العلاقة بين الرجل والمرأة. علاقة عهد وميثاق، وهومانطلق عليه عقد الزواج.
فالميل الطبيعي بن المرأة والرجل، لم يتركه الدين سائبا،تتحكم به الإهواء والشهوات. بل حدده بشروط وروابط، تتبعه نظم علاقات وضوابط.
وهذامانطلق عليه بالحقوق الزوجية، وحق المرأة على الرجل والعكس بالعكس.
وهذه كانت دائماموضع إهتمام الإسلام العظيم، وبما لايفوقه إي إهتمام آخر.
لاتزال فكرة الزواج، كماتشرحهاالأديان، موجودة وتمارس في الغرب، لكنها تأتي متأخرة، وبعد أن يكون القرينان،قدقرراذلك!!.
بمعنى في المجتمع المتحضر، من الطبيعي جداأن تنشأالعلاقة بين الرجل والمرأة، ليعيشاسوية تحت سقف واحد، ويمارساالجنس بشكل طبيعي، خارج حدودالزواج.
وعادة مايعجل بفكرة الإقتران وفق أصول الزواج المتعارف، هي حالة حمل المرأة من الرجل الشريك.
مثل هكذا حالات تكون ليست فقط مقبولة من المجتمع الغربي، بل ومسنودة بقانون يحمي حرية المقترنين.
لكن عندنا في الشرق، لايزال الدين والعرف، هو المسيطرليقبل بفكرة الزواج، ويرفض فكرة الإقتران بدونه.
مادام الميل نحوالجنس الآخر، حالة طبيعية وليست نشازا. ومادام الأقتران بين الجنسين، ليشكلا وحدة بناء المجتمع. هوالسائدعلى أرض الواقع، بغض النظرعن كيفية حصول الإقتران، إن كان وفق ضوابط الزواج الديني، أوترابط العرف الإجتماعي.
إذن لنثري البحث عن عوامل إستقرارهذاالميل، أو فلتانه، ومن ثم تداعيات ذلك الفلتان وكبح جماحه.
كماذكرناآنفا، جرءة الرجل هي المبادرة في إظهارالميل ليتحرك.
وحياء المرأة هوالمهدئ لمبادرة الرجل ليسعى كي يتملك.
أوهكذا تبدوالصورة: إثارة تتبعهاقرارة، ثم تفكير وإستشارة،لتنتهي بإقتران أودعارة.
إلإقتران المقبول شرق أوسطيا هوالزواج. وإلا فهودعارة مرذولة.
في العرف الغربي الإقتران مقبول،سوءا تم بزواج في كنيسة، أوالعيش سوية ضمن قانون التباني.
لنتجاوزعن الدعارة، لكونها نشازاوليست حالة طبيعية سائدة في المجتمع المدني.
الإقتران زواجا،أوعيشا مشتركا،بين الرجل والمرأة، يحقق إلإستقراروبدء البناء للأسرة، كلبنة من لبناة بناء المجتمع المدني.
في الحالات الطبيعية وعند تشكل الأسرة، هي حصول حالةالأنجاب والحمل عند المرأة. وهذابحد ذاته عامل إستقرارأقوى من الإستقرارالأولي، عندحصول الإقتران الزواجي أوالعيش المشترك.
بمعنى آخر،ستتحول الرغبة الجنسيةعندالمرأة والرجل، إلى رغبة في البنوة بين الزوجةوالزوج.
حياء المرأة بداية، وأمومتهاللطفولة بالحمل والإنجاب نهاية،يدخل المرأة في حالة إكتفاء ذاتي، ليضعف عندهاهيجان الميل لرجل آخر.
كماإن وضعها وشكلها أثناء حملها، ينفرمنها نظرات الرجل الغريب، لتستقر أكثر، وينصرف همها لجنينها وسكنهاالجديد.
هذه هي الحالة الطبيعية السائدة. والقاعدة التي عليها تتشكل الأسر، في بناء المجتمع.
وللموضوع بقية: