الشعوربالمواطنة العراقية:

من الذي يشعربالمواطنة العراقية؟؟

الجواب: العراقي.

بمعنى كل من ولدعلى ألأرض العراقية، وإرتوى من مائها،وأكل مماينتجه ترابها.إرتبطت مشاعره وأحاسيسه بأرض العراق، ليصح أن نطلق عليه عراقي إبن العراق.

هذامايقوله المنطق والوجدان والعقل الصاحي الواعي، لكل إنسان يشعربإنسانيته كإنسان.

ويصح نفس الكلام على إبن الجزيرة العربية،ليقال عنه عربي إبن جزيرة العرب،أوسعودي، نتيجة لحكم العائلة المالكة ألتي إستولت على البلد. وعلى إبن الكنانة المصرية، ليقال عنه مصري. وعلى من يلد بإرض الهند، ليقال عنه هندي......وهلم جرى.

ومن عاش الغربة والإغتراب،أحس أكثرمن غيره، بإنشداده لأرضه ومسقط رأسه. ليحن إلى كل مايذكره ببلده الأصلي ولغته وعاداته وتقاليده.

وياليت المسألة تقف عندهذاالحد، لنريح ونستريح.

لكن واقع الحال يقول غيرذلك!!!!

ماذايقول واقع الحال؟؟

واقع الحال يقول:

عندماتأتي المسألة، للمواطنة العراقية، فإن المنطق والوجدان والعقل، يكون كله قد توقف!!!

ليحل محله، المخزق والطغيان والجهل، ويكون الكل قد ترفرف!!!


ففي أرض العراق، تم نصب ملك وحاكم وحكومة،من قبل الحكومات الإستعمارية الغربية.والتي حطمت آخرإمبراطورية إسلامية في الحرب العالمية الأولى.

وهذه الأمبراطورية الإسلامية، هي الأمبراطورية العثمانية. والتي كانت تحكم كل البلدان التي تحت سيطرتها،ومنها سائر الدول العربية.

وبعدأن تقاسمت الدول الإستعمارية الغربية،فريستهامن الشعوب والممالك التي كان تحت الحكم العثماني. كان العراق ومصرمن نصيب بريطانيا، وبلاد الشام من نصيب فرنساوهكذا.

المرجعية الدينية الإسلامية في النجف الأشرف، لم تسكت على ماجرى. وكانت على وعي كافي بالمؤامرات التي حيكت لإقتسام ممالك الإمبراطورية العثمانية الإسلامية.

فأول مابادرت إليه، هو الوقوف إلى جانب دولة الخلافة، بإعتبارهادولة الإسلام القائمة، رغم المعانات والظلم الواقع على شيعة العراق، من جراء الحكم السني الحنفي للدولة العثمانية.

لذلك قاد مراجع الدين الإسلامي الشيعة،في النجف الأشرف، حركة الجهادبإنفسهم. وأشعلوهاثورة عارمة ضد الجيوش الإنكليزية الغازية، لبلاد وادي الرافدين.

وتلك الثورةعرفت بثورة العشرين، لتنتهي بتنصيب الملك فيصل الأول بن الحسين الشريف(من أشراف مكة في الجزيرة العربية) ملكاعلى العراق، وتأسيس الدولة القومية في العراق.

مراجع الدين الشيعة في النجف الأشرف، والذين قادواالثورة وأفتوابالجهادضد الأنكليز. كان يحركهم واجبهم الديني الإسلامي، بإعتبارهم نواب للإمام الغائب المنتظر(عجل الله فرجه الشريف) وكان فيهم الشيرازي والأصفهاني، نسبة إلى مساقط رؤوس أسلاف أولئك المراجع العظام، في مدينتي شيراز وأصفهان في الدولة الفارسية إيران.

نعم مراجع الدين الشيعة في النجف الأشرف،وبعدتأسيس الحكم الوطني في العراق.صوبواأن يترأس الدولة الجديدة ملك عربي،مادام هومن نسل الرسول(ص) لذلك لم تقف سنيته حاجزامن إعتلائه عرش العراق حيث يؤمن شيعة وأتباع مدرسة أهل البيت(ع)،وبغض النظرعن قوميات وأثنيات الشيعة، أينماكانوا، وأين ماولدوا، بإن الزعامة والقيادة للعرب من البيت الهاشمي.

وهنانحتاج إلى وقفة طويلة، نمحص بهاالإسلام كدولة. وقدنتناول المسألة مستقبلا، في بحث طويل عن

الدولة الإسلامية، وعوامل الهدم والفناء فيها.

ولكن بإقتضاب شديد، نشرح التالي:

نعم تأسست دولة الإسلام بوجودنبي الرسالة(ص)في المدينة المنورة. وكان المفروض أن تستمرهذه الدولة المباركة بعد وفاة الرسول(ص)وبقيادة الإئمة من آل بيت الرسول، لتبقى دولة الإسلام عربية هاشمية،إلى أبدالآبدين.

لكن المسيرة المباركة تعثرت، بإنحراف الحكم الإسلامي، وخروج الزعامة من البيت الهاشمي،إلى حكم الصحابة، فإنتهاءا إلى الحكم الوضعي المتأرجح بإشكاله المعروفة على طول فترةالتأريخ.

فأول مسماردق في نعش الدولة الإسلامية، كان بعدوفاة الرسول القائد(ص)ومصادرة الزعامة والخلافة من وريث الرسالة الشرعي. نعم حاول المسلمون إرجاع الأوضاع للنهج الصحيح، وذلك بالثورة على الخليفة الثالث، والمجيئ بالإمام علي(ع) بإعتباره خليفة الإسلام الشرعي.

ولكن وبكل الأسف، فإن عوامل الهدم والفناء كانت قدإستحكمت في أوصال المجتمع الإسلامي، لتنتهي حركة التصحيح إلى الفشل، فضياع الدولة الإسلامية الحقة، وإلى إن يظهرالإمام الحجة المنتظر(عجل الله فرجه الشريف)، ليقيم دولة العدل الإلهي، وغشيانهاعلى كل المعمورة.

هذه هي عقيدتناكموالين وشيعة لآل بيت الرسول(ص).

الأمبراطورية العثمانية التي حكمت العالم الإسلامي، لم تكن مغايرة لكل الإمبراطوريات التي حكمت قبلها، بل سارت على نهجهاالمغتصب للولاية الشرعية للإئمة من آل البيت(ع).

فكان شيئاطبيعياأن تنهارفي النهاية، كماإنهارت بقية الإمبراطوريات الإسلامية.

وشئ طبيعي أن تترك الإمبراطورية العثمانية المنهارة، كثيرامن تأثيراتهاالسيئة،على الممالك والدول التي قامت وإنشئت على أوصالهاالممزقة، ومنهاالعراق. حيث قامت فيه أول حكومة قومية بعد ثورة العشرين.

ومن تلك التأثيرات السيئة، مسألة التبعية للهوية العثمانية!! فالحكومات البعثية القومجية التي تعاقبت على حكم العراق، كانت ترفع شعارالقومية العربية والوحدة والبعث القومي العربي.....والخ من شعارات فارغة. لكنهاكانت تعامل شعبها العراقي العربي واقعا، على أساس التبعية العثمانية!!!

فحتى العربي الشيعي البدوي العنزي،والمجاوربعيشه قرب صحراء كربلاء، كان مشكوكا بعروبته!! مالم يبرزتبعيته العثمانية.

ومن يتذكرحملة التسفيرات إلى إيران، والتي قامت بهاحكومة البعث للعراقيين الشيعة، في أوائل السبعينات من القرن الماضي. كان جملة ممن شملتهم تلك التسفيرات،بعض العوائل العربية الشيعية البدوية،والتي اطلقت عليها حكومة البعث،(العوائل الغيرمرغوب بها).

يعني لم يكن بإستطاعة حكومة البعث المجرم، إخفاء هويتهم العربية،لكنهاحكمت عليهم، بإنهم لم يكونوامن التبعية العثمانية، لذلك جرى تسفيرهم إلى إيران!!!على إعتبارهم تبعية إيرانية!!!!!كماجرى تهجيركل الأكراد الفيلية، لكون غالبيتهم من الشيعة.

وهكذاتأسس الحكم العربي السني، في دولة العراق. وغالبية سكانها من العرب الشيعة الأثناعشرية، وأقليه كردية سنية في شمال العراق. لكن النظرللشيعة العرب، في العراق القومي الجديد. كان نظرا متعسفاطاعنافي عروبتهم، وناعتاإياهم بالتبعية الإيرانية!!!

ولذلك ومنذتاسيس الحكم العربي السني في العراق، والإذلال والتهميش، من نصيب غالبيته العربية الشيعية وأقليته السنية الكردية.

وظل هكذالحال، لأطول من ثمانين سنة، من الحكم الوطني العراقي، بملكيته وجمهوريات الأنقلابية المتعاقبة في العراق.

على المستوى الشعبي، كانت العلاقات طبيعية عادية، والزواجات والمصاهرات تجري على قدم وساق، بين مكونات الطيف العراقي. حيث لم تحدث حتى ولاحادثة إقتتال مذهبي واحدة، بين مكونات الشعب العراقي.

فمادام الحكم بيد الحاكم العربي السني، وهومتسنماعلى العرش، والعربي الشيعي، والكردي السني محكوم ومهمش!!! كل شئ ممتاز وتمام بالنسبة للعرب السنة في الداخل، وحكومات الدول العربية في الخارج.

لتسري المقولة المعروفة للشعب العراقي:

خلي السني للحكم، وخلي الشيعي للطم.

وإستمرالوضع في العراق هادئا من ناحية مذهبية. فيماعدالقلاقل التي كان تحدث في الشمال.حيث كان الأكراديطالبون بالحكم الذاتي، وإسترجاع بعض الحقوق، لتخمد تحركاتهم الحكومات الأنقلابية المركزية في بغداد، بمنتهى الوحشية واللآنسانية.

في سنة 1958قامت ثورة 14 تموزلتنهي العهد الملكي، فيبدأالعهد الجمهوي في العراق، بقيادة الضابط العراقي الوطني المخلص،المرحوم الزعيم عبدالكريم قاسم.

المرحوم عبدالكريم قاسم، كان ضابطاعربياعراقيامخلصا(لأب سني وأم شيعية)، تميزبشجاعته العسكرية في حرب ال48 في فلسطين.

وبوصوله للحكم، لم يميزالرجل بين عراقي وعراقي على أِساس مذهبي. بل نظرللجميع بعين المساواة وإطلاق الحريات للجميع. لذلك أحبه كل العراقيين، شيعة وأهل سنة.

وهذماألب عليه بقية الضباط العرب السنة،وخاصة ذوي الميول القومية، لتساندهم بقية الحكومات العربية، وخاصة حكومة جمال عبد الناصرفي مصر، أثناء صعودالمداالقومجي الناصري.

الحرية التي أطلقهاالزعيم عبدالكريم قاسم للشعب العراقي، وبكل أسف وبسبب قلة الوعي، لم يتفهمها وأساء إستخدامها المنضوين تحت لافتات الأحزاب العلمانية من الشعب العراقي. إضافة إلى المؤامرات التي حيكت من قبل دول الجوار، والدول الإستعمارية الكبرى. وهكذاتم القضاء على الحكم القاسمي، ليعود العراق إلى عربة القطارالأنكلوأمريكي، وبقيادة حزب البعث المجرم، لينتهي إلى ما أنتهى عليه من إحتلال وإختلال في بنيته الإجتماعية وتوقف نموه الإقتصادي والسياسي.

نعم، في زمن المرحوم، الزعيم عبدالكريم قاسم. تسنم كل الشعب العراقي ومنهم الشيعة، بعضا من نسيم الحرية، ليبدأوا بتأسيس الأحزاب، وينضمواللأحزاب العلمانية. فيقوم الصراع بين الإتجاهات السياسية المختلفة، فينبزالشيعة على الدوام بإنهم تبعية إيرانية، وإنهم ليسواعربا!! وخاصة من إنتمى منهم للإحزاب، من غيرالإحزاب القومجية العروبية.

لذلك كان المراجع الشيعي للدوائرالحكومية، وبخصوص طلب الحصول على شهادة الجنسية العراقية. كان يطالب بالعثمانية!! وإلافهومن التبعية الإيرانية.

يعني العراقي المولود في العراق، أباعن جد. لايستحق شهادة الجنسية العراقية، بحكم مواطنته للبلد الذي عاش فيه أبائه وأجداده، إلاإذاإبرزللحكومة، وثيقة تثبت تبعيته العثمانية، وإلا فهو من التبعية الإيرانية!!!!!

بعد الإنقلاب على حكومة الزعيم المحبوب المرحوم، عبد الكريم قاسم.عمد حزب البعث المجرم،إلى إذكاء النعرةالعنصرية القومية،وقام بحملات عدة للتسفير،عدامن فربجلده تاركاوراءه سكنه وكل ما يملك.وأستمرالحال لأكثرمن ثلاثة عقود من الطغيان والحروب والكروب. وبذلك مسخ حزب البعث الشخصية العراقية، ليحولهاإلى شخصية مهزومة، تبحث عن وطن بديل. أو متملقة للحاكم، ومتفرعنة على من حولهامن الضعفاء واللاهثين وراء لقمة عيشهم.

وبعدالإحتلال وسقوط الحكم الجائر،وعودة من كان في الخارج من المثقفين والسياسيين، من المبعدين والمهجرين والهاربين و...و..الخ. بدأت تظهرالصراعات المعلنة والخفية، بين من هربواللخارج أوهاجروا، وبين من بقى في الداخل يقاسي ويلات النظام المقبورووحشيته.

المرتبطون بالنظام السابق، والذين خسرواإمتيازاتهم،أوالشق السني بصورة عامة، والذي بدأيشعربإن الحكم قد خرج من يده. وجدوافي فرية وصم الشيعة بالتبعيةلإيران!! خيرسلاح يخدم أهدافه في محاربة الوضع الجديد، حتى وإن كانوا مشتركين في العملية السياسية. لذلك النهيق والزعيق متواصل بإن كل السياسين الشيعة من ذوي الإتجاهات الإسلامية مرتبطين بإيران، أوينفذون لهاأجنداتها، أوحتى جواسيس لها!!!!!!!!

وأجزم لوكان الحكم في إيران ألآن شاهنشاهي، وليس إسلامي!!! لكان عرب العراق من الشيعة، في منأى عن الوصم بالتبعية لإيران الإسلامية. راجع موضوع:

(هاجسكم من ساسان ؟؟ أم سلمان؟؟ ياأمة العربان!!!)

الوضع في العراق معقد ومتشابك.وقديمضى وقت طويل، قبل أن يبدءالفردالعراقي إحساسه الحقيقي، بالحقوق المشتركة للجميع في المواطنة،ونسيان الماضي الذي يشد البلدإلى فكرة العثمانية والتبعية الأيرانية.

وأخيراليس لناإلا الدعاء لأهلناوبلدنابالحفظ والأمان، من مكائد أعداء العراق، وخاصة ممن يحنون إلى الحكم الفردي الطائفي الذي يقسم العراق إلى تبعية إيرانية(أعجمية شيعية) مخربة، وتبعية عثمانية(أعجمية سنية) معربة.

وآخردعواناأن الحمد لله رب العالمين