بسم الله الرحمن الرحيم
سيدة اسمها أم معبد ..
عبدالغني خلف الله الربيع
سيدة من بادية العرب ..لم تتخرج من الأزهر الشريف ولا تحمل إجازة علمية من آداب جامعة الخرطوم ..تعيش مع أسرتها في نقطة منسية في قلب الصحراء ..دخلت التاريخ لأن رسولنا الكريم صلوات الله وسلامه عليه دخل بيتها ضيفاً عزيزاً لا تربطه باسرتها أي رابط باستثناء روابط الدم والإرث العربي حيث الكرم وحسن الضيافة .. ارتاح عندها وهو في طريقه للمدينة المنورة مهاجراً وفي معيته سيدنا أبوبكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه ومولاه عامر بن فهيرة ودليلهم عبدالله بن أريقط الديلي فسألوها : هل عندها لبن أو لحم يشترونه منها ..فلم يجدوا عندها شيئاً وقالت : لو كان عندنا شيء ما أعوزكم القري وكانوا في أيام المحل فنظر الرسول الكريم إلي شاة قابعة في جانب من خيمتها فقال ما هذه الشاة يا أم معبد ؟ فقالت خلفها الجهد .. فقال أتأذنين أن أحلبها ؟ فقالت إن كان بها لبن فاحلبها ..فدعا بالشاة وذكر اسم الله وحلبها فأعطت لبناً مدراراً شرب منه ومن معه وترك وراءه إناءاً مملوءاً حليباً فلما جاء زوجها استنكر وجود اللبن فأخبرته بان رجلاً مباركاً مر من هنا ..فقال لها صفيه لنا ..إني لأظنه صاحب قريش الذي تطلب قالت ( رأيت رجلاُ ظاهر الوضاءة حسن الخلق مليح الوجه لم تعبه ثجله ولم تزر به صعله .. قسيم وسيم في عينيه دعج وفي أشفاره وطف وفي صوته صحل أحور أكحل أزج أقرن في عنقه سطح وفي لحيته كثاثة ..إذا صمت فعليه الوقار وإذا تكلم سما وعلاه البهاء ..حلو المنطق ..فصل لا نزر ولا هذر كأن منطقه خرزات نظم يتحدرن ..ابهي الناس وأجمله من بعيد وأحلاه وأحسنه من قريب ..ربعة لا تشنؤه عين من طول ولا تقتحمه عين من قصر ..غصن بين غصنين فهو أنضر الثلاثة منظراً وأحسنهم قداً ..له رفقاء يحفون به إن قال استمعوا لقوله وإن أمر تبادروا إلي أمره ..محفود محشود لا عابس ولا مفند ..فقال بعلها : هذا والله صاحب قريش الذي تطلب ..وجاء في السيرة أن أم معبد وزوجها لحقا بالرسول الكريم صلي الله عليه وسلم وأسلما ..ونبي بمثل هذه الصفات التي لا توفيه حقه بالطبع وقد سبقها في وصفه سبحانه وتعالي .. كيف يجرؤ صحفي بائس وصحيفة تافهة بنشر رسوم تسيء لشخصه الكريم ؟! لا سيما والعالم يتأهب لواحد من أهم الأحداث الرياضية علي الإطلاق ألا وهو مونديال 2010 ..لقد سبق لي زيارة جنوب أفريقيا مرتين وأعلم الكثير عن الدقة والموضوعية التي تتمتع بها شرطة جنوب أفريقيا ولا أدري أي جدوي دعائية أو أمنية تسمح بنشر تلك الصور المسيئة لرسولنا الكريم ليعزف الآلاف من المسلمين الذين كانوا ينوون زيارة جنوب أفريقيا لحضور المباريات ولكننا نذكّر هؤلاء وأولئك بقوله تعالي .. بسم الله الرحمن الرحيم ( إنا كفيناك المستهزئين..) صدق الله العظيم وأتمني أن تكون الصورة التي كتبت بها الآية الكريمة هذه صحيحه .. هذا مع تحياتي .