أحدث المشاركات
صفحة 7 من 12 الأولىالأولى 123456789101112 الأخيرةالأخيرة
النتائج 61 إلى 70 من 118

الموضوع: الخلق والنشوء بين نظريات الماديين وحقائق القرآن الكريم

  1. #61
    الصورة الرمزية حاتم ناصر الشرباتي قلم مشارك
    تاريخ التسجيل : Aug 2010
    العمر : 82
    المشاركات : 229
    المواضيع : 13
    الردود : 229
    المعدل اليومي : 0.05

    افتراضي @5149/61/6/121/125/2

    2 نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    يتضح مما تقدم بجلاء أنَّ دعاة التّطور المنادين بتطور الإنسان من الإنسان القردي والذي بدوره قد انحدر من نفس الجد – وهو القرد أو السعدان – إنما يهرقطون بسفاسف القول، إنه الوهم الذي هم فيه عاجزون عجزاً كاملاً إثباته بدليل أو بشبهة دليل يُرضون به أنفسهم قبل أن يُقنعوا غيرهم من الناس، وفي ذلك تعترف جريدة "ستر دي ايفننج بوست" أنه على الباحثين عن أصل الإنسان أن يستمروا في البحث حتى يكتشفوا أصول أجدادهم القرود!!![1 ]

    وكما عجز داروين صاحب النظرية المشهورة أن يؤكد من هو جد الإنسان الأول – القرد أم السعدان – فإنَّ مؤلف كتاب "الإنسان الأول" يؤكد ذلك العجز صراحة حين يقول (من المؤسف أن تظل حتى الآن المرحلة الأولى من التطور الإنساني سراً غامضاً)[2 ]

    وفي أسلوب ينم عن اللباقة تفسر دورية "العلوم" الأمريكية العجز في ذلك قائلة:

    (إنَّ نوعية نسب أجداد الإنسان ما زالت نظرية محضة)[ 3] - أي ليست من الحقائق – وبنفس الأسلوب نجد أنَّ " علماء الإنسان القردي "قد وضعوا في مؤتمرهم المعقود سنة 1965 تواريخ اعتمدتها مجلة "نيو يورك تايمس" حيث قرروا: (إنَّ جهلنا بشجرة نسب الإنسان ما زالت حتى اليوم جهلاُ عجيباً فهناك ما زالت ثغرات.)[4 ] إلا أنهم مع ذلك وبتأكيد غريب مستهجن يدللون على وجود الإنسان القردي قائلين كما ورد في نفس المجلة: (منذ ما لا يقل عن ثلاثين مليون سنة بدأت تظهر الصفات التي تميّز الإنسان عن غيره من الحيوانات)[5 ] ويشير الجدول الذي اعتمدوه إلى التأكيد على أنّه في المقام الأول يوجد حيوان اسمه "Proplio Pithecus" يشبه القرد المسمى "غيبون Gibbon "[6 ] والذي وجدت عظامه في مصر.
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    تلك كانت المرحلة الأولى من مراحل تطور وتحول الإنسان من قرد إلى إنسان، أمّا المرحلة الثانية فهي كما يقول جدولهم المعتمد: (إنَّ المرحلة الثانية كانت قبل 19 مليون سنة، وفيها ظهر حيوان تشبه أسنانه أسنان الإنسان والقردة)[ 7] لقد زعموا وجود بقايا من هذا الحيوان والذي أطلقوا عليه اسم "Dryopithecus"[ 8]
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي في أفريقيا وفي أورازيا[9 ] وبعملية حسابية نجد أنّ الفرق بين الحيوان الأول وبين الحيوان الثاني هو فترة زمنية تقدر ب 11 مليون سنة ليس لدينا عنها أي علم في المستحاثات[10 ]. وتضيف المجلة (بعد انقراض الحيوان الثاني منذ نحو تسعة ملايين سنة لم نجد في الصخور أي معلومات خلال سبعة ملايين سنة)[ 11]. إلا أنَّ نفس المجلة وفي عدد آخر تستعمل الحكمة والتروي حتى يتم لهم الحصول على براهين مادية حيث تذكر: (إنَّ من الحكمــة ألا نؤكد بأنّ الصلة بين الإنسان القردي والإنسان تعتمد على شهادة المستحاثات بل ننتظر اكتشافات جديدة)[12 ]


    وفي نِسْـبـَة نَسـَب الإنسان إلى الجَد الذي ادعته دورية نيويورك تايمس الذي هو "Propilio "[ 13] فإنَّ علماء تطور آخرين يرفضون ذلك النَّسَب، ويوصلون النَّسَب بالقرد المعروف باسم "غيبون" ويقولون بأنّه "Dryopith"[ 14]، مع رؤيتهم أنَّ أقدم أجداد الإنسان القردي هو حيوان "Ramapith"[ 15] أي أنَّ لكل منهم روايات توهمها كيفما اتفق!

    وتدعي نفس المجلة أنه: (منذ نحو 12 مليون سنة أي في منتصف الطريق بعد ظهور الإنسان الأول "Dryopith" ظهرت مخلوقة جديدة أسمتها "Simiesque" لها ملامح الإنسان، اكتشفت في سلسلة جبال سيواليك)[16 ]

    يتضح بداهة أنَّ الجَد المزعوم "رامابيت" والجَد الآخر "أوسترالوبيت" الذي هو "الإنسان القردي الأفريقي" الذي يطلقون عيه اسم "Australo Pithecus" وهو الجَد الثاني المزعوم في سلسلة النَّسَب توجد بينهما ثغرة عميقة، وفي هذا تقول جريدة "أخبار العلوم" في عددها الصادر بتاريخ 28/1/1967: (من المؤسف أن يكون بين آخر رامابيت وبين أول أوسترالوبيت ثغرة تمتد نحو عشرة ملايين سنة ليس لدينا عنها أي أثر للمستحاثات وهكذا فأننا أمام هذه المعطيات نجد الصخور صامتة لا تدلي بأي دليل منذ 12 مليون سنة وحتى عشرين مليون سنة قبل عصرنا هذا)[ 17]
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    والسؤال الذي يتبادر إلى ذهن كل عاقل ويحتاج إلى إجابة مقنعة هو: من هو الجد رامابيت هذا، وما هي أوصافه، وما هو الدليل على أنَّ هذا المخلوق المدعى يتصل بنسب الأبوة إلى الإنسان؟


    ويجيب العلماء على هذا السؤال في مجلة " Saturday evening post ":

    ( لَعَلَّ الرامابيت كان الشمبانزي الصغير الذي يتمتع بأيد خفيفة وبخفة القرد، وقد يمكن أن يكون من أوائل المخلوقات التي عُرِفَت، ولكنه ليس بالمخلوق الأول في أُسرة الإنسان، وكان لا يقل ذكاء عن الشمبانزي الذي نعرفه الآن، وليس لدينا إلا فكرة عابرة عن صورة مقطوعة من فيلم طويل.)[18 ]

    والذي نفهمه من هذا النّص والأوصاف التي يقدمها لنا علماء التطور بأنّ الرامابيت كان حيواناً من أُسرة القرد الإنساني المزعوم أو القردة كبيرة الحجم، أما ادعائهم أنَّه كان في سلسلة نسب الإنسان فإنَهُ وَهم وخيال واسع لا يتصل إلى الحقيقة بسبب، لا سيما وأنَّ علماء تطور آخرين لا يؤكدون أنه داخل في سلسلة التطور الإنساني، ومن ذلك ما يقوله "د. كلارك" صاحب كتاب "أدلة المستحاثات على تطور الإنسان" فقد ذكر في كتابه المذكور:

    (يجوز لنا أن نتخيل صورة للمراحل التي تعترض بين أجدادنا المعروفة باسم "بيتوكويد Pithecoides" وبين "الأوسترالوبيت"، ولكن إذا انعدمت الأدلة الملموسة في المستحاثات تبقى الفكرة غير مقنعة.)[19 ]


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    لعل . ربما . قد نتخيل هناك ثغرات من الحكمة ألا نؤكد . قد نجد صعوبة في التأكد ..

    وفي استعراض أقوالهم نجد أنه يغلب عليها ورود كلمات مثل: ( نتخيل. نظن. قَد. رُبَما. هناك ثغرات. من الحكمة ألا نؤكد، قلما تكون الاستنتاجات مدعومة بدليل. قد نجد صعوبة في التأكد. سِراً غامضاً. ما زالت محض نظرية. نتصور أنَّ. ما زال البحث جارياً... وهكذا) وهي كلها عبارات تشيكية لا تؤخذ على أنّ أصحابها قاطعون بصحتها، أو حتى أنّ لديهم ترجيحاً أو غلبة ظن بها، بل هي افتراضاتٌ وهمية لا أساس لها من الصّحة علقت بأذهانهم وطفقوا يألفون لها الأدلة التي عجزوا عن الإتيان بها، فلا يجوز أن يُكتفى بالتحدث عن سلسلة النّسَب النازلة عن الجَد الأكبر المشترك والمفترض افتراضاً بلا دليل حتى تنتهي إلى الأوسـترالوبيت المزعوم أيضاً في حين أنَّ تلك السلسلة ليست إلا هرطقات ونتيجة أوهام أتت من نزغ الشيطان، فلماذا يقبل عاقلٌ نظرية تقوم على تخيلات وأوهام لا تستند إلى أي دليل أو إثبات، وليس لها أي أثر في الواقع!!!

    إنّ الأخذ بتلك النظرية أو ما يناقضها هو أمر عقائدي، فالعقيدة هي فكرة كلية شاملة عن الكون والحياة والإنسان، وعما قبل الحياة الدنيا وعما بعدها وهذا يعني تصديق جاذم مطابق للواقع عن دليل. وذلك يحتم علينا أنَّ كل ما نأخذه كعقيدة يجب أن يكون قد أتى بدليل عقلي يجذم به ويجذم بفساد وبطلان ما يخالفه، لذا فإن إعطاء نظريات عقائدية بلا دليل يمكن الجذم به هو أمر مرفوض قطعاً، كما هو مرفوض أيضاً الاعتقاد بنظريات أتت بعبارات تشكيكية لأن تلك العبارات تدل على عدم وجود القطع والجذم عند القائلين بها، بل تدل على الظن والتوهم مما لا يجوز أخذه في الاعتقاد، وبالتالي لا مكان لها لأن تصبح فكرة كلية شاملة.
    ______________
    [1] خلق لا تطور، صفحه ( 97 )، نقلاً عن: Saturday Evening Post
    [2] المصدر السابق، نقلاً عن: كتاب " الإنسان الأول " Primates
    [3] المصدر السابق، نقلاً عن: مجلة " العلوم Sciences " عدد شهر 11 سنة 1966.
    [4] المصدر السابق، صفحه ( 98 )، نقلاً عن: مجلة " New York Times "، عدد 11 / 4 / 1965.
    [5] المصدر السابق.
    [6] غيبون: قرد هندي ماليزي يتسلق الأشجار بخفة بسبب طول ذراعه.
    [7] المصدر السابق.
    [8] لا يوجد ترجمة عربية لهذا الاسم، ويختصر باسم " Droplio ".
    [9] أورازيا : اصطلاح يطلق على قارتي آسيا وأوروبا .
    [10] المستحاثات – علم الإحاثة - paleontology – هو علم مستحدث يبحث في أشكال الحياة في العصور الجيولوجية الغابرة، كما تمثلها الأحافير الحيوانية والنباتية، وقد نشأ هذا العلم في أوائل القرن التاسع عشر، قاصدين منه إلقاء الأضواء على المسائل النشوئية، وعلى مسائل تصنيف الحيوان والنبات والعوامل التي تحدد توزعها الجغرافي. أما الأحافير ( المستحجرات ) fossils: فهي بقايا أو آثار الحيوانات والنباتات التي هلكت أو بادت ودفنت في طبقات الأرض في أزمنة غابرة، وهي تكون عادة متحجرة في الصخور أو مطبوعة عليها.
    [11] المصدر السابق.
    [12] المصدر السابق: نقلا عن: المجلة ألأميركية، عدد تموز 1964.
    [13] اختصار لكلمة: Propliopithecus.
    [14] اختصار لكلمة: Dryopithecus.
    [15] اختصار لكلمة: Ramapithcus.
    * لم تعتمد ترجمة عربية للأسماء الثلاثة السابقة ومثيلاتها.
    [16] سلسلة جبال سيواليك أمام جبال همالايا في شمال غرب الهند.
    [17] خلق لا تطور، صفحه ( 99 )، نقلاً عن: جريدة " أخبار العلوم " عدد 28 /1/1967.
    [18] المصدر السابق، صفحه ( 100 )، نقلاً عن: مجلة " ستر دي ايفننج بوست ".
    [19] المصدر السابق، نقلاً عن كتاب: " أدلة من المستحثات على تطور ألإنسان ".
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  2. #62
    الصورة الرمزية حاتم ناصر الشرباتي قلم مشارك
    تاريخ التسجيل : Aug 2010
    العمر : 82
    المشاركات : 229
    المواضيع : 13
    الردود : 229
    المعدل اليومي : 0.05

    افتراضي @5236/62/7/126/131/2

    الإنســــان البدائـــي


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعيالإنسان الأول "أوسترالوبيت"
    يفترض علماء التطور أنَّ الإنسان الأول "أوسترالوبيت" قد ظهر قبل مليوني سنة، ويزعمون أنه كان يعرف صنع الأدوات، ويزعمون أيضاً أنّ دماغه كان مقارباً لثلث دماغ الإنسان حجماً، فقد ذكرت "نيويورك تايمس" في عددها الصادر بتاريخ 11/4/1965:

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    الإنسان الحاذق "Homo Habilis "
    (إنّ الإنسان الحاذق "Homo Habilis " الذي اكتشفه الدكتور ليكي "Dr. L. Leakey" والذي يبدو أنه كان يستطيع أن يصنع أدواته، يعتبره الدكتور روبنسون "Dr. Robinson" وغيره من العلماء شكلاً من أشكال ألأوسترالوبيت)[1 ]. ومن جهته يؤكد كتاب "الإنسان الأول Primates": (إنَّ اكتشاف دكتور ليكي يسمح بتحقيق أول فرصة مترابطة بشأن تطور الإنسان من أجداده القردة)[2]

    لقد استمرت أعمال التنقيب والبحث قرناً من الزّمن، حتى أمكنهم الحصول على بعض العظام التي أمكن بها تجميع هيكل هو أول فرضية ترمي إلى شرح نظريتهم حول كيفية انحدار الإنسان من جد قردي إنساني، ولكن هل هم قاطعون يقيناً أنَّ ألأوسترالوبيت كان حقاً قرداً إنسانياً؟ ويجيب العالم التطوري "غرو كلارك Le Gross Clarck" بتحفظ: (إنّه لا يمكن أن يطلق لفظ إنسان أو إنسانية على هذا المخلوق إلا مع التّحفظ، لأنه لا يوجد أي دليل يثبت أنّ ذاك المخلوق كان يملك أي صفة من صفات إنسان اليوم)[3 ]

    هذا بالنسبة إلى الاسترالوبيت نفسه، أما بالنسبة للأدوات وفيما إذا كان عرف صنعها حقاً فتذكر الدورية الأميركية "العلوم" في مقال بعنوان "هل كان الأوسترالوبيت والإنسان معاصرين؟" ما يلي: (يتحدّث الدكتور روبنسون عن اكتشاف 58 قطعة أداة حجرية اكتشفت في "ستيركفورتن Sterkfortein" في جنوب أفريقيا، ولهذا الاكتشاف أهمية كبيرة على اعتبار أنَّ هذه الصخور تحتوي على بقايا إنسان قردي من نوع "بليستوسي Pleistocene’s"[ 4] الأدنى الموجود في جنوب أفريقيا...)[5 ] ويختتم د. روبنسون مقاله قائلاً: (إنّ الصفات المذكورة لتلك الأدوات الحجرية تجعلنا نشك بصحة نسبها إلى الأوسترالوبيت، بل يرى أنّ الفرضية المعقولة في الوقت الحاضر أن تنسب هذه الصناعة إلى إنسان حقيقي)[ 6]

    وفي مقال بعنوان "صائدي الطرائد" ظهر في الدورية الأمريكية "العلوم Sciences " في عددها الصادر بتاريخ 29/11/1957: (كتب "ريمون دارت Raymond Dart" الذي يعود إليه الفخر في اكتشاف ألأوسترالوبيت الأوائل في هذه الأيام الأخيرة مقالً مطولاً عن الحياة الاجتماعية للإنسان القرد، وهو مقال ممتع ومليء بالتناقضات، هذا وإنّ المعطيات التي بنى عليها استنتاجه ثم خاتمته ذاتها بدت غير مقنعة في نظر بعض دارسي التطور، أما الأدلة التي ساقها دارت على استعمال هذه المخلوقات للنار استعمالاً ذكياً فلم تثبت أمام تجربة التحليل الفردي، هذا بالإضافة إلى أن بعض الباحثين أمثال "أوكلهOakley" قد نسبوا إلى بعض الحيوانات آكلة اللحم "Carnivova “ مثل الضبع جمع عظام غير ألأسترالوبيت، وقد استخلص "واشبورنWashborn “ من هذا أنه من الممكن أن لا يكون الأسترالوبيت من الصيادين بل من الطرائد)[7 ]


    وفي نفي مقولة أنّ ألأوسترالوبيت قرد إنسـاني، بل هو مجرد حيوان لا صلة بينه وبين الإنســان، فقد كتب العالِم "ليهـرمن Robert L. Lehrman" في كتابه "الطريق الطويلة المؤدية إلى الإنسان": (لم يكن ألأوسترالوبيت إلا قرداً ذكياً وذا قامة مستوية، ولم يكن إنساناً. وكانت جمجمته ذات حجم صغير، وله فوق عينيه صدغي ناتئ، وفي خط وسط الجمجمة ارتفاع شأنه في ذلك شأن كل القردة الإنسانية.)[8 ]

    وقال "ايشلي Ashley Montague" في كتابه "العصور الأولى للإنسان": (إنّ جمجمة ألأوسترالوبيت تشبه في شكلها جمجمة القرد شبهاً كبيراً، وبالتالي فإننا نجد أنفسنا أمام تطورات قادتنا إلى استبعاد هذه الحيوانات في النّسَب المباشر للإنسان.)[ 9]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    الإنسان هو الإنسان لم يتغير أو يتبدل أو يتطور ولم يختلف شكل وحجم جمجمته ولم يتشابه في ذلك قط مع أي من المخلوقات الأخرى . منذ وُجِدَ إلى الآن .[ ]

    من ناحيتها تؤكد الموسوعة الأمريكية أنَّ أول ظهور الإنسان كان "الإنسان المستوي Homo Erectus" وهو الإنسان مستوي القامة الذي يعتبروه "الإنســان العاقل Homo Spleens" والذي هو الإنسان الحاضر المـوجود، ويزعمون أنه أرقى أنواع ألأوسترالوبيت، ويصنفون أنواع الإنسان الأول إلى ثلاثة أنواع:

    1. إنسان جاوه Pithecan therapy : وقد ظهر قبل 500 000سنة .
    2. إنسان بكين Sinan therapy : وقد ظهر قبل 360 000 سنة
    3. إنسان شيلي African therapy : وقد ظهر قبل 400 000 سنة .
    وتقول المجلة العلمية الأمريكية في عددها الصادر في أيار سنة 1965: (إن جميع الذين انصرفوا إلى البحث عن الإنسان الأول متفقون على أنّ الإنسان العاقل الحاضر ينحدر من الإنسان مستوي القامة)[10 ]، أي أنَّ جميع علماء التطور مجمعون على أنّ الإنسان الحالي منحدر من الإنسان مستوي القامة، فهل إصرارهم هذا، وهل هذا الإجماع يستند إلى دليل قطعي أكدوا بناء عليه يقيناً على ذلك الإجماع؟ وتجيب نفس المجلة قائلة: (ليس هناك أي دليل مباشر على الانتقال)[11 ] فما دام أنّهُ ليس هناك أي دليل مباشر، فكيف اتفقوا وبهذا الإصرار العجيب على أنَّ الإنسان المستوي القامة قد تحول إلى الإنسان العاقل حتماً، بينما هم يعترفون أنهم لا يستندون إلى أي دليل؟ ليس من جواب على ذلك سوى أنهم سذج عمي البصائر، أعمى الله قلوبهم وختم على أبصارهم غشاوة فهم لا يعقلون.

    ومع إصرارهم على أنَّ الإنسان العاقل قد جاء من نسل الإنسان المستوي القامة، فهم يغالطون أنفسهم حيث تقول نفس المجلة[12 ] أنَّ المستحاثات التي اكتشفت حديثاً في المجر تدل على أنّ جماعة راقية تنتسب إلى الإنسان العاقل كانت تعاصر جماعة من الإنسان المستوي القامة، وبهذه المناسبة فقد كتب "الدكتور وينشستر A.M.Winchester" أستاذ علم الحياة في كتابه "علم الحياة وعلاقته بالإنسان" قائلاً: (إنَّ بقايا إنسان سوانسكومب "Swanscombe"[ 13] في أوروبا وإنســان كانجييرا " Kanjera" في أفريقيا وغيرهما، توحي بأنّ الإنسان وجد منذ نحو 300 ألف سنة، وبهذا يكون قد عاصر الإنسان مستوي القامة)[ 14]
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    __________________
    [1] خلق لا تطور، صفحه ( 101 )، نقلاً عن: جريدة " نيويورك تايمس " عدد 11/4/1965.
    [2] يقصد بذلك القرد من نوع Simlens.
    - المصدر السابق، نقلاً عن كتاب: ألإنسان ألأول Primates " المطبوع باللغة الفرنسية.
    [3] المصدر السابق، نقلاً عن: الدورية الأمريكية " العلوم "، عدد: 13 / 12 / 1957.
    [4] بليستوسي من العصر الأول وهو من الحجر المنحوت.
    [5] المصدر السابق.
    [6] المصدر السابق.
    [7] خلق لا تطور، صفحه ( 102 )، نقلاً عن: مجلة العلوم، عدد 29/11/1957.
    [8] المصدر السابق، صفحه ( 103 ) نقلاً عن كتاب: The long road to man.
    [9] المصدر السابق، نقلاً عن كتاب: Les Premiers de `Homme.
    [10] خلق لا تطور، صفحه ( 106 )، نقلاً عن: المجلة العلمية ألأمريكية، عدد: أيار 1965.
    [11] المصدر السابق.
    [12] المجلة العلمية الأمريكية، عدد شهر تشرين ثاني سنة 1966 .
    [13] سوانسكومب: منطقة في إنجلترا.
    [14] المصدر السابق ، نقلاً
    عن :Biology . Ama Its Relation to Mankind.

  3. #63
  4. #64
    الصورة الرمزية حاتم ناصر الشرباتي قلم مشارك
    تاريخ التسجيل : Aug 2010
    العمر : 82
    المشاركات : 229
    المواضيع : 13
    الردود : 229
    المعدل اليومي : 0.05

    افتراضي @5358/64/7131/135/2

    2


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    هذا ولم يمضي وقت طويل على علماء التطور وهم يظنون بأنَّ إنســان نياندرتال "Neanderthal “ هو إنسان قرد، وهو الحلقة المفقودة للجد المباشر للإنسان الحالي فجاءت أبحاثهم لتقول كما جاء في مجلة Harper، عدد كانون أول سنة 1962:

    (إنَّ إنسان نياندرتال لم يكن دميماً ولا محدودباً ولا كان شكله شكل حيوان كما يُظَنُ غالباً، بل كانت جماعة منهم تشتكي من التهاب المفاصل)[ 1]، تقول مجلة نيويورك تايمس مجازين: (إنَّ حجم جمجمة الإنسان النياندتال كانت أكبر من حجم جمجمة الإنسان الحالي المتوسط)[2 ] وحتى تتضح الصورة عن ذلك الإنسان المزعوم نرجع إلى الموسوعة الأمريكية حيث تقول (في البدء كان العلماء يظنون أنَّ إنسان نياندرتال كان ذا هيكل قردي، دميماً محدودباً وذا مظهر حيواني. ولكنَّ الأبحاث الأخيرة أظهرت أنَّ أجسام رجال ونساء النياندرتاليين كانت إنسانية تامة وكانت مستوية وذوات عضلات نامية، وكانت دماغهم بحجم دماغ إنسـان اليوم)[3 ]

    والغريب المستهجن أن نفس الموسوعة المذكورة، ومع قناعتها المنشورة آنفـاً والتي لا تحتمل أي معنى آخر إلا نفي الصفات الحيوانية عن النياندرتالييـن وإعطائهم السـمات الإنسـانية الكاملـة، ومـع هذا تقدم في مقـالٍ ثانٍ صورة
    لأسرة نياندرتالية ممثلة إياهم كالقرود ذوات الهيكل المتجمع والظهر المحدودب والشكل الحيواني!!! وتفسير هذا الموقف الذي يناقض بعضه بعضاً: هو رغبة كافة دعاة التطور إلى عرض الإنسان بتلك الصورة المشوهة، لكي يبرروا بالتالي إصرارهم العجيب على أنّ القرد الإنساني هو جد الإنسان الحالي.

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    وهناك مستحثات أخرى كانت فيما مضى تُعتبر وكأنها عائدة إلى أنواع مختلفة صنفت حديثاً – ولغاية أرادوها في نفوسـهم – بإلحاقها بالإنسـان الحاضر. وكان جنس "كرومانيون Cro magnon" الذي وُجدَت بقاياه عام 1868 في كهف كرومنيون في الجزء الجنوبي الغربي من فرنسا والذي يتميز بقامته الفارعة المنتصبـة، وبجمجمته الطويلة، وبعينيه الغائرتين، ويعتبره بعض العلمـاء الجـد الأعلى للإنسـان الأوروبي الحديث[ 4] كان هذا الجنس – كما يزعمون – يشبه الإنسـان الحالي شبهاً تاماً في جميع صفاته الخارجية، فقد أكدت المجلـة العلميـة "ساينس دايجست Sciences Digest " بأنَّ دماغ الإنسان ما زال في تناقص من حيث الحجم منذ إنسان كرومانيون، وهذا دليل على التراجع لا على التطور نحو الأفضل.[5]
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي جنس "كرومانيون Cro magnon"

    ويقول "وينشستر Winchester" في كتابه "علم الأحياء وعلاقته بالإنسان": (لقد مضى وقت طويل كان يُظنُ فيه بأنّ الإنسان الحاضر منحدر مباشرة من إنسان جاوه وإنسان روديسيا والإنسان النياندرتالي، ولكن مع توفر الأدلة بدت استحالة هذا الأمر، إذ وجدت بقايا إنسان حقيقي قديم عاصَرَ أجناساً أخرى)[6 ]

    وفي نفس الموضوع وتأكيداً لما سبق يقول عالم الأحياء "مارش F.Marsh" في كتابه "التطور أو الحلقة المفقودة": (هناك مثال آخر على تزوير الأدلة في قضية "دبوا Du Bois"[ 7] الذي بعد سنوات من إعلانه أحدث ضجة، والذي قال فيه إنه اكتشف بقايا من إنسان جاوه، اعترف بأنه في الوقت نفسه وفي المكان ذاته وجد عظاماً تعود بلا شك إلى الإنسان الحاضر)[8 ]، وكاتب آخر أدلى بدلوه في القضية وعالجها بطريقته في مقال ظهر في كتاب "Science moderne”: (من الجدير بالملاحظة ألاّ نُهمل الهياكل العظميـة العائدة لإنسان اليوم، والتي وُجِدَت في أماكن متفرقة، وأكثرها في الغالب يدل على أنها قديمة، إذ لم تكن أقدم من هياكل الإنسان "هومينويد Hominoid" والمفترض أنّه أقل رقياً منا، وليس هناك أي دليل راهن يؤكد النظرية التي يراها بعض العلماء، والقائلة بأنّ إنسان نياندرتال وإنسان جاوه وإنسان بكين وغيرهمـا يمثلون أجناساً منحطّة انحدرت من الإنسان العاقل عن طريق الانتقال أو الانعزال وغير ذلك، بل الأصح هو أن نقول بأنّ إنسان اليوم قد انحط عن أجداد كانوا أفضل منه، إذ من المعلوم أنّ جنس كرومانيون الذي سكن أوروبا في فترة قريبة من النيانرتال كان أرقى من إنسان اليوم سواء من ناحية القد أو من حيث سعة الجمجمة)[9 ]، وإنّ هذا هو أبلغ رد على هرطقات دعاة التطور، وضحالة فكر من وضع نظريات التطور والارتقاء المادي، فهو يعطي الدليل على أنّ جميع نظرياتهم كانت عبارة عن افتراضات مسبقة كانت نتاج بتصميم مسبق ولغاية لعقول محدودة وناقصة وعاجزة بلا إثبات وبلا أدلة – وحتى بدون بحوث علمية مسبقة - اللهم إلا لرغبتهم في الشهرة ولخدمة رغبات متركزة في نفوسهم، لذا فقد ابتدعوا نظريات واهية ثمّ طفقوا يبحثون لها عن دليل يؤكدها في المغاور والكهوف وعلى صفحات الصخور والحجارة وبين الفضلات والنفايات.

    لقد اعتمد أصحاب تلك النظريات على العظام والهياكل لإثبات صحة ادعاءاتهم، وهاهي نفس العظام والهياكل التي سعوا إليها متلهفين عليها ليثبتوا بها صحة أقاويلهم، إذا بها تكذبهم وتفند دعواهم وتنقض نظرياتهم وتضعهم في تخبُط، فإذا بعلمائهم ينقلبون من مؤيد لتلك النظريات داعياً لها ومثبتاً لأركانها، ينقلبون إلى رافض لها ومكذب لصحتها.

    إننا إذا قمنا بالمقارنة بين المصادر السابقة، وخاصة المصدر الأخير،[10 ] إذا قارنا ذلك بما جاء في نظرية التطور والارتقاء المادي التي وضعها داروين مع اقترانها بمفهوم التطور المادي لديهم، فأنا نجد البَون شاسعاً بين أقوال العلماء، مما ينتج عنه فساد نظرياتهم ونقضها من أساسها، وحتى تتضح الصورة أكثر نعود إلى

    ما اتفقوا عليه من تعريف لتلك النظرية وبالتالي لتعريف مفهوم التطور لديهم: (إنه يعني ارتقاء الحياة من جهاز عضوي ذي خلية واحدة إلى أعلى درجات الارتقاء وهو بالتالي: التّغير الذي طرأ على الإنسان نتيجة حلقات من التغييرات العضوية خلال ملايين السنين)[11 ]

    أمّا الأفكار الأساسية لنظرية التطور والارتقاء المادي فهي تحديداً كما حددته "الموسوعة العالمية" طبعه (1966): (إنّ نظرية التطور العضوي تنطوي على ثلاثة أفكار رئيسية هي:

    1. إنّ الكائنات الحيّة تتبدل جيلاً بعد جيل وتنتج نسلاً يتمتع بصفات جديدة.
    2. إنّ هذا التطور قديم جداً وبه وُجِدت كل أنواع الكائنات الحيّة.
    3. إنّ جميع الكائنات الحيّة يتصل بعضها ببعض بصلة قرابة).[12 ]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    فتعريف التطور لديهم، علاوة ما جاء شجرة الأحياء التي وضعها داروين،[13 ] يحتم أن يكون تدرج التطور من الصور المنحطة الدنيا للمخلوقات إلى صور أرقى وأعلى مرتبة منها بالتأكيد، أي أنّ حتمية ظهور مخلوقات أرقى بفعل التطور انحدرت من مخلوقات أدنى وأحط، وحتمية التطور تحتم انقراض في المخلوقات الدنيا والتي ظهر بديلاً لها مخلوقات أعلى وأفضل منها وأقدر على الحياة، هذا هو الأمر الواقع والحتمي كما يقول كتاب " علم الحياة لك " وكما يقول عرّاب التطور سـير جولين هكسله: (إنّ التطورية لا تترك أي مجال للخوارق، فالأرض وسكانها لم يُخلقوا كما هم، بل تكونوا بالتطور).[14]
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعيالعظام والهياكل العظمية
    _______________________

    [SIZE="2"][1] المصدر السابق، صفحه ( 107 )، نقلا عن مجلة: هابر Haper، في عدد: ديسمبر 1962.
    [2] المصدر السابق، صفحه ( 108 )، نقلاً عن مجلة: نيويورك تايمس مجازين، عدد 19/5/1961.
    [3] خلق لا تطور، صفحه ( 108 )، نقلا عن: المجلة العلمية الأمريكية.
    [4] موسوعة المورد العربية، الجزء الأول، صفحه ( 139 ).
    [5] خلق لا تطور، صفحه ( 108 )، نقلاً عن مجلة: سيانس دايجست.
    [6] المصدر السابق، صفحه ( 109 )، نقلاً عن: Biology. Ama Its Relation to Mankind.
    [7] طبيب هولندي أعلن عن اكتشافه " إنسان جاوه ".
    [8] المصدر السابق، نقلاً عن: Evolution or special creation.
    [9] المصدر السابق، صفحه ( 109 )، نقلا عن كتاب: Science Moderne.
    [10] "كتاب " ساينس مودرن Science moderne. " .
    [11] خلق لا تطور، صفحه ( 13 ) نقلا عن: جريدة " Houston Post. ".
    [12] المصدر السابق، صفحة ( 14 ) نقلا عن:World book encyclopedia.
    [13] المصدر الفصل الخامس من هذا الباب.
    [14] المصدر السابق، نقلاً عن: D.F., B.B. Vance Miller-Biology for you. [/SI
    ZE]

  5. #65
    الصورة الرمزية حاتم ناصر الشرباتي قلم مشارك
    تاريخ التسجيل : Aug 2010
    العمر : 82
    المشاركات : 229
    المواضيع : 13
    الردود : 229
    المعدل اليومي : 0.05

    افتراضي

    ..........3


    وهذا التطور الذي يؤكده هكسله جازماً، هو تطور بالمقاييس التي اعتمدها داروين وزملاءه، تلك المقاييس التي تعتمد على قاعدة البقاء للأصلح وذلك يقتضي أنَّ كل طور آتٍ هو أفضل من سابقه، فهو بالتالي يتمتع بصفات أحسن من الطّور الذي سبقه.

    وينقض تلك النظرية من أساسها بما فيها من فروض وقواعد وتعاريف ما جاء في كتاب ساينس مودرن آنفاً وما أكده عالم الأحياء مارش، فالأول يؤكد أنَّ التطور كان من الأعلى إلى الأدنى ومن الرقي إلى المنحط، والثاني يؤكد تزامن وجدود الراقي في وقت واحد مع الأقل رقياً، فبأي من نظريات هؤلاء العلماء نأخذ؟ وما من تلك النظريات نأخذ وما نذر؟.

    يؤكد الأستاذ "ايفار IVAR" نظريةٌ حول ما يسمى الإنسان البدائي وأوصافه قائلاً في كتاب "وكان الله هُناك": (لقد بدئنا نشعر بأنّ الإنسان البدائي لم يكن متوحشاً، وقد بقي علينا أن نقتنع بأنّ إنسان بليستوسين لم يكن جِلفاً ولم يكن قِرداً، ولذا فإنّ الهياكل العظمية التي أُعيد تركيبها، والتي يقال بأنها تمثل النياندرتال أو غيره من النّاس لم تمثل الحقيقة.)[ 1]

    أما ما تعرضه متاحف المدن الكبرى من رؤوس أشخاص قبيحة، جلدها أغبر بلون التراب، وذات لحى مبالغ في طولها، ذات جبهات عريضة واسعة وفك ناتئ، فالصحيح أنه لا يمكن أن يعرف بواسطة العظام أي شيء عن لون البشرة أو عن السّحنة أو لون اللحية وطولها، وذلك ما يعترف به العالم الأمريكي ستيوارت حيث يقول:
    (إنّه من المستحيل إعادة تركيب أي شيء في هذه الحالات، بل لعل من الممكن ألا تكون خلقة الإنسان القديم أقل جمالاً من خلقة إنسان اليوم)[2 ]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    لا يمكن أن يُعرف بواسطة العظام أي شيء عن لون البشرة أو السحنة أو لون اللحية وطولها



    أمّا عن اكتشاف " دكتور ليكي Dr. L. Leakey " الشهير لجمجمة إنسان في كينيا، فتقول مجلة " عالم الفكر " في عددها الرابع من المجلد الثالث، وفي صفحه (11) ما يلي: (أعلَنَ الدكتور ريتشارد ليكي مدير المتحف الوطني في كينيا في نوفمبر عام 1972، أمام الجمعية الجغرافية الوطنية في واشنطن عن اكتشاف بقايا جمجمة يرجع تاريخها إلى مليونين ونصف مليون سنة مضت، وهذه الجمجمة ترجع بذلك إلى مليون ونصف مليون عام عن أقدم أثر أمكن الحصول عليه حتى ذلك الحين، كما أنّه تم اكتشاف ساق ترجع إلى تلك الحقبة من التاريخ في جبل حجري بإحدى الصحراوات شرقي بحيرة رودولف في كينيا، ويبدو أنّ هذا الاكتشاف سوف يقلب النظريات القائمة بشأن تطور الإنسان من أسلافه المبكرين من عصور ما قبل التاريخ، فنظريات التطور الحالية وعلى رأسها نظرية داروين تذهب إلى أنَّ الإنسان تطور من مخلوق بدائي له سمات فيزيقية أقرب إلى سمات القرود العليا، وأنّ أقدم أثر للإنسان ككائن منتصب القامة يرجع إلى نحو مليون سنه فقط، في حين أنَّ الاكتشاف الجديد يدل على أنّ الكائن البشري المنتصب القامة يسير على ساقين اثنتين لم يتطور من كائن أكثر بدائية، أو أنّه انحدر من سلالة أحد تلك الآدميات المشبهة بالقردة ، وإنما عاصرها منذ نحو مليونين ونصف مليون سنة، وليس من شك في أنه لو صحَت تلك النظرية لهدمت نظرية التطور الدارويني من أساسها، ودعمت نظرية الخَلق المستقل)[ 3]

    أما بالنسبة لما يدعونه من المشـابهة الهيكلية بين الإنسان والقرود، إذ يدعون أنّ تكوينه الهيكلي يشبه تكوين فصائل السيميا[ 4] فإنّ هذا الشبه الهيكلي ليس بالضرورة برهاناً على أننا نسل من أسلاف سيميائية – القرود – وأّنَّ تلك القرود هي ذرية منحطة للإنسان. ولا يستطيع أحد أن يزعم أنّ سمك القد " Cod " قد تطور من سمك الحساس" Haddock" وإن يكـن كـلاهما يسكن المياه نفسها ويأكل الطعام نفسه، ولهما عظام تكاد تكون متشابهة. وإنما يعني وبوضوح تام عظمة الخالق الذي أحسن كل شيء خلقه ووازنه وأعطاه كل ما يلزمه في تكوينه.

    إنَّ العلم يشير إلى إبهام يد الإنسان وقدرتها على الإمساك بالعدد والأسلحة، ويعد ذلك أصلاً لتميز الإنسان، وإنَّ إبهام القرد التي لا نفع لها لهي برهان قاطع على أنّ إبهام الإنسان لا يمكن أن تكون قد جاءت من إبهام قرود السيميا التي تعيش على الأشجار، تلك الإبهام المخصصة لتلك العيشة ولهذا النوع من العيش، والحصان الذي يجري الآن على إصبع شـديدة التّخصص لا يمكنه أبداً أن يسـتعيد تلك الأصابع التي فقدها على كر الزمن - إن كان قد فقد أصابع أصلاً، وهو ما لم يحصل - على أننا لا ينبغي لنا أن نُشغلَ أنفسنا بشكل جدي أكثر من اللازم بالترهات والهرطقات والجدل العقيم والفرضيات الوهمية لما حدث لأسلافنا منذ مليوني جيل على الأقل، ومع هذا يبدوا أن البحث عن الحلقة المفقودة سوف يتضح عبثه وعدم جدواه...

    إنّ جوزة البلوط تسقط على الأرض فتحفظها قشرتها السمراء الجامدة وتتدحرج في حفرة ما من الأرض، وفي الرّبيع تستيقظ الجرثومة فتنفجر القشره ويزود الطعام من اللب الشبيه بالبيضة التي اختفت فيه الجينات، وهي تمد الجذور في الأرض وإذا بك ترى شجيرة لتنقلب بعد سنوات شجرة وارفة الظلال باسقة الأغصان، تعطي بغزارة أجود الثمار. وفي خلال مئات بل آلاف السنين قد بقي في ثمار البلوط التي لا تحصى نفس ترتيب الذرات تماماً الذي أنتج أول شجرة بلوط منذ ملايين السنين.
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    لم تحمل شجرة بلوط قط سفرجلاً أوتفاحاً أو موزاً، ولم يلد أي حوت سمكة، وحقول القمح المتماوجة هي قمح في كل حبة من حبوبها، والشعير هو الشعير، والشوفان هو الشوفان، والقانون هو القانون الذي يتحكم في التنظيم الذري "الجينات" التي تقرر قطعاً كل نوع من الحياة من البداية إلى النهاية.

    لقد قال "هيكل Heackel" (أعطني هواء ومواد كيماوية ووقتاً، وأنا أصنع الإنسان). ولكنه أغفل وحدات الوراثة "الجينات" وأغفل الحياة نفسها. لقد كان لو استطاع - ولن يستطيع ذلك أبداً – أن يجد وينظم الذرات غير المرئية ووحدات الوراثة ويمنحها الحياة!!! وحتى في هذه الحالة كانت التنيجة رياضياً بنسبة بلايين إلى واحد أنَهُ كان سيأتي بوحش لا مثيل له. ولو نجح جدلاً – ولن ينجح – لقال أنَّ الأمر لم يكن مجرد مصادفة عشوائية، ولكن ثمرة عقله الخارق!!!!)[5 ]

    يا أيُها النّاسُ قد ضُرٍبَ مَثَلٌ فاستَمعوا لّه ، إنَّ الذينَ تَدعون من دون الله لن يَخلقوا ذباباً ولو إجتمعوا لَهُ وَإن يَسلُبُهم الذباب شيئاً لا يستنفذونه منه ضعف الطالب والمطلوب[ 6]
    [IMG]=tbn:ANd9GcQukKoekm0dkEbiSNn9kOIYCj0TubCOwjcRcEwvO ky13-jM3CWi2bq2OqiRQw[/IMG]
    =============
    [1] المصدر السابق، صفحه ( 110 )، نقلاً عن: Dieu etait Dega La-Ivar Lissner.
    [2] خلق لا تطور، صفحه ( 112 ).
    [3] دورية " عالم الفكر " المجلد الثالث، العدد الرابع، صفحه ( 11 ).
    [4] فصائل السيميا Simian: فصائل الاورانجتان والغوريلا والشمبانزي.
    [5] الفقرات الخمس الأخيرة: منقولة بتصرف من كتاب "العلم يدعو للإيمان"، الفصل العاشر - وحدات الوراثة – الصفحات ( 139 – 150 ).
    [6] سورة الحج، ( 73 ).

  6. #66
    الصورة الرمزية حاتم ناصر الشرباتي قلم مشارك
    تاريخ التسجيل : Aug 2010
    العمر : 82
    المشاركات : 229
    المواضيع : 13
    الردود : 229
    المعدل اليومي : 0.05

    افتراضي

    تزويــــر الحقائـــــق


    إن من يُنكر الخَلق من دعاة التّطور لا يقبل إلا الوقائع المادية المحسوسة والملموسة والتي يستطيع إخضاعها للفحوص المادية والمعاملة المخبرية، لـذا فهم لا يؤمنون بالمغيبات لأنها فوق مستوى إدراكهم لأنهم يتعاملون مع المحسوسات المادية فقط. ونظراً لكونهم يستندون في إثبات نظرياتهم على ما تمّ إكتشافه فعلاً – أو ما سيتم اكتشافه لاحقاً – من بقايا عظام وجماجم وهياكل بشريـة، فهم يتعاملون معهابإعطائها الأشـكال التي كوّنوها في عقولهم وأودعوها في نظرياتهم، ولقد ثبت أنّهم قاموا بالتزوير والخديعة حتى فيما أكتشف في المستحاثات، لكي يثبتوا خداعاً وبطريقة التّزوير صحة نظرياتهم وإفتراضاتهم حول التطور والنشوء والتخلق. وكمثال على عمليات التزوير والخداع والتلاعب في عقول النّاس بإسم العلم المجرد النزيه، نثبت ما ورد في أحد أعداد الدورية الأمريكيه "نيويورك تايمس" لسنة (1959) : (إنَّ إنسان بكين الذي مضى عليه 500 ألف سنة قد أُعطِيَ خلقة جديدة، ليلعب دوراً رئيسياً في فيلم وثائقي صيني، وقد أعيد تركيب هذا الإنسان الذي هو إنسان ما قبل التاريخ لهذه الغاية، وّعُرِضَ الإنسان الجديد على العالم على إعتبار أنّه أشبه الناس بالإنسان القديم)[1 ]
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    نعــم، باسم العلم المجرد النزيه وحقائقه ترتكب جريمة التزوير بقصد خداع الناس... تزوير وخداع عن سابق قصد ونية في الأمور العلمية، والمقصود منه إغفال العقول عن الحقيقة باسم العلم، وإيهام الناس بصحة ودقّة وصدق نظرياتهم باسم العلم والذي هو علم مزور، وليس ما سبق هو التزوير الوحيد، بل لقد عمد علماؤهم لذلك مِراراً وتكراراًُ، وكلما افتقدوا الدليل والسّنـد. وعلى سـبيل المثال فإنه حين أعلن الطبيب الهولندي "دوبواDu bois" سنة (1981 و1982) اكتشافه إنسان جاوه الذي يُدعى "بيتكانتروب" فقد أعلنت "الموسوعة البريطانية" ما يلي: (إنَّ القطع العظمية كانت قطعة من جمجمة تشبه جمجمة قرد كبير "كيبون" وعظم فخذ أيسر وثلاثة أضراس، وقد إكتشفت هذه العظام بعيدة الواحدة عن الأخرى نحو عشرين خطوة، وأكتشفت قطعة من الفك الأيسر في مكان آخر من الجزيرة، ولكن في طبقة أرضية من العمر ذاته)[2 ]
    وقد مَرَّ معنا في موضع سابق[3 ]، رأي عالم الطبيعة مارش في كتابه "التطور أو الحلقة المفقودة" حيث يقول: (هناك مثل آخر على تزوير الأدلة في قضية دوبوا الذي بعد سنوات من إعلانه الذي أحدث ضجة، والذي قال فيه أنّه إكتشف إنسان جاوة، إعترف أنه وفي الوقت نفسه وفي المكان ذاته، وُجِدَ عظاماً تعود بلا شك ألى الإنسان الحاضر)[ 4]
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    فإلى كل من يتشدّق بالعلم وإكتشافاته الباهرة، مبرهناً بذلك على صدق نظرية مفترضة، نتوجه بالسؤال التالي : هل يمكن أن نَصِفَ العثور على تلك القطع متناثرة بعيدة أحداها عن الأخرى مسافة خمس عشر متراً، مضافاً لها قطعة وجدت على بعد بضعة كيلومترات أنّ ذلك إكتشاف علمي ودليل على إثبات صحة نظرية؟ ثمَّ هل يجوز لنا الإدعاء أنّ كل تلك القطع كانت لإنسان واحد؟؟؟.

    كانت تلك هي أمثلة بسيطة من أمثلة تزويرهم للعلم وتأويلهم له، ليكشف لنا عن كنه نظرياتهم الواهية، ومن مثل ما ورد ذكره وما سيرد لاحقاً، يتبين لنا بجلاء تام أنّ العلماء الذين نادوا بتلك النظريات لم يجدوا دليلاً أو شبه دليل على صدق مقـولاتهم، اللهم إلا التجائهم إلى العلم يزوروه ليخادعوا به أنفسهم قبل أن يخدعوا الناس في طريقة إثبات مقولاتهم، ولكن أنى لهم ذلك . وحتى تتضح الصورة أكثر، لنأخذ مثلاً آخر من الأمثلة الكثيرة المُثبِتَةُ للتزوير المُتَقَصّد من عالم التّطور غرو كلارك حيث يقول:

    ( من الخطأ الكبير أن يعتمد المرء في هذه الأمور على معطيات غير واضحة. وقضية سن الخنزير مثال علىذلك، وقصة ذلك أنه في سنة (1922) إكتشقت في نبراسكا[5] سن قيل أنه سن قرد "إنسان منقرض". وقد ثبت بعد ذلك أنّه سن خنزير بري، وليس من شك بأنّ هناك قليلاً من العلماء الذين لم يرتكبوا مثل هذه الأخطاء خلال حياتهم العلمية)[ 6]

    ربما يقال أنّ كل تلك الحوادث قد جرى إعتمادها بطريق الخطأ ولم تكن هناك نيّة مبيتة للخداع والتزوير، إذ أنّ العلماء الذين إكتشفوها وإستندوا إليها قد توهموا في إكتشافهم غير الحقيقة، وللرد على ذلك نورد واقعة أخرى تدل على النيّة المبيتة في التزوير وقلب الحقائق وخِداع النّاس، والتي لا تحمل إلا ذلك ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن تُصرَفَ إلى الخطأ وسوء التّقدير وتشابه الأمور وتعقدها، بل تُصرَفَ إلى سوء النّية المبيتة في التزوير وقلب الحقائق لخداع الناس وتوجيههم للإعتقاد الخاطئ، فقد كتبت "الموسوعة البريطانية" بمناسبة إكتشاف آخر: (لقد كان أعظم إكتشاف بعد ذلك هو إكتشاف "شارل داسون Charles Dawson" في "بلتداون Piltidown" في مقاطعة سويكس في إنجلترا بين سنتي (1911و1915)، إذ وُجِدَ الجزء الأكبر من النّصف اليساري من جمجمة إنسان، كما وُجِدَ قطعاً من النصف الأيمن من ذلك مهترئاً في بعض نواحيه، ولكن كان معه الضرس الأول والثاني في مكانهما وحفرة الضرس الثالث" ظاهرة... ويرى الخُبراء الإنجليز الآن: بأنّ الجمجمجمة والفك هما لشخص واحد هو إنسان بيلتداون )[7 ]

    ولكن هل الخبراء الإنجليز الذين إكتشفوا ذلك فأجروا البحوث وأعطوا النتائج، هل هم منصفون وصادقون في ذلك؟ وهل كان عملهم في ذلك حقاً كرجال علم يبحثون بكل تجرد ونزاهة عن الحقائق فقط؟ أم أنهم كسابقيهم إندفعوا وراء رغبة جامحة في إثبات نظرية مفترضة مسبقاً، فزوروا لهل الحقائق وخدعوا الناس بها مستغلين العلم الذي يدعونه وألقاب العلماء التي يحملوها؟.

    على كل تلك الأسئلة تجيب دورية "أخبار العلم Scines news" في عددها الصادر بتاريخ 25/02/1961: (إنّ من أعظم الأخطاء المكتشفة بالطرق العلمية هي قضية إنسان بلتداون التي اكتشفت في سويكس في إنجلترا... والذي يعتقد بعض العلماء أنه يرجع إلى نصف مليون سنة إلى الوراء، وبعد أخذٍ وَرَدٍ ثَبُتَ بأنّ هذا ألإنسان لم يكن إنساناً بدائياً قط، بل هو مجموعة من جمجمة إنسان أليوم وفك قرد، وقد مُوِهَ بواسطة بايكربونات البوتاسيوم وبملح الحديد، لإعطائه شكلاً متحجراً أقدم من حقيقته، ولم تصبغ قطع الجمجمة فقط ، بل بُرِدَت الأسنان لكي تظهر وكأنها قد ذابت من الإستعمال)[8]

    وكتبت دورية "المختار من ريدرز دايجست" في عددها الصادر في شهر تشرين الثاني سنة 1956 تقول: (إنّ جميع القطع المهمة قد مُوِهَت وزورت أيضاً، وإنَ إنسان بيلتداون كان عملية تزوير من أولها إلى آخرها، وفي خِضَم هذه الشهادات بدا أنّ جميع أبطال تمثيلية بيلتداون كانوا أبرياء ما عدى شارل داسون)[9]

    أي أنه قد جرى التّزوير المُتَقَصَد لخداع الناس عن قصد وسابق إصرار، ولم يكن ذلك نتيجة خطأ ما، ومصداقاً لذلك وتأكيداً لقناعتنا أنّ علماء التطور قد إفترضـوا نظريـات هشّة لا تمت للواقع بأي صلة ولا تقوم على أي دليل يثبـت صدقها وصحتها، وتلمسوا بعد ذلك ألأدلة الواهية التي وجدوها أو تلك التي إصطنعوها خداعاً لإثبات مقولاتهم لعرضها كحقائق علمية ثابتة وباسم العلم المجرد النزيه، في حين أنّ النّزاهة منهم براء برائة الذئب من دم إبن يعقوب، وفي ذلك تقول "مجلة العلوم الأمريكية" في عددها الصادر في شهر كانون الثاني 1965: (إنّ جميع علماء التّطور لايتورعون عن اللجوء إلى حيلة لينسجوا أدلة وهمية لإثبات ما ليس لديهم عليه من دليل)
    [10]


    اكتشاف نبراسكا نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    _____________
    [1] خلق لا تطور، صفحه ( 112 )، نقلاً عن جريدة: نيويورك تايمس، سنة 1959
    [2] المصدر السابق، نقلاً عن: الموسوعة البريطانية.
    [3] أنظر: الباب ألأول - الفصل الخامس عشر " الإنسان البدائي "، صفحة ( 132).
    [4] المصدر السابق، نقلاً عن: Evolution of special creation.
    [5] نبراسكا: إحدى ولايات " الولايات المتحدة الأمريكية " وتقع في الشمال الغربي من وسط البلاد.
    [6] خلق لا تطور، صفحه ( 112 ).
    [7] المصدر السابق ، صفحه ( 113 ) ، منقولاً عن : الموسوعة البريطانية .
    [8] المصدر السابق، نقلاً عن: مجلة ساينس نيوز – عدد 25/2/1961.
    [9] خلق لا تطور، الصفحات ( 113 – 114 )، نقلاً عن مجلة: المختار من ريدرز دايجست – عدد نوفمبر 1956.
    [10] المصدر السابق، صفحه ( 114 )، نقلاً عن: مجلة العلوم ألأمريكية – عدد يناير 1965.


    @ 7208/66/7/1042/147/3

  7. #67
    الصورة الرمزية حاتم ناصر الشرباتي قلم مشارك
    تاريخ التسجيل : Aug 2010
    العمر : 82
    المشاركات : 229
    المواضيع : 13
    الردود : 229
    المعدل اليومي : 0.05

    افتراضي

    2

    لقد جاء المقال المذكور تعقيباً على نَيْزَك[ 1] يحتوي على مواد عضوية إتخذه العلماء دليلاً على التّطورحيث قال : (إنّ فحص قطعة من هذا النيزك الذي سقط في الجنوب الغربي من فرنسا منذ أكثر من قرن من الزمن، فقد دَلّ على أنّ هذا الجسم السماوي قد مُوِّهَ بمهارة فائقة بمواد عضوية أرضية، ويبدو أنّ المزورين قد وضعوا قطع النيزك في الماء كي تلين، ثم أنهم أضافوا إليه مواد غريبة مختلفة، ثم أنهم بإستعمال الصَّمغ موهوا سطحه لكي يشبه من جديد القشرة التي تحدث بالحرارة الجوية... ومما تجدر الإشارة إليه أنَّ هذا النيزك سقط بعد خمسة أسابيع من إعلان العالم باستور Louis Pastor[2 ] دفاعه العظيم عن خلق ألإنسان والذي كانت له ضجــة كبيرة في الأوسـاطُ، حين أعلن بأن الحياة لا تأتي إلا من الخالق العظيم).[3 ] نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    يتضح مما سبق أن التزوير حاصل وموجه ومتقصّد ، وأنّ جميع أو معظم علماء التطور قد جندوا أنفسهم أو جندتهم قوى معينة مستترة خلفهم، يرأسهم شيطان عتل زنيم، وكلهم بلا إستثناء قد جُنِدوا لكي يبعدوا ألإنسـان عن الإعتقاد بأنّ لهذا الكون خالقاً أوجده من العدم، فعودة ألإنسـان إلى الإيمان بالله تعالى خالقاً ومدبراً لهذا الكون هو الذي يقض مضجعهم ويقلق بالهم، مما يدفعهم إلى تجنيد كل إمكاناتهم لمحاربة هذا ألإيمان بكل الوسائل وألأساليب الممكنة – بما في ذلك تزوير العلم وإستعماله سلاحاً في خداع الناس وتسميم معتقداتهم وأفكارهم – لإبعادهم عن أولى وأهم الحقائق وهي النّاحية الروحية في الأشياء من كونها مخلوقة لخالق أوجدها من العدم، مانعين بذلك إدراك الإنسـان لتلك الصلة وتصديقه الجازم بها.

    وهناك خدعة ثانية تقوم على تقديم معطيات ذات وجهين بشأن التطور وذلك لخداع الجهلاء، فمن ذلك أننا كثيراً ما نرى مستحاثات مرصوفة بشكل يدعوا السذج والجهلاء إلى الظن بأنّ بعضها ناشئ من البعض الآخر ومتولد عنه، في حين أنّ علماء التطور أنفسهم يعترفون بعكس ذلك، وأمثال تلك الخدع معروضه على سبيل المثال في المعرض الأمريكي للتاريخ الطبيعي بنيويورك، إلا أنّ كل تلك الخدع والمخاتلات لا تنطلي على أصحاب العقول النيّرة.
    وطريقة أخرى في الخداع تقوم على الإيحاء بأنّ الإنسان منحدر من قرد، بينما نظرياتهم الحديثة تنفي ذلك، على أنّ هذا النفي لم يمنع مؤلف كتاب "الأنسان الأول" من أن يعنون الفصل الثامن من كتابه هذا بعنوان: من ألإنسان القرد إلى ألإنسان.[4 ]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    يتضح من كل هذا أنّ تفسير علماء التطور للمستحاثات وإعادتهم تركيب أجسام أجداد الإنسان المزعومين ليست إلا مهازل علمية تقوم على أوهام وإفتراضات واهية، لا تستند إلى الحقيقة بأي سبب من ألأسباب، وأنّ سلسلة التطور تنطوي على ثغرات كثيرة زمنية وعلمية وجغرافية، وتدل المعطيات العلمية ألأكيدة إلى أنّ ألإنسان لم ينحدر من الحيوان مطلقاً ، بل أنّ الله تعالى قد شَرَّفَهُ بتكوينه على خلقة إنسانية متميزة عن باقي المخلوقات. وأن هدا الإختلاف في التركيب موجود منذ الأزل وسيبقى إلى ألأبد ما دام هناك إنسان وما ظلّت هناك حياة. وبسبب هذا الخلق المتميز للإنسان لا يستطيع التلاقح مع أي حيوان كان، بل سيبقى في نطاق جنسه تبعاً لأحكام مولده، هكذا كان... وهكذا سيظل دائماً.

    إنّ ألإنسان لم ينتقل قط من أي طور حيواني، ولم يثبت عكس ذلك لا علمياً ولا تاريخياً كما أنه لم يثبت عقلياً، إلا أنه قد مرّت حوادث أثبتها التاريخ نقلاً عن مصادر - ثبت صدقها عقلاً –[5 ] أنً الإنسان قد تحول في أحوال خاصة إلى حيوان، ولم يكن ذلك سنة من سنن الحياة ولا قاعدة من القواعد، إنما هي حوادث مسخ وعقاب للمتمردين العاصين[6 ]، وقانا الله تعالى من المسخ والعقاب.

    ويكفي أن ننقل تصريح العالم الفسيولوجي "تهمسيان T.N.Tammisian" الملحق باللجنة المركزية للطاقة النووية: (إنّ العلماء الذين يؤكدون على أنّ التطور واقع علمي هم منافقون، وأنّ ما يروونه من أحداث إنما هو من الشعوذات التي إبتدعت، ولا تحتوي على نقطة واحدة من الحقيقة) واصفاً نظرية التطور أنها: خليطٌ من الأحاجي وشعوذة الأرقام.[7 ]

    أما " كلوتز J.W.Klotz " رئيس العلوم في إحدى الجامعات الأمريكية فيقول : (إنّ الإعتقاد بالتطور يحتاج إلى كثير من السـذاجة.)[8 ]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    لم تحمل شجرة بلوط قط سفرجلاً أو تفاحاً أو موزاً ، ولم يلد أي حوت سمكة ... والإنسان لم ينتقل قط من أي طور حيواني .... ولا يستطيع التلاقح مع أي
    حيوان كان ... بل سيظل في نطاق جنسه تبعاً لأحكام مولده ......
    هكذا كان وهكذا سيظل أبداً ما دام هناك إنسان وما ظل هناك حياة : قانون وقواعد ونواميـس يتم بموجبها كل خلق وكل نشـــوء كان .....[9 ]
    _________________

    [1] النيزك: ( ج ) نيازك: كلمة فارسية معربة ومعناها الرّمح الصغير = تصغير رمح. – لسان العرب - النيزك: جرم سماوي يسبح في الفضاء فإذا دخل في جو الأرض احترق وظهر كأنه شهاب متساقط. – المعجم الوسيط -
    [2] باستور، Lois Pastur.، مؤسس علم الميكروبات (1822– 1859)، أستاذ الطبيعة بمدرسة الليسسيه في كلية ويجون عام (1848)، أستاذ الكيمياء بجامعة ستاسبورج عام (1849)، عميد كلية العلوم في مدينة "ليل" عام (1854). راجع تصريحه عن الخلق في الفصل الرابع من هذا الباب، صفحه (195) انظر أيضاً: الباب الأول، الفصل الثاني، صفحة (21).
    [3] المصدر السابق، نقلا عن: American Since Magazine: January 1965. :
    [4] خلق لا تطور، صفحه ( 114 ).
    [5] القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف.
    [6] أنظر بحث: من هو الأصلح للبقاء؟، الباب الرابع، الفصل الثامن.
    [7] المصدر السابق، صفحه ( 19 ).
    [8] المصدر السابق، صفحه ( 20 ).
    [9] الصورة منقولة من كتاب "خلق لا تطور" صفحه ( 136 ).

    @7294/67/7/147/150/2

  8. #68
    الصورة الرمزية عبير عيسى غزلان قلم منتسب
    تاريخ التسجيل : Jul 2010
    المشاركات : 83
    المواضيع : 7
    الردود : 83
    المعدل اليومي : 0.02

    افتراضي

    تساؤلات كثيرة أستاذي الكريم حول تحديد العصر الجيولوجي التي تواجدت فيه تلك المخلوقات -مع علمنا بأفعال الزلازل وانشقاقات الأرض التي يمكنها ابتلاع الكثير من المخلوقات والتغيرات التي طرأت على توزيع اليابسة
    أيضاً تساؤلات حول تحديد عمر البقايا التي يكتشفونها -فهل تحتفظ التربة بالبقايا ذات الطبيعة المختلفة، بنفس الدرجة؟ مع أن التوالد والتغير في عالم الحيوان لايقارن بالإنسان.. الشمبانزي مثلاً يعيش بين "ثلاثين لأربعين" سنة، وغيره من القردة يتوالدون ويعيشون "بسرعة تزيد عن حياة الإنسان" مما يعني اختلاف سرعة التغير لطبيعة هذا المسخ وتعدد أنواعه ! ، ..
    كما أن طبيعة العظم مع الوقت،تتأثر بطبيعة غذاء الحيوان وبيئته، فالحيوانات المائية التي عظمها غضروفي (سريع التغير والنمو) حددلها العلماء عمر يقارب الخمسمئة مليون عام! . وما نعرفه عن العظام الغضروفية هو قوتها ومرونتها و سرعة نموها ..كحالة النسيج الغضروفي في عظام الطفل يبدأ أغلبه بالتحول لعظام فيتباطئ النمو وتبقى المفاصل فقط غضروفية ،،

    فهل يمكن تحديد عمر جميع أنواع العظام بذات الطريقة ؟ وهل تحفظ التربة مختلف المواد العظمية بذات الدرجة في زمن معين ؟ ...
    ثم ألا يوحي وجه القرد ومايبديه أحياناً من أفعال خسيسة ( كتبوله في فمه) بأنه مسخ ؟!
    ( ولقد علمتم الذين اعتدوا منكم في السبت فقلنا لهم كونوا قردةً خاسئين )
    ( فلما عتوا عن ما نُهوا عنه قلنا لهم كونوا قردةً خاسئين )

    هذه مجرد تساؤلات مبعثرة ، والحقيقة التي نسلم بها هي قصور العلم المادي التجريبي وكونه مُسيّس لمصالح مادية أكثر من كونه يتوجه للفكرالإنساني

    جزيل الشكر .

  9. #69
    الصورة الرمزية حاتم ناصر الشرباتي قلم مشارك
    تاريخ التسجيل : Aug 2010
    العمر : 82
    المشاركات : 229
    المواضيع : 13
    الردود : 229
    المعدل اليومي : 0.05

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبير عيسى غزلان مشاهدة المشاركة
    تساؤلات كثيرة أستاذي الكريم حول تحديد العصر الجيولوجي التي تواجدت فيه تلك المخلوقات -مع علمنا بأفعال الزلازل وانشقاقات الأرض التي يمكنها ابتلاع الكثير من المخلوقات والتغيرات التي طرأت على توزيع اليابسة
    أيضاً تساؤلات حول تحديد عمر البقايا التي يكتشفونها -فهل تحتفظ التربة بالبقايا ذات الطبيعة المختلفة، بنفس الدرجة؟ مع أن التوالد والتغير في عالم الحيوان لايقارن بالإنسان.. الشمبانزي مثلاً يعيش بين "ثلاثين لأربعين" سنة، وغيره من القردة يتوالدون ويعيشون "بسرعة تزيد عن حياة الإنسان" مما يعني اختلاف سرعة التغير لطبيعة هذا المسخ وتعدد أنواعه ! ، ..
    كما أن طبيعة العظم مع الوقت،تتأثر بطبيعة غذاء الحيوان وبيئته، فالحيوانات المائية التي عظمها غضروفي (سريع التغير والنمو) حددلها العلماء عمر يقارب الخمسمئة مليون عام! . وما نعرفه عن العظام الغضروفية هو قوتها ومرونتها و سرعة نموها ..كحالة النسيج الغضروفي في عظام الطفل يبدأ أغلبه بالتحول لعظام فيتباطئ النمو وتبقى المفاصل فقط غضروفية ،،

    فهل يمكن تحديد عمر جميع أنواع العظام بذات الطريقة ؟ وهل تحفظ التربة مختلف المواد العظمية بذات الدرجة في زمن معين ؟ ...
    ثم ألا يوحي وجه القرد ومايبديه أحياناً من أفعال خسيسة ( كتبوله في فمه) بأنه مسخ ؟!
    ( ولقد علمتم الذين اعتدوا منكم في السبت فقلنا لهم كونوا قردةً خاسئين )
    ( فلما عتوا عن ما نُهوا عنه قلنا لهم كونوا قردةً خاسئين )

    هذه مجرد تساؤلات مبعثرة ، والحقيقة التي نسلم بها هي قصور العلم المادي التجريبي وكونه مُسيّس لمصالح مادية أكثر من كونه يتوجه للفكرالإنساني

    جزيل الشكر .
    أخي الفاضل

    لقد خلق الله المخلوقات جميعها مرّة واحدة على صورتها الحالية.
    بالنسبة للانسان فأول الخلق هو آدم عليه السلام وهو أبو البشر كل البشر
    نحن ننقل ما اخترعه شيطان هؤلاء من ترهات وأكاذيب وسنقوم بنقضها لاحقا فلا تتعجل الأمور
    سلام عليك

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  10. #70
    الصورة الرمزية حاتم ناصر الشرباتي قلم مشارك
    تاريخ التسجيل : Aug 2010
    العمر : 82
    المشاركات : 229
    المواضيع : 13
    الردود : 229
    المعدل اليومي : 0.05

    افتراضي

    الأعضــاء البدائيــة والإنتخــاب الطبيعـي

    من المبررات التي يسوقها علماء التطور للإستشهاد بها على تطور ألإنسان: تعللهم بوجود ما يسمونه "الأعضاء القردية = الأعضاء الأثرية = الأعضاء البدائية ، Vestigial organs"، ومن ذلك ما يعتبرونه بقايا أعضاء كانت مفيدة فيما مضى من ألأطوار، وأصبحت فيما بعد مع تطور الإنسان أعضاء زائدة لا نفع لها ولا فائدة منها، مثل الغدّة الصقرية، وقد إعتمدوا كثيراً في إثبات نظرياتهم على تلك النّظرية.

    (والأعضاء البدائية أو ألأثرية Vestigial organs هي عبارة عن أعضاء قزمة لا فائدة لها عادة توجد في عدد من الحيوانات "وأحياناً النباتات" أقاربها relatives، تحتوي على هذه ألأعضاء في صورة كاملة وتؤدي وظيفة ما، وتمثل هذه ألأعضاء دليلاً مقنعاً على حدوث التطور مستنبطاً من علم التّشريح المقارن، إذ لا يمكن تفسير وجودها إلا بأنها جزء من تصميم عام كان موجوداً في ألأسلاف ولم يختف تماماً بالرغم من أنها أصبحت عديمة الفائدة، ولقد قدّم العالِم ألألماني "فيدرشايم Weiderscheim" قائمة تحتوي على حوالي مائة عضو أثري توجد في الإنسان سنذكر بعضها هنا بايجاز، وخير مثال هو: الزائدة الدوديةVermiform appendix التي لا تقوم بأي وظيفـة في ألإنسان فضلاً عن أنها تمرضهُ إذا إلتَهَبَت، وكذا يمكن إعتبار ضروس العقل Wisdom teeth في ألإنسان أعضاء أثرية لا فائدة منها لأنها لا تستعمل في تفتيت الطعام لصغر حجمها، أما في الرّئيسيات ألأخرى مثل القردة فإنّ ضروس العقل تكون قوية ومفيدة مثل بقية الأسنان. وهناك أنواع قليلة من ألخنافس Bettles لها جناحان ضامران لا يقدران على الطيران ولا فائدة لهما)[1 ]

    (ويؤمن عالم التّطور الأمريكي المعاصـر "سيمبسون Simpson" أنّ بعض الأعضاء الأثرية التي تفقد وظيفتها الأصليّة قد يحدث فيها تخصيص لأداء وظيفة أخرى . فمثلاً نجد أنّ جناح طائر ألبطريق Penguin ضامر إلى حد كبير بحيث لا يسمح للطيران ولكنه أصبح مجدافاً كفوءاً للسّباحة، وكذلك جناح النعامة Ostirish" فهو صغير للغاية ولكنه يستعمله كعضو للتوازن خصوصاً حينما يغير الطائر إتجاهه وهو يجري بسرعة)[2 ]

    وقد جاء في دورية "المختار من ريدرز دايجست" عدد شهر ديسمبر 1966 ما يلي: (منذ عشرين قرن على الأقل، والأطباء يتسائلون عن عمل عضو صغير بلون رمادي موجود في أسفل العنق وراء عظم القص ويسمى الغدة الصقرية، وقد إتفق العلماء الحديثون على أنهُ عضو زائد لا فائدة منه بعد أن فقد عمله ألأساسي، غير أنً ألأبحاث الحديثة التي قام بها علماء أمريكيون وإنجليز وأستراليون وسويديون قد كشف سِرّ هذه الغدة، وظٌنّ أنها ألغدّة الرئيسية التي تنظم عمليات الحضانة من ألأمراض المُعدية... فهل هذه الغدّة هي وحدها هي التي تتولى حمايتنا؟ كـــلا، بل لقد ثبت بنتيجة التجارب الحديثة ألتي أجراها الباحثـون بأنّ الزائـدة واللوزتين والنباتات الغذائيـة يمكن أن تلعب دوراً مشـابهاً في الحضانه).[ 3]


    وفي نفس الموضوع كتبت "الموسوعة البريطانية" تنفي فكرة عدم ضرورة ونفع بعض ألأعضاء قائلة: (إننا نعرف ألآن عدداً من ألأعضاء كانت تسمى بدائية، بينما هي تقوم بأعمال ذات شأن) .ونخلص من ذلك أنه لا يوجد لنا أي مبرر للإدعاء أو وصف عضو ما بأنَهُ بدائي لا فائدة منه وذلك لمجرد أنّ عقلنا الناقص والعاجز والمحتاج إلى معلومات قد قَصّرَ أو جهل عن فهم ذلك العضو ووظيفته، أو إدراك حقيقة حكمة الله الخالق في خلقه، أو حتى لأنه في نظرنا لا يعمل بالصورة التي يريد له عقلنا المحدود أن يعمل.

    والملاحظ لدى ألأطباء أنّ هناك حالات مَرَضية كثيرة تصيب الحَلق أكثر من حالات مرض الزائدة، ومع ذلك فلا أحد يصف الحلق بأنّه بدائي، في حين أنهم وصفوا ذلك الجزء من ألأمعاء بانه بدائي ولا لزوم له حين سموه "الزائدة vermiform appendex" أضف إلى ذلك أنّه يجب على أصحاب نظرية التّحول والانتقال أن يثبتوا بأنّ ظهور أعضاء جديدة في جسم ألإنسان هي أكثر نفعاً له، لأنّ ضمور ألأعضاء لا يثبت التّطور بل على العكس يوحي بأنّ الإنسان قد إنحطَ وتَراجع ولم يتطور إلى ما هو أصلح كما يزعمون.[ 4]

    إنّ البحث في ألأعضاء البدائية يقودنا إلى أهم أبحاث "أصل ألأنواع" لدى من قال بالتطور وهو بحث "الإصطفـاء الطبيعي" أو "الانتخاب الطبيعي" والذي ينبع من قاعدة "البقاء للأصلح" التي بُني بموجبها بحث "الأعضاء البدائية"، وهذا هو موضوع الفصل الرابع من كتاب داروين "أصل الأنواع"[5 ] حيث يقول داروين: (ولدينا من الأسباب ما يسوقنا إلى الإيمان بأنّ تغير حالات الحياة التي أدلينا بها في الفصل الأول[6 ] تزيد من قابلية الاستعداد للتّحول في الأنواع، بمثل ما تزيدها تأثير السنين التي ذكرتها في ألأسطر السابقة من تغاير الحالات المحيطة في الكائنات، إذ تساعد الانتخاب الطبيعي على إبراز آثاره، وتهئ للأنواع جٌمَّ الفُرَص للسيادة بما تحْدِثه من التّحولات المفيدة، ولو لم تظهر تلك التحولات لما كان للإنتحاب الطبيعي أثر ما...[ 7] وقد نستطيع أن نقول على سبيل المجاز: أنّ الإنتخاب الطبيعي قوة دائبة الفعل كل يوم، بل كل ساعة في إستجماع التّحولات العرضية في العالَم العضوي كافة، نافية كل كان مُضِراً، مبقية على كل ما كان منها مفيداً صالحاً، تعمل في همودها وسكونها عملها الدائم، ما سمحت الفرص في كل زمان ومكان، لتهذيب كل كائن من الكائنات بما يلائم طبيعة حالات الحياة المحيطة به، ما اتصل منها بالموجودات العضوية وما اتصل بغير العضوية، غير أننا لا نلاحظ شيئاً من التّرقي المنبعث عن التحول البطئ، حتى يظهر لنا من الزمان ما استدبر من الدهور في سبيل إبرازه، على أننا لا نعلم شيئاً سوى أنّ صور الحياة في هذا العصر تغاير صور الزمان الماضي، ذلك ناشئ عن النقص والتخلخل الواقع في مواد النظر المستجمعة من البحث في أطوار تكون الطبقات الجيولوجية التي عفت آثارها ودرست رسومها منذ أزمان موغلة في القدم).[8]

    __________
    [1 ] دورية "عالم الفكر"، المجلد الثالث، العدد الرابع، صفحه (19). في مقال للدكتور علم الدين كمال بعنوان (تطور الكائنات الحية).
    [ 2] المصدر السابق، صفحه (20).
    [ 3] خلق لا تطور، صفحه (116)، نقلا عن: المختار من ريدرز دايجست، طباعة مصر، عدد شهر ديسمبر عام 1966.
    [4] إنّ هذا البحث منقول بتصرف من كتاب "خلق لا تطور" للدكتور إحسان حقي، الصفحات (110–116).
    [5] المرجع، الفصل الرابع، الصفحات ( 213 – 218 ).
    [6] المرجع الفصل الأول " التحول بالايلاف " صفحه ( 123 – 166 ).
    [7] المرجع ، صفحه ( 216 ) .
    [8] المرجع، صفحه ( 218 ).



    #8313/70/7/151/154/2

صفحة 7 من 12 الأولىالأولى 123456789101112 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. بدء الخلق بين الكتاب المقدس والقرآن الكريم
    بواسطة مراد مصلح نصار في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 13-01-2017, 01:57 AM
  2. من فلسفات التأويل إلى نظريات القراءة
    بواسطة عمار زعبل الزريقي في المنتدى النَّقْدُ الأَدَبِي وَالدِّرَاسَاتُ النَّقْدِيَّةُ
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 21-05-2011, 09:52 PM
  3. نظريات التعليم
    بواسطة بابيه أمال في المنتدى المَكْتَبَةُ العِلمِيَّةُ
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 13-02-2011, 12:20 AM
  4. نظريات التحفيز
    بواسطة عبدالصمد حسن زيبار في المنتدى الحِوَارُ المَعْرِفِي
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 25-05-2008, 12:01 PM
  5. نظريات نفسية في تفسير نمو الجريمة...
    بواسطة نورية العبيدي في المنتدى عِلْمُ النَّفْسِ
    مشاركات: 11
    آخر مشاركة: 10-01-2006, 08:36 PM