أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 8 من 8

الموضوع: من ذكريات العشق و الهوى

  1. #1
    الصورة الرمزية عبد الله راتب نفاخ أديب
    تاريخ التسجيل : Jun 2010
    الدولة : دمشق - سورية
    العمر : 38
    المشاركات : 1,624
    المواضيع : 234
    الردود : 1624
    المعدل اليومي : 0.32

    افتراضي من ذكريات العشق و الهوى

    من ذكريات العشق و الهوى


    الحب ......كلمة قد تكون من أقل الكلمات عدد حروف ..لكنَ فيما بين هذين الحرفين مسافة تسع الوجود و ما حوى ، فلا تكاد فضيلة على هذه الأرض تنسب إلا إلى هذا الشعور بمعناها العظيم الدافق ، الذي لا يكاد تدع شيئاً في هذه الأرض إلا وهي ضاربة فيه بسهم خيراً كان أم شراً .
    و شعلة الحب المقدسة هي تلك التي تنصب في قلوب البشر فتقلب أحوالهم رأساً على عقب ، و ترفع الإنسان رجلاً كان أم امرأة على مدارج غريبة تصل السماء بالأرض ، وتغير حياته لتجعل بها شفقاً غروبياً يخلق في الدنيا مشاعر كونية تمزج البشر ببعضهم في حالة إنسانية غريبة ، فترد الجميع إلى سر أرواحهم المستقر في أعماقهم ،فكما يلد الفجر في قلوب البشر تجديداً يحيل كل شيء جميلاً غناء ، كذلك يصنع الحب إذ يبدل الناس حتى ما يكاد يعرفهم من كان يراهم قبل الحب من بعدما أحبوا .
    والحب الذي عرفته يوماً بل أياماً كان منه قصة صبغت حياتي بألوانها لواذ ثلاث سنوات ، فما كنت أنام و لا أصحو إلا على ما تحمل الأيام من أحداثها و تصاريفها العجيبة .
    جمعتني و إياها مقاعد الجامعة منذ السنة الأولى ،و ما كان بيننا كلام و إن كان كل منا يعرف الآخر كزملاء الجامعة كلهم ،
    ولم يلفت نظري إليها شيء يوماً حتى جمعتنا الأقدار مطلع السنة الثالثة فصرنا صديقين ، و بدأت صداقتنا ككل الصداقات
    سطحية أول الأمر ثم أخذت تكبر شيئاً فشيئاً ، كنبتة يحيطها راويها بسقياه و عنايته يوماً فيوماً .
    و هكذا بدأ طيف الحب بالحياة و النمو داخلي ،و كانت هي على جمال و مكانة عاليين ، و يميزها من غيرها ممن عرفت من الفتيات طيبة عجيبة ، و براءة نادرة في بنات جيلها ، وهي إلى ذلك لطيفة بالغة اللطف ، و لبقة غاية اللباقة ، يصعب على شاب عرفها ألا يتحرك شيء في عواطفه تجاهها .
    و لما عزمت على مصارحتها بما يكنه قلبي لها ، فجأني أنها على حب يربطها بقريب لها ، فصرت من صدمتي كأنني واقف على شفا جرف هار أكاد أهوي فيه ، و صار رأسي كمرجل يغلي ، ثم بدأ الدم يتنزل منه على جسمي كله كحمم النار ، و فقدت الإبصار لحظات فلم يعد حولي إلا الظلام ، و غبت عن الوعي دون أن أغيب ، و ذلك أشد مرارة و أقسى .
    بعدئذ ... أخفيت حبي لها تحت معطف كسوته علاقتنا أسميته " الصداقة الأخوية " لكنَ تحته بحر حب يموج هادراً تارة ، و يسكن كما الطفل النائم في مهده طوراً ،حاولت كتمانه كثيراً لئلا تخشاه فتفسد علاقتنا التي كانت تنعم على روحي بقطرات مطر تمنحها الحياة وسط شظف الألم و صحاري العذاب التي كنت أعيشها ، بيد أن حجب الستر كانت تتفتق كثيراً عن أشعة تطل منها عبارات حب و نظرات عشق لا بد أنها أدركت معناها مرات فتجاهلته لئلا يحصل ما لا تريد .
    لكنَ حجاب الكتمان تبدد ، و معطف الستر تمزق ، في لحظة قررت قطع حبل الود بيننا فيها ، فأوقعتني صريع الألم ، و ما عاد شيء فيَ سليماً معافى ،بل تكسرت سعادتي على نصال الراق ، و تحطمت أشتات آمالي على بساط قسوتها المفاجئة ، و غدوت ذرة سابحة في الفراغ لا هدف لها و لا طريق .و لبثت على حالي تلك أشهراً أشكو فيها أساي لغيري حتى ملوني و ملوا قصتي ، إلى أن انفرجت ظلال الأسى عن قبس سعادة اتسع حتى شمل قلبي كله ، فأحياني من بعد موت دونه كل موت ، و حملني على بساط مجنح إلى جنة كل ما فيها رقة و هناء و سحر ، بعدما كنت كالضائع في بئر مهجور سقط به من عشرات السنين .
    لكنَ القدر لم يشأ ان يترك فيَ بثرة من ألم احتبست في صدري من فعلها ، إذ عادت بعد أشهر لتعتذر عن فعلتها و ما أجرمته بحقي ، فجددت جدول الحب في نفسي بعدما هجره ماؤه ، و سكنته حشائش اليأس و أتربة الضياع .
    لقد أحببتها .... و لست أنكر .... و ملأني حبها حتى طغى على قلبي فأذابه ، و جعل على عقلي غشاوة تمنع عنه أي تفكير بغير شأنها ، لكنَ كل ما أحاطني و أحاطها جعلنا من جديد نفترق ، حتى صرنا لا نلتقي ، بل لا يمكن ان نلتقي يوماً كعمودين من أعمدة المعابد القديمة ، قد يقتربان من بعضهما كثيراً ، لكنهما أبداً لا يلتقيان .
    أقول اليوم لها وداعاً ... وداعاً يا من أحببتها فغلبني حبها على نفسي ، وداعاً يا من عذبتني و أرقتني و سلبتني كل شعور إلا حبها و الخوف عليها .... و كل تفكير إلا بها ... وداعاًَ يا من كنت كل شيء في حياتي يوماً .... وداعاً .....يا من كنت أغلى حبيبة..... و أغلى أخت......و أغلى صديقة ... و بت اليوم أغلى ذكرى لا تمحوها السنون من قلب و عقل صبغا بلونك أمداً طويلاً...
    وداعاً...
    وداعاً....
    وداعاً.......
    الأدب شريعة ربانية لا يصلح لها إلا المصطفون من أرباب القلوب

  2. #2
    أديبة
    تاريخ التسجيل : Jan 2006
    المشاركات : 6,061
    المواضيع : 182
    الردود : 6061
    المعدل اليومي : 0.91

    افتراضي

    هكذا بدأ طيف الحب بالحياة و النمو داخلي ،و كانت هي على جمال و مكانة عاليين ، و يميزها من غيرها ممن عرفت من الفتيات طيبة عجيبة ، و براءة نادرة في بنات جيلها ، وهي إلى ذلك لطيفة بالغة اللطف ، و لبقة غاية اللباقة ، يصعب على شاب عرفها ألا يتحرك شيء في عواطفه تجاهها .السلام علكم طبعا ستراها على هذة الصورة وأكثر !!أليس الحب ومرآته العجيبة قصة حب جميلة وراقية ,,سردها قلمك الذي كان مداده المشاعر الحقيقية أشكرك أخي على هذا الإحساس الراقي ,,وهذا الجمال في الطرح والسردماسة

  3. #3
    الصورة الرمزية عبد الله راتب نفاخ أديب
    تاريخ التسجيل : Jun 2010
    الدولة : دمشق - سورية
    العمر : 38
    المشاركات : 1,624
    المواضيع : 234
    الردود : 1624
    المعدل اليومي : 0.32

    افتراضي



    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فاطمه عبد القادر مشاهدة المشاركة
    هكذا بدأ طيف الحب بالحياة و النمو داخلي ،و كانت هي على جمال و مكانة عاليين ، و يميزها من غيرها ممن عرفت من الفتيات طيبة عجيبة ، و براءة نادرة في بنات جيلها ، وهي إلى ذلك لطيفة بالغة اللطف ، و لبقة غاية اللباقة ، يصعب على شاب عرفها ألا يتحرك شيء في عواطفه تجاهها .السلام علكم طبعا ستراها على هذة الصورة وأكثر !!أليس الحب ومرآته العجيبة قصة حب جميلة وراقية ,,سردها قلمك الذي كان مداده المشاعر الحقيقية أشكرك أخي على هذا الإحساس الراقي ,,وهذا الجمال في الطرح والسردماسة
    بارك الله بك أختي العزيزة فاطمة
    لك كل الشكر لمرورك العطر
    و تعليقك الذي تطيب به النفس
    لك التحايا
    دمت بخير

  4. #4
    الصورة الرمزية سامي عبد الكريم قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : Jul 2010
    الدولة : بينكم
    المشاركات : 407
    المواضيع : 8
    الردود : 407
    المعدل اليومي : 0.08

    افتراضي

    جميل وصفك للحبيبة أخي
    والأجمل كان وصفك للحب
    كأني أسمع أنفاسك وأنت تصف خيبتك
    وأحس بألمك وانت تتلقى الصدمة

    مبدع أنت
    بوركت

  5. #5
    شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jan 2010
    الدولة : على أرض العروبة
    المشاركات : 34,923
    المواضيع : 293
    الردود : 34923
    المعدل اليومي : 6.71

    افتراضي

    مدهش غوصك في أعماق تناقضات الشعور
    وملفت توظيفك للصورة وتطويعك للحرف في موهبة بيّنة ونص كان أقرب للقصة لولا مقدمته المباشرة الطويلة.

    أعجبني تكاتف أعمدة المعبد في الحمل يوحدها ويستحيل معه التقاءها
    وعزفك الماتع على خلجات نفسه وهو يعشق ويهجر ويدعى ويحرم

    ويظل لحرفك القه
    دمت مبدعا
    تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

  6. #6
    قلم مشارك
    تاريخ التسجيل : Oct 2007
    العمر : 37
    المشاركات : 117
    المواضيع : 7
    الردود : 117
    المعدل اليومي : 0.02

    افتراضي

    عندما يقرأ القلب هذا الوصف يتوارى خجلاً من الألم الذي يحمله

    دمت بخير أخي الكريم

  7. #7
    الصورة الرمزية عبد الله راتب نفاخ أديب
    تاريخ التسجيل : Jun 2010
    الدولة : دمشق - سورية
    العمر : 38
    المشاركات : 1,624
    المواضيع : 234
    الردود : 1624
    المعدل اليومي : 0.32

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سامي عبد الكريم مشاهدة المشاركة
    جميل وصفك للحبيبة أخي
    والأجمل كان وصفك للحب
    كأني أسمع أنفاسك وأنت تصف خيبتك
    وأحس بألمك وانت تتلقى الصدمة

    مبدع أنت
    بوركت
    ذاك جمال قراءتك و رؤيتك أستاذي
    و ذاك إحساس من ذاق الألم حقاً مسكوباً على الورق
    بارك ربي بكم و سلمكم
    دمتم بخير


  8. #8
    الصورة الرمزية مازن لبابيدي شاعر
    هيئة تحرير المجلة

    تاريخ التسجيل : Mar 2008
    الدولة : أبو ظبي
    العمر : 64
    المشاركات : 8,888
    المواضيع : 157
    الردود : 8888
    المعدل اليومي : 1.51

    افتراضي

    أخي المبدع الرائع عبدالله
    لجمال ما وصفت من مشاعر الحب فعل السحر في الأنفس
    تمتلك أخي عبدالله نفسا طويلا وعاطفة متدفقة بحق لدرجة التمرد على كاتبها ، كما تتمتع بخيال أدبي وجمالي متميز ، وإني إذ أقول هذا فإني أرى من وجهة نظر خاصة
    أستشفها من مجموع قراءاتي لك أن عليك واجبا ملزما بالاعتناء والتبحر في علوم اللغة والبلاغة التي من شأنها الارتقاء السريع بأسلوبك الذي لا يعدم الخامة.
    علمتني هذه القصة أن الحب هو بطانة كل خير في الوجود ، ومن حبي لك وإعجابي بفنك وأدبك سمحت لنفسي بإسداء هذه النصيحة .
    لك التحية وبالغ التقدير .
    يا شام إني والأقدار مبرمة /// ما لي سواك قبيل الموت منقلب

المواضيع المتشابهه

  1. مٍن ذٍكريات الطّفولة
    بواسطة نعيمة سوالم في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 12
    آخر مشاركة: 01-03-2016, 05:34 PM
  2. دَعِ التماسَ الهوى مِنْ ظبيـة الآسِِ !!!! (غزل)
    بواسطة عبده فايز الزبيدي في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 11
    آخر مشاركة: 15-03-2009, 08:34 AM
  3. فحلو الهوى حلو و مر الهوى أحلى..
    بواسطة محمد الأمين سعيدي في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 23
    آخر مشاركة: 27-03-2007, 12:21 AM
  4. وأنت َ تنحت ُ الهوى على الهوى
    بواسطة مجذوب العيد المشراوي في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 14
    آخر مشاركة: 14-12-2006, 08:59 PM
  5. مَن قتل مَن ؟
    بواسطة سعيد أبو نعسة في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 19
    آخر مشاركة: 01-12-2006, 09:20 PM