الرِّياح ,,,
مثلما هي أنفاسُ البحورِ والغابات !!
ومثلما هي أنفاسُ الزهورِ والأشجار,, ورجعُ أصداءِ الآهات !!
فهي أيضاً أنفاسُك!!
ودائما,, تحبُّ أن تلاعبَك,, أو تلعبُ بك ,,,كما تلاعبُ الأمواج ,أو تلعبُ بها أحياناً,, فتثيرُ جنونَها .
لذا
فعندما تريدُ الرياحُ أن تلعبَ معك,,فلا بأسَ عليك لوأمسكتَ يدَها, ورافقتَها في جولاتِها,, فوقَ القمم ,,أو في بطونِ الوديان,, أو في الغاباتِ المطيرة, أو حتى الشوارع.
وعندما تغيّرُ رياحُ الحياةِ مزاجَها ,,فلا تغضب ,,ولا تخاف ,هذا طبعُها,,
وأياك أن تسِلَّ سيفُكَ وتقفُ بوجهِ الرِّيح مبارزاً,,
فهي قادرةٌ أن تحملكَ كالعصفور, وتطيرُ بكَ مقهقهةً ساخرة !!
وتظلُّ الرِّياحُ جدّاً رحيمةً,,, إنْ أسقطتك َ على قمةِ أحدِ الجبالِ الشاهقة,, وتركتكَ وحيداً فزعاً مرتجفاً,
بل انتظرها لتهدأ وتستكين,, وتفرغُ شُحنة َغضبِها بالفلاة.
بالتَّروِّي ,,,تقبضُ من جديد ,على قرون الرِّيح الغاضبة
فالرِّياح,, ليست عدوّاً على أية حال
أحاولُ جاهدةً ,,,أن لا يبقى من الطعام ِالذي أعدُّه أيُّ شيء
ولكن ,,,عندما أضطرُّ أن أرمي البقايا ,,يصيبُني نوعٌ منَ الحزنِ والكآبة /على أولئك الذين يتضوَّرون جوعاً في البلادِ الفقيرة !!,,ويتمنُّون مثلَ هذة البقايا ولا يَجِدُون !!!!
لذا
فأنا أحمدُ الله, وأشكرُ الطبيعة ,,للأنَّها تستقلبُ هذه البقايا إلى قلبها الحنون,, وتعيدُ إنتاجَه من جديد,, ليعود للبشرية ثمراتٌ طازجات, ورطبٌ شهية ,,,,
الطبيعةُ لا تهدرُ شيئاً للعبث !
تظلُّ الأرض أحنّ علينا من أنفسنا !!
نحن نطعمُ الأرضَ بقايانا ونفاياتنا
وهي تطعمُنا الطيبات
تظلُّ الأرض أحنّ علينا من أنفسِنا!!
كم أتمنىّ أن أشقَّ صدري ,,!
وألمْلمَ كلَّ أحبائي وأدخلُهم فيه.
ثمَّ أغلقُ عليهِم بإحكام !!!
ليعيشوا في داخِلي آمنينَ مطمئنِّين ,,,,سعداءَ فرحِين
ولكنَّ أحبائي ,,,
وكلَّما أحسَّوا رغبتي
يرفضونَ ذلك
شاكرين ,,
ضاحكين ,,
قائلينَ في سرِّهم
تريدُ سجْنَنا لتطمئِنَّ هي
(وهذه الحقيقة )!!
ماسة