يا راكبًا إنَّ الأثيل
من عيون قصائد الرثاء في شعرنا العربي الأصيل
قال ابن إسحاق : وقالت "قتيلة بنت الحارث" أخت "النضر بن الحارث" تبكيه :
يا راكبًا إنَّ الأثيلَ مظنةٌ
من صبح خامسةٍ وأنت موفقُ
أبلغ بها مَيْتًا بأنَّ تحيةً
ما إن تزال بها النجائبُ تخفقُ
مني إليك وعبرة مسفوحةٌ
جادت بواكفها وأخرى تخنقُ
هل يسمعنّي "النضرُ" إن ناديتُهُ
أم كيف يسمع ميتٌ لا ينطقُ
أ"محمد" يا خيرَ ضنء كريمةٍ
في قومها والفحلُ فحلٌ معرِقُ
ما كان ضرَّكَ لو مننت وربما
منَّ الفتى وهو المغيظُ المحنقُ
أو كنت قابل فدية فلينفقن
بأعزّ ما يغلو به ما ينفقُ
فالنضر أقرب من أسرت قرابةً
وأحقهم إن كان عتقٌ يعتقُ
ظلت سيوفُ بني أبيه تنوشه
لله أرحامٌ هناك تشقّقُ
صبرًا يقاد إلى المنيّة متعبًا
رسف المقيّد وهو عان موثقُ
قال ابن هشام : فيقال والله أعلم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما بلغه هذا الشعر قال لو بلغني هذا قبل قتله لمننت عليه