|
لاهٍ عن الموتِ ..مجَّ الكونَ منطرحا |
ما هــالهُ اليـــأسُ في إذبالــهِ انفتحا |
مُجـــذّراً في تُـــرابِ الغــمِّ أخمصهُ |
قد فَتّقَ الشوكُ في أحداقهِ القــزَحا |
ظمــآنَ يهذي وموجُ العينِ يُغرقهُ |
ما زُحزِحَ الدمعُ من عينيهِ ..ما نَزحا |
يا لهفةَ الدفءِ في شريانِ راحتهِ |
مُدّتْ فكانت غريقاً آخراً وضحا |
مُدّتْ وسمّرها في البُؤس أن بَرحت |
تُسامرُ اليأسَ إذ تستعطفُ الشبحا |
لاهٍ عن النفسِ في تابوتِ أمنية |
يُقلّبُ الكَفَن المائي .. ما سَطحا |
يَرثي المئين َ من الأحباب لحّدَهمْ |
بالطمي صيّر من أجسادهم صُرحا |
ما يَشربُ الماءَ إلّا ذكرهم غدقٌ |
بالموتِ والغصةُ الكبرى إذا رَشحا |
ما حرّك الكأسَ إلا في الردى سكنت |
روحٌ به قد رأت أجسامهم .. قَدحا |
يا ( سِند ) ..يا غرغرات الروح يا ألماً |
يا هجرةً لركاب الثُكلِ قد كُســــــــحا |
حُمَّ الخلاصُ .. يَموتُ الطفلُ من ظمىءٍ |
والماءُ قد ألجمَ الأفواهَ قد نضحا |
قد حاصرتهم فلول السيلِ واحتشدت |
جندُ الوباءِ فكان الموتُ من طفحا |
الجوعُ والداءُ والإجهادُ صَبّحهم |
بالنازلاتِ .. فليلُ المبتلين ضحى |
ذاقوا الأمرّينِ ..ضيقُ الحالِ ..أثقلهم |
شُحُّ المُعينِ ... وبذلٌ كفَّ وانكبحا |
قبحاً لنا والملايين التي صرخت |
بالغوثِ قابلها جودٌ وقد قَبُحا |
عدوا الكنوزَ التي في اللهوِ نحرقها |
هل دِرهمٌ يَجلبُ التفاحَ والبلحا ؟! |
هبّوا بني الدين ذاك الغصنُ يَقطعهُ |
في أصلنا شفراتُ الغيّ إذ فَدحا |
للهِ قُطـــرٌ من الإســــلامِ ندفـــنهُ |
من بعدِ أن دفن الغاوونَ من صَلحا |
يا رب عفوكَ .. ما بانت مصارعنا |
إلا بذنبٍ .. دعونا خيرَ من صَفَحا |