يوم الخميس الفائت الحمد لله كنت أغط في نوم عميق، ولم أسمع بالغارة الجوية، بل لم أر آثارها ولا غبارها،ولكني شعرت بجو غير طبيعي كذلك الذي يحدث بعد الغارات الجوية عادة، لا أحد يسألني عن هذا الجو لأني لم أشاهد في حياتي غارة جوية حقيقية ولا الدمار الذي تحدثه، إلا أنني هذه المرة رأيت آثارها عيانا بياناً وبالعين المجردة، برغم انحسار الغبار والضباب.. والبركة في البلورة السحرية التي سموها الفيسبوك.. لا أراكم الله مكروها.
لقد دهمت السيول صفحات الفيسبوك، وأغرقتها باليوتيوب والفيديو، لدرجة أنك لم تكن تدري من أين تأتيك طراطيش المياه، ولا من أي الشوارع تتدافع السيارات التي جرفتها المياه..لقد كانت غارة جوية حقيقية -اي والله حقيقية- ولم تشترك فيها طائرات من أي نوع.
يا إلهيّ!
لقد انهارت البنية التحتية في بعض المدن والعواصم العربية بفعل قعقعة الرعود ولمعان البروق، لدرجة أن السيول داهمت وأغرقت بيوت وشوارع الفيسبوك، فضلا عن غرق التسويات والصعقات الكهربائية..وموتى وغرقى...ييييه زيطة وزمبليطة (...) وهرج ومرج وبلاوي ومصائب أصابت البعض من الغلابى، (والغلابى فقط).
علق بعض المترفين من اصحاب الحيثية والمناصب على بعض المصابين بتلك الغارة المدمرة: لقد تفاجأنا بهذه الكمية من الأمطار.
في حين كان تعليق البعض الآخر على مصيبة بعض ساكني التسويات الذين فقدوا أبناءهم:معقول في ناس بتسكن التسويات؟
آه يا راسي؟ نعم هناك ناس يسكنون تسويات العمارات..هل تعلم لماذا يا صاحب المعالي: لأنهم لم يجدوا قصوراً تصلح لسكناهم واستكثروها على أنفسهم زهدا بها، وفضلوا اللجوء إلى تلك التسويات تحت العمارات من باب التقشف والورع.