بسم الله الرحمن الرحيم
الأمد.. قصة قصيرة جدا
- " بكم هذا الخمار" ؟
تطلع البائع إلى السائلة بملامح متناقضة، قبل أن يجيبها متصنعا إبتسامة تاجر محترف:
- بنصف ثمنه العادي..
علت الدهشة وجهها وهي تقلب الخمار الغرابي اللون كأعمى يتحسس مرقده الجديد، فلم تلحظ
بريق النصر في عيني التاجر، الذي سرعان ما خاب ظنه ، وهو يرى خماره يستقر في موضعه
- من جديد- بين سقف المحل الذي نسجت العنكبوت بيتها الواهن في ركنه القبلي ، وبين أرضيته التي
تستصرخ ما يذهب غبارها، والمرأة تقول:
- سوف أعود إليه لاحقا.
رمقها بإبتسامة خبيثة وقد ولته الدبر، فقال كمن يغمغم لنفسه:
- لا تقلقي فهو في موضعه باق مالم تقرر مفردتي (حتى) و (سوف) الذوبان في العدم.
وبينما هي تغادر، كان هناك بالباب رجلا كث الشارب ، مصبوغ اللحية، يلوح
بورقة نقدية متهالكة ، ينتظر دوره.
****
عبد الرحمان عباسي
تاوريرت المغربية بتاريخ: 24/07/2009