أطلب الحسن
أيُّها السَّائِرُ في الدَّرْبِ تَرَفَّقْ
واتَّخِذْ في مَشْيكَ الهَادِي دَلِيلَا
إنَّمَا العُمْرُ مَتَاهَاتٌ وَمَأْزَق
وجِنَانٌ مَاؤُهَا يَرْوِي غَلِيلَا
يَا أَخَا المَجْدِ تَرَيَّثْ وتَأَهَّبْ
وتَشَبَّثْ بِصِفَات نَعْتُهَا كَانَ جَمِيلَا
فَتَجَنَّبْ حُفَرَاً وَاخْطُو كَضَيْغَم
وتَأَمَّلْ مَقْصِدَاً لَاحَ أَصِيلَا
إنَّمَا المَرْءُ عَلَى الخَيْرِ مُوَفَّق
وإلى الخَيْرِ مَشَى دَهْرَاً طَوِيلَا
كُلَّمَا جَنَّ عَلى المَرْءِ مَسَاءٌ
هَطَلَ الهَمُّ فَأَرْدَاهُ قَتِيلَا
رُبَّمَا الحُسْنُ دَوَاءٌ لَلَّذِي
فَقَدَ النَّوْمَ لَيَالِيهِ عَلِيلَا
يَرْتَوِي عَذْبَ لَمَاهُ كُلَّمَا
غَابَت الشِّعْرَى فَيَخْتَالُ كَحِيلَا
فَاطْلُب الحُسْنَ على عِلَّاتِهِ
وارْتَضِي الحُسْنَ وَلَو كَانَ قَلِيلَا
قَرَّب الحُسْنَ وَحَاذِرْ وتَأَكَّدْ
وَتَخَيَّرْ لَحْظَةً تُهْدِي خَلِيلَا
لا تَظُنُّوا أَنَّنَا لا نَرْتَجِي
مَنْظَرَاً عَذْبَاً ومَعْسُولَاً كَحِيلَا
يَمْزِجُ البَسْمَةَ مَعْ نُورِ الثَّنَايَا
فَتَرَى اللَّوْحَةَ بُسْتَانَاً ظَلِيلَا
فَكِلاَنَا هَائِمٌ فِي طَرْفِهِ
عَلَّهُ يَلْحَظُنَا أَو أَنْ يُمِيْلَا
باسم الجرفالي
1432 هـ