138
إنْ مرٌّ يوما أمامي عطركِ " poison "...!!
حلٌّ الربيع قبل الأوان
أضفتُ لكِ رائحة اخرى
ستقصِدُها توابل الهند
نحْلُ العشاق وحُرّ الزعفران
وسأعطّركِ بلغة اخرى
رشٌّة ٌواحدة ٌفوق الثياب
تغيٌّر الجو في البلاد
أقـفـلنا الداخل بصمْغ الخارج
وانزوَيْنا وراء الباب
لانهتمّ بالذباب، ولا نباح الكلاب
قريبا سأتولى أمْر حديقتك المعلقة
بأصناف جديدة في لازمة طويلة
قريبا سأفتح متجري القديم
وسأكون أنا العطٌّار
أبيع حُزم الزنجبيل وجوزة الطيب
ستظهر الحواس المتعبة
النفوس الباردة
الحب الرخو الذي لايصيب
لكل قلْب ومايلائمه :
"الكَاري" المدقوق أوالبهارات الحارٌّة
أنتِ قوية مافيه الكفاية
تحتاجين الظل فقط
بعد مشي طويل تحت الشمس
حقلكِ البري سألزمْ
الروائح ذات الأنف الكلبي ستتكلمْ
لاأفهم كيف أعشق يدكِ مغموسة في القرنفل
وهَمْسُ "البابوُنجْ" الذي يَلغي
وكيف النعناع السّنبُلي عندما يراك يَتكتٌّمْ
قلبي سيمصّ مايحيط بكِ من هواء
وبعد سبعة فصول كاملة
سأربح قضية النكهة
سأصل المرام وأحبكِ أكثر
ترعبني فكرة أن أفقد حواسي الأربع
لم أعد أجرؤ على أن يغيب عني جلدي
يجوع ولايشبع
خشية أن أخسر رائحتكِ في رمشة أنف !!
وفي لحظة...
لا أراكِ حفنة بهارات هندية
أو حزمة أعشاب عطرية
صرتُ أراقب كل العطور
حتى التي لاتفي بالغرض
حتى عطور الحانات الليلية
التي لا أحبها
وأتحسس بنهَم ألوان الناس
وإنْ مرٌّ أمامي عطرك " poison "
لمحتُ جنّا غريباً
وانطبعتْ ملامحه في كبدي إلى الأبد
.
.
.
مالي أرى كل مايخصّك
يُطحَن داخلي عبثا ؟؟
آلة الطحن تسطع نوراً
ماذا دهاك أيها القلب
غدوتَ بروائحها أكثر شغفاً
ألأنيّ لن أشم بعد اليوم الليمون بين خطوط يديها
والذي عشقته قبل مولدها
وعلٌّمني النكهات قبل الآن؟؟
ذاتَ يومٍ، ستسألني الروائح التي شممتُها
فوقَ جسدكِ عن أسمائها
حينَ تكونينَ قد اغتسلتِ بالحليب
ثم رحلتِ...!!
لكنّني سأكونُ أخْرسا ولن أكلّمها
ذاكَ أنّكِ تعوٌّدتِ عَجْن الطين بماء الورد
وأنت حافيةَ القدمينِ كغجرية تُنصت جيدا
ولاتفتح فمها إلا لأحلى القبُل
بقلم / عمر امين