أحدث المشاركات
صفحة 5 من 10 الأولىالأولى 12345678910 الأخيرةالأخيرة
النتائج 41 إلى 50 من 96

الموضوع: ملف واحة الفكر والأدب للرسائل الأدبية

  1. #41
    الصورة الرمزية سحر الليالي أديبة
    تاريخ التسجيل : Sep 2005
    الدولة : الحبيبة كــويت
    العمر : 38
    المشاركات : 10,147
    المواضيع : 309
    الردود : 10147
    المعدل اليومي : 1.49

    افتراضي

    الغالية أسماء وأنا سأقول كما قال أستاذنا د.سلطان :

    رفقا بنا لا نستطيع تحمل كل هذا الروعة والجمال والابداع..

    فلله درك من أديبة رائعة

    شكرا لك وشكرا لتلك الصور التي جعلتك تنثرين لنا الدرر والآليء

    دمت أديبة مبدعة نتظر قلمها بفارغ الصبر

    تقبلي خالص حبي وودي المحمل بأريج الياسمين

  2. #42
    الصورة الرمزية أسماء حرمة الله شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jun 2005
    الدولة : على أجنحــةِ حُلُــم ..
    المشاركات : 3,877
    المواضيع : 95
    الردود : 3877
    المعدل اليومي : 0.56

    افتراضي

    بسم الله الرحمــن الرحيــم


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    الرسالةُ الثانيــة

    إليــكِ: يمامتي البيضـاء،

    "ومما أهاجَ الوجدَ مني والبُكا --- وميضٌ بأعلى الرقمتيْن يلوحُ "
    هاأنذي كما وعدتُكِ، أهرعُ إليكِ مرةً أخرى وإلى أوراقي وقلمي، والقلبُ قد نحلَتْ أشجاره، وسقطتْ أوراقُه، والبحـرُ هدهدني بين جرحَيْه معاً لأُزْهِـر، فأزهرتُ ملحاً..أعلم أنني ربما تأخرتُ عليكِ الليلةَ قليلا ، ولكنني كنتُ أنتـظرُ رحيلَ الشمس إلى بيـت مغربها، كي أبوح لكِ دونَ أن تحرقنا غيرتُها..لقدْ توعّدَتْ بنفيي عنكِ إنْ كتبتُ لكِ مرة أخرى، ولكنني لن أتخلى عنكِ حتى وإن فارقتْني أنفاسي، هكذا كان العهـدُ قبـلَ البدء، وسيبقى..
    حسنا، لقد أحكمتُ إغلاقَ ذكرياتي جيداً، ووضعتُ أقفالَ الصمت ببواباتِها المتقنـة صُنعاً وجرحاً، كي نبدأ الرحلة، سأنتظركِ كما اتفقنا بأول محطةٍ للحلم، تلك التي تقع على ضفافِ نهرِ القمر..لكنني لاأريدُ أن أعرّضَكِ لغضب قبيلـِك، خصوصا حين وصَلَتني هذه الرسالةُ هذا الصباح من أرض اليمام، وجدتها على مكتبي ومعها وردة، وقد جاء فيهـا:

    "بسم الله الرحمـن الرحيم
    توأَمَ أحلامنا،
    علمنا أن اليمامةَ البيضاء التي عاشتْ معكِ منذ نعومةِ جرحك، فصرتُما روحاً واحدةً ستصحبُكِ إلى قبيلتنا حين ينتصفُ حلمُ القمــر، ولكننا لانخفيكِ سراّ بأننا نخشى ما سيترتّبُ على قدومكِ من أخطــار..لقد سمعنا كثيرا عن عالمكم، سمعنا عن الحروب الكثيرة التي حصدتْ أرواحا وأوطانا، وعصفتْ بأبريـاء لم يرتكبـوا ذنبـا ولاجريـرة، سمعنا بظلم الإنسان لأخيه الإنسان، عن خيانة الصديق لصديقه، والإلفِ لأليفِه، عن خيانـة رسالةِ الإنسانية والقيم النبيـلة، سمعنا عن اغتيال أحلام الشباب نهـاراً، وعن سقوطِ القلوبِ قهـراً، سمعنا عن مملكـة الورد التي تحطّمتْ حصونها وقلاعُها، حسداً من عند أنفسهم.. سمعنا عن الزيف الذي تسلّل إلى مسامّ تعاملاتكم فيما بين بعضكم البعـض، سمعنا وشهِدنا أيضاً، والقائمــةُ طويلــة..ونحنُ جعلنا السلام لنا وطناً ولغةً وهديلاً، وقد زرعناه بأحداقنـا قبلَ حدائقنـا فأثمرَ وأينع، وصار لنا شجرةً نستظلّ بظلّها، ونسكنُ جذورَها، ونحرسُ عشّاقَها، وندّخِرُ فاكهتَها لفصولِ الشتاء..انظري عبر تاريخنا الطويل، هل سمعتِ يوماً أننا شدوْنَا لغيرالسلام والمحبة؟؟ هل سمعتِ يوماً أننا ظلمنا أحدا؟؟ أو ضرّجنا أحلامَ محبّينا بالنزف والألم؟؟؟
    تظنّينَ أنكِ في مأمنٍ من هجمةٍ محتملة ومفاجئة، لجرحٍ أعشى أو لـحزنٍ أتلع أو لليلٍ قاسٍ لايرحم؟؟ أو أنكِ قد أمِنْتِ، بنعاس الشمس ورحيلها عن أطلال الليل، تلصُّصَ ذكرى مرّة أو شوكةٍ من أشواكِ عالمكم؟؟؟ إنكِ كما اتُّهِمتِ بالقمـر فيما قبـل ومازلتِ، فأنتِ متهمـةٌ بنـا أيضا، وقد صرتِ الآن منَّا ولستِ منهم..ولذلكَ سينتهزون أية فرصة سانحةٍ كي يُفنـوكِ ويدمروا عالمنا الجميــل المحبَّ للسلام والأمان..وكوني متأكدةً بأنّ الزمان المـرّ سيتعلّق بأهدابكِ، أو سيختبِئُ بجيبك خفيةً، وأنتِ تستظلين بطوق يمامتكِ البيضـاء، قادمـةً إلى أرضنـا سراّ..
    إننا نحبــكِ مقدارَ حبكِ لنا، ونرحب بكِ بأرضنا، ولكنّ خوفَنا على رسالة السلام التي اضطلعْنا بها خدمةً للبشرية جمعاء، وعلى قيمنا التي تخفق بصدورنا، وقد نقشناها على النبض والوريــد، لنعيد بها للورد عطـرَه، ولليتيم بسمتَه، وللأرملةِ ملامحَها، وللوطنِ هديلَـه، وللحلم حلمَه، خوفنا هذا هو الذي كتب لكِ هذا الخطـاب..لكِ أن تنظري في الأمـر، وسننتظـر قـراركِ..
    التوقيــع: "فإنْ كنتُ قد أزمعتُ عنكِ ركائبي --- فشوقي وودي ليس فيه رحيــلُ" "
    انتهى نص الخطاب..
    يمامتي البيضاء، هذا نصُّ الرسالـة كاملاً، حزنتُ كثيراً لأن عالمي لايشبه عالمكم، كم كنتُ أتمنى أن يكون الحال على غير ماهو عليه، ولكن قدّر الله وماشاء فعـل، ولكنني ما أحببتُ أن ترشفوا كؤوس اليأس، ولا أن تهجروا مرافئَ الحلم بغــدٍ أبيضَ وأخضرَ وأجمــل..صدقيني، بالرغم من كل مايضرّجُ عالمي، إلاّ أن الشمسَ الحانية ستنثرُ نورها الدافئ الحنون، وستضمّدُ كلَّ القلوب والأوطان والقيم المعذّبة، لتحرسها من سارقي الأحلام..
    حسنا سأترككِ الآن، لأن النجمة الأولى أخبرَتني بأن الشمس تستعدّ للنهوض من قسوتها، وقد أحسّت بشوق حروفي للسفر إلى أرضك..سأعـودُ إليكِ، لأُعلِمَكِ بقراري وبردّي، سأعـود إليـكِ، في موعدنا نفسه، حين تقتربُ الشمسُ بحقائبها من مينـاء الغروب، لأكتبَ لكِ خطابـاً آخــرَ ..فانتظريني...

    المضمّخةُ بالأمـل، المضرّجةُ بالألـم، رفيقةُ هديلِـكِ
    أسمـاء حرمة الله
    في: 19/11/2005

  3. #43
    الصورة الرمزية أسماء حرمة الله شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jun 2005
    الدولة : على أجنحــةِ حُلُــم ..
    المشاركات : 3,877
    المواضيع : 95
    الردود : 3877
    المعدل اليومي : 0.56

    افتراضي

    بسم الله الرحمـن الرحيـم

    الرسالــة الثانيـة


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي




    إليــكَ ياقمــَرَ الأحزان:

    يامن اغتالني غيابُه!!
    انتظرتُك يومين متتاليين، ولم تـأتِ..
    أمضيتُ صمتي أوزعه على نجمات السماء، أكتب لها قصائدَ عشق أخرس، وأفتح دواويـنَ الذكريات، أقلّبها على مهلٍ، أبحث عنكَ فيها، بينما كانت أوجاع الأمس واليوم تبحث عني بينَ الجفنِ والفؤاد..
    قطفتُ لكَ من شجيراتِ نبضي دمعتيْن، ووضعتهما بباقةِ شوقٍ وبعثتها مع النجمة الأولى إليكَ، لتصلكَ قبل أن تركبَ سفينة الرحيل وتتركني..
    اعتدتُ على ضوئكَ الذي يغتال أحزاني، ويحرس وجيبَ أنفاسي حتى مني، لماذا رحلتَ دون أن تخبرني؟ أينَ أنتَ الآن؟؟ أعلم أنك غاضبٌ على عالمٍ لم يعدْ كما كان، أعلم أنك حزينٌ على زمنٍ لم يعدْ يؤمنُ بالأحاسيس ولايعترفُ بها ولا بكَ..أعلم أنك تركتَ على الشاطئ وصاياكَ وقصيدتَك التي قطفتَها من قنديـل الحلم..لكنني أبداً لن أنساك .. لن أهجـرَ ديارَ انتظاري لكَ، لن أبرح نبضَ القلب الذي اعتدنا الجلوس فيه، نسقي بتلاته ونشذّبُها من وخزاتِ الأشجان، ونرتّب أحلامنا ونهدهدها كي تخضرّ، بالرغم من ذبولِ قوس قزح، وبالرغم من الطعناتِ التي كادتْ أن تفنينـا..لن أهجرَ مكتبةَ الحلم التي أهديتَنيها ذاتَ ليلةٍ، وقد رصفتَ لي فيها كتباً عن الأزهار، وأخرى عن الآمال التي تنتظر موسمَ الحصاد كي تعود، حتى مجلّداتُ السلام التي خبّأتَها لي بأدراج المكتبة تلك، مازالتْ تهيمُ باسمكَ والشوقُ يجلِـدُها..سأجلس كل ليلةٍ إلى ذكراكَ لأحرسَها، فالليلُ صارَ طيراً جارحاً برحيلك...!
    ..أيها القمـر العاشق الرقيقُ، عدْ إليّ!! عدْ لكل من ثكلَ الأحلام والسلام والأمان والإحساس..عدْ لأحلامِ زمنِ الزنبـق وإن اغتيلتْ!! عدْ وسنصنعُ أحلاماً على شكلِكَ، وسنسقيها بالدعاء حتى تتفتّـق وتزهر وتحمينا، فقطْ عدْ !!
    أكتب لكَ هذا الخطاب، والحنينُ يقتاتُ من أناملي كما اقتاتَ من كبدي، لم أعدْ أدري أين أبحث عنك؟ سألتُ عنكَ نجوم السماء، لكنها وزّعتْ أشلاءَ روحي على موانئِ الحيرة ..أنسيتَ عهدنا؟ أنسيتَ أننا تعاهدنا على البقاء سويّةً وإنْ شتّتـَنا الوجع؟؟ أن يضمّد أحدنا جراحَ الآخر بالخزامى والطلّ وبوحِ العصافير؟؟؟..أوّاهُ !! سألتُ عنكَ الشمس فضحكتْ واغتابَتْكَ، إنها لاتعترفُ بك، لاتعترفُ بوقوفنا على أطلال الليـل، ولابجزيرتنا ولابأحلامنا..أما يمامتي البيضاء فقد ضاع منها هديلُها منذ غبتَ..حتى البحـرُ الساكنُ فيّ وَفيكَ، صارَ مهجوراً مذْ هجـرَ أحلامَه بغيابـك..فقدْ كنتَ لناَ الوطـن!!
    أقمَرَ الزمـن الجميـل، تهرب مني الكلمات فتهرب معها الأشياءُ والأسماءُ والألوان، تركتَني أصارع قدَري وحدي ورحلتَ..لكنني لن أخون عهدك، كلّ ليلةٍ سأكتب لكَ، وسأحكي للنجوم وللغصون ولمتون الشعر عنكَ، سأحكي للشمس، حتى وإن أشاحتْ بوجهها عني، سأحكي للطيف وللذكرى وللأمل الذي أشعَلْتَ شموعَه قبل أن تغيب، سأحكي لليمام وللعنادل وللعصافير ولكل حبّة قمح وسنبلة، سأحكي للورد وللبحر الذي بدأ ينقش منذ ليلتين متتاليتيْن، اسمكَ على شغافِ قلبه ولَهاً، سأحكي لمراكبِ العودةِ التي ضاعتْ، ولكل حلمٍ نازفٍ، عنكَ، وعن بيوتِ الأمـل التي بنيناها، عن شجرة الزيتون التي صارتْ لناً وطناً، عن خرافةِ الحرب والظلم التي صارتْ لهم لغةً وشِرْعةً وقاموساً..سأحكي لهم عن دمعةٍ أنبتتْ حدائقَ شجنٍ ملتفّ، عن ليلٍ صارَ، مذْ غبتَ، غابـةَ مـوت..عن نجومٍ أرمدَتْ وطالَ سهـادُها..عنْ صرخةٍ هزّتْ عرشَ الصمت فَأَهْرَقَتْه..عني وعنـك..
    سأنتظركَ كما وعدتُك، على مرافئ الحلم، وسأضع خطابي هذا حيثُ تركتَ وصاياك وقصيدتَك، على الشاطئ، ولن أبرح شرفتي حتى تطلّ على روحي وبيديك، كعادتك، زهرةُ بنفسـج وباقةُ ضوءٍ، لتوقظني من حزنـي..مبتسمـاً..
    اعذرني، قد توقّف مدادي الليلة..وابتلَّ خطابي إليكَ بـك..انتظرني، سأعود إليكَ لأكتب لكَ خطابي الثالـث، حينَ يطرقُ نافذتي جرحٌ أو ذكرى تعِبت من الرقاد، فاختارت جفنيّ عشّاً لها..أو حين يدغدغني حلمٌ صغيرٌ يشبهك، أو حين تزورني بسمةٌ لاأعرف شكلها الآخر..
    سأظلّ أدافع عنكَ حتى وإن غدرتْ بي الأحزان مرة أخرى، وسأظلُّ أفخرُ أنــكَ..تهمتي الأولـى..والأخيــرة..
    وسأنتـظرك..
    سأنتظـرك...

    المتّهمـةُ بـكَ..
    أسماء حرمة الله
    في: 23/11/2005


  4. #44
    الصورة الرمزية يسرى علي آل فنه شاعرة
    تاريخ التسجيل : May 2004
    الدولة : سلطنة عمان
    المشاركات : 2,428
    المواضيع : 109
    الردود : 2428
    المعدل اليومي : 0.33

    افتراضي

    رسالة إلى الرائعة أسماء حرمة الله

    بسم الله الرحمن الرحيم

    تحية طيبة وبعد

    تراقصت في القلب مشاعرٌ ملؤها الفرح بكِ يا أسماء ؛حين وشوشني القمر وحدثني لأجلكِ عنكِ ، ولمسني دفء نور جميلٍ اكتساه من بوح مشاعرك ففاض على العيون وازداد بريقها فتنة نقية
    نعم أيتها الساكنة في مقلة الجمال و المحلقة في سماوات الصدق العميقة
    أراني كمن أصغى بكل الحب ليمامة تألفك وتألفينها فأطربني هديلها وإذ بي أتخيل نسائم فرحي تحرك غصنها فيتمايل بها وتفر منه إليك
    ويسعدني يقيني بأنّ هنالك دفء قلبٍ لايتغير00 هكذا أحسستهُ حين انتشت روحي بنبض قلبك الذي ينسكب في حرف فينبض ويأسرنا نبضه ويبهرنا وعيه الندي حين يلامس شغاف القلب
    أتعلمين؟!!
    تمنيتُ منذ أمد بعيد أن تنطق الطبيعة في كل لحظة أهرب فيها من كل ما حولي إليها مستجيرةً بها ،كنتُ أقف على أعتاب شوقي أحملُ قلباً يحلم بحديث يراقص من الطبيعة شجرها وزهرها، ويموج مع بحرها ،ويعانق قمرها وشمسها، ويرفرف مع طيورها ، و ينسكب مع مطرها ،ويأوي إلى كل مالها وعليها 00لكنها أبت حتى آيست من حنانها 00
    و اليوم يا أسماء أدركتُ بأن الطبيعة بجمالها ودفئها لا توشوش إلا من يهبها أسمى آيات الحب بعد أن يغلفه بعمر يعبق بعطر الإخلاص والتفاني ويهمس بكل جوارحه بحنو منقطع النظير لها وبها
    فاقبلي عميق شكري على هذا الجمال المنسكب من رسائلك المضمخة بالأمل والفواحة بعبير المحبة النادرة
    ودمت ِأيتها الرائعة عذبة الحرف ندية القلب.

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم

  5. #45
    الصورة الرمزية أسماء حرمة الله شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jun 2005
    الدولة : على أجنحــةِ حُلُــم ..
    المشاركات : 3,877
    المواضيع : 95
    الردود : 3877
    المعدل اليومي : 0.56

    افتراضي رسالـة إلى زهرةِ الجلنّار

    بسـم الله الرحمـن الرحيـم


    رسالــة إليكِ

    تحيـة قطفتُها من قلبي...

    ..يسـرى.. يازهرةَ الجلنّار

    وصلتْ رسالتُكِ تضوعُ بـكِ، وجدتُها على مكتبي صباحاً، وقد حملتْها إليّ نسماتُ البحـر الرقيقة، أتعلمين؟ حالما رشفتْ روحي حروفَ خطابكِ رشفا، هرولتُ إلى حديقة الحلم، لأقطف لكِ زهرةَ بنفسج زرعتُها بيدي، زرعتُها منذ صرتُ طالبةً بمدرسة الحلـم، طالبةً لاتقنع بمادون النجوم، أتعلّمُ لغة الحلم وقواعدها، نحوَها وأوزانها، كي لايتهمني أساتذتي بأن أحلامي موغلة في أخطاءِ الشجن النحوية والعروضية..وأنا أخاف على حلمي من أن يكونَ عليـلا...
    يسرى، ضعي يدكِ بيدي، وتعاليْ ندخل مملكةَ البحـر العاشق، نناجيه ونحدّثُه، وسيخبـركِ..

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    سيخبركِ عن زمانٍ انعزل بذاكرته، يقلّمُها من أوجاع السنين، ليزرعها بحقول القمح ذاكرةً أخرى..سيخبـركِ عن حلم بِعُمـر قلبيْنـا، عن عهودٍ لاتُنقَـض ولاتُـداس، منذ طرّزَها الوفاءُ بروحه.. سيخبـركِ عن أسرارنا وحكايانا..لكن انسيْ ذاكرةَ الخوف على الشاطئ! وبلّلي قلبَكِ بابتسامةٍ تكبـركِ، ليصيرَ الغروبُ وطنـاً لّلقـاء..وليحرسنا البحـرُ من جراحٍ مشتّتة على كفي وكفِّك..
    يسرى، ماكانت الطبيـعةُ وماكانتْ كل لوحاتها النابضة بالإحساس والحنان صادفةً عنكِ كلما استجرتِ بها، بلْ كانت تطرق بابَ قلبكِ دوماً لتشاطركِ البوح، لتغسلَ كل مخاوفك الصغرى والكبرى، كانت تفعل ذلك خفيةً.. لتحرسكِ سرا من أعين الرقباء، من أعداء الحلم والإحساس..أيتها المرهفة حسّاً، الجميلة روحاً، متى أغلَقَتِ الطبيعةُ شرفاتها في وجه العاشقين؟ متى أوصدتْ بوحها أو سافرتْ بحقائبه بعيداً عن أحبابها؟؟ إنها وهجُ القلوب، زهرةُ الحنان التي تتحدّى قسوةَ العالم، حبيبةُ الحبر والأوراق، توأمُ الأرواح وعطرُها ورسولها...
    يسرى، هاهو البحـرُ قد نهض من دفتر مذكراته، منهكَ القلب والذاكرة، هاهو قد فتح لنا بواباتِ بوحه على مصراعيها، هاهو قد شقّ خدوده بدمعتيْن ساخنتيْن..هما كلّ ماأخفاه عناّ، هاهو ثوبُه اللازوردي مبتلٌّ بحبّـات الشوق، فقد كان بانتظارنا منذ كانت عقاربُ قلبه تشيرُ إلى منتصف الحلم، هاهو يدغدغَ أقدامنا برقيق همسه، وينقش حنّاءَ حبه على شغافِ روحَيْنـا.. فكيف بعد هذا كله، لاتهيم الطبيعـةُ بكل عشاقها عشقـا؟؟؟
    سنسافر إلى الحلم ومعه، بمراكبِ الطبيعـة، كلما طال ليلُ الغربة، كلما أحدقتْ بنا المخاوف والأحزان، كلما تاقتْ نفوسنا لشموعٍ لايطفئها المطر..دعينا نكمـل معه الطريق، نكمل حياكة آمالنا، زماننا الأبيض بياضَ الثلج، النقي نقاءَ المطر..سأعترفُ لكِ بسرّ، ويقيني أنكِ ستزرعينه بحدائق قلبكِ كي ينبتَ سرّاً، سأعترفُ لكِ.. بأنني نبتتُ على ضفاف الصمت الزلال، فعدتُ من الخزامى أحملُ بحراً وجرحاً، وقد اختفتْ بي جراحُ الشعراء، ولكنني ماغادرتُ كتابَ الحلم يوماً..سأعترف لكِ، بأنني كلما تركتُ زماني ومكاني خلفي وهرعتُ إليه، أُسْتَــرَقُ مني..سأعترفُ لكِ، بأنّني أجمعُ كل الأزمنة والأمكنة وأسرارها، وأجمع لغاتِ الجرح كلها، أضعها بين يديه ليغسلها، فقدْ يخافه زمنُ الخوف ويرحــل..وقد يغادرنا الملحُ قبلَ أن يكمل عمره الثاني..
    يسرى، ربما أطلتُ عليكِ الليلة، ولكنها الروح تأبـى الرقادَ وهمسُ النجوم يدغدغها، والشوقُ للقمرالراحل الغائب يفتّتُهـا، وزخّاتُ المطر تختارها لتكون عروسَ البـوح ...
    سنكون على موعدٍ آخر، ربما حين يهطلُ الحلم ساعةَ المغيب، أو حينَ يعود إلينا القنديلُ مُضاءً بأحلامه، أو حين تغادر القلوبُ كلها مرافئ القسوة، لتستقبل بحفاوةٍ كلّ العابرين إلى زمنِ الزنبـق، بلا خوفٍ أوأحزان..
    ومرة أخرى يبتلّ الورقُ بالزائرة العنيدة!! وكأن قدَرَ كل خطابٍ يرتّبني بين حروفه، أن يصلَ مبتلاًّ لكل أحبابي!!...لكنني وضعتُ لكِ الوردَ في معطف الحروف، وزرعتُ لكِ بكل سطرٍ شجيراتِ تُوتٍ وحلم..
    وختاماً، أبلّغكِ تحايا النجمة الأولى التي لم تغادرني للآن، بالرغم من وصايا جدتها..أبلّغـكِ تحايا البحر الذي مازال ينقشنا على نبضه متحديا قوانينَ مملكته، وتحايا زهرة البنفسج المتكئة على قلمي، أما يمامتي البيضاء، فهي تنتظر أن أعدّ لها طعامَ الإفطار حناناً، كي تقوم من كسلها وتطبعَ على قلبي شكلَ الصباح..وستبعثني إليكِ قريبا لنبحث معاً عن زمنٍ ضـاع...أما القمر، فحينما يعود، أعدكِ أن نجلس إليه معاً، كيْ نعتـرفَ مرة أخرى...
    يسرى...لكِ خالصُ تقديري ومحبتي في الله...
    وألف باقة من الورد والمطـر

    أختكِ التي تشاطركِ الشجن والحرفَ والحلم..
    أسماء حرمة الله
    في: 27/11/2005

  6. #46
    الصورة الرمزية يسرى علي آل فنه شاعرة
    تاريخ التسجيل : May 2004
    الدولة : سلطنة عمان
    المشاركات : 2,428
    المواضيع : 109
    الردود : 2428
    المعدل اليومي : 0.33

    افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم

    مساؤك الورد يا أسماء ، وعاطرة الأنفاس أيامكِ السعيدة بكِ

    يطيب لي أن أخبركِ بأنه قد وصلني ترف حنانك أخيتي الغالية ، ورسم لي رهافة قلبك في كل حرف ونقطة حرف ازدانت بها رسالتكِ الندية 00، وأحسست بدفء يديكِ حينما أغمضتُ عيني ، وتركت للبحر فرصة أن يقترب مني بلا وجل ، ونظرتُ بعين المُحبِ المشتاقِ إليه .

    أتعلمين لماذا؟!!

    لأنني رأيتُ قلبك البحرُ يا أسماء ، ولهذا تركت للحديث أن يعُبرَ من قلبي إلى قلبكِ بدون مقدمات التعارف المعتادة ،وبدون إشارات الحيرة الناطقة (من أين أبدأ؟!) و(كيف أبدأ؟!)
    واستبقتُ خطى لهفتي حتى أصل بمعيتك إلى حلمٍ يرينا في ذاتهِ زماناً يهبنا من نفسهِ مانشاء ، فنطيل لحظة الفرح ،ونجتاز به ماعداها، زمانٌ يرانا كما نحب ونراه كما يُحب، زمانٌ يألفنا ونألفه، نُسعده بنا ونَسعدُ به، زمان يحاكي معنى تلك الحياة التي لا تملنا ولا نملها 00وتمنيت أيضاً أن يرسم لنا حلماً نرى فيه أمكنةً لا تشبه بعضها ،وكل مكان يحاكي الجنة وهي مزدانة أنهاراً لا تخطر على قلب ، وظلاً لا ينتهي أبداً ،ونسائم لا تكل من نشر أريج عطر زهرها هنا وهناك ، لكنني فجأةً أفقتُُ على عبارةٍ كُتب عليها (عفواً انتهى وقت الحلم )
    فعدت إلى وعيي قبل أن يسكنني حلم يقظتي ، ويجذبني إلى حُلمٍ يغمض الزمان عينيه ويتركني أرحل بروحي عن المكان فلا أدري أين أنا

    وعلى أي حالٍ يا أسماء تأكدت بأنَّ استراحة القلب والروح في صفحات الحياة الفانية لا تكون إلا في مدن الحلم الجميل، وكنت على يقين ولازلت بأن الصحو يرسم له حديث النفس ألف زوبعة تؤرجحنا يمنةً ويسرة ، وتعلو وتهبط بنا، وتقض مضجع الراحة التي نرجو، لكنها في ذات الوقت تجدد إيماننا بأن الحياة بحلوها ومرها حين تناوش قلوبنا، تجعلنا على تنور الصبر، فنصبر فلا يغرنا الفرح، ونصبر فلا يضرنا الترح، ونصبر حتى يمجد الصبر صبرنا

    غاليتي الجميلة الندية

    أنا لا أريد أن أقف بكِ على بوابة الشجن وُأطلعكِ على سجلات الزمن ؛ كل ما افعله هو أنني أطرق قلبكِ بما يطرق قلبي لتشاركيني لحظة الحلم ولحظة الصحو، وأجمع في روحي كل النسائم التي تحمل لي بعض أنفاسك العطرة
    أما الطبيعة فلعلني لاأظلمها حين أقول بأنها نداء الجمال للأرواح الجميلة ، وهي صرخة الحزن والخوف لكل من أغلق قلبه ولم يقرأ آيات الله فيها، وهي كما أراها - يا أسماء- ما هي إلا مرآة تحاكي ما في قلوبنا ، وبفمها يشدو الجمال (كن جميلاً ترى الوجود جميلا)
    ولهذا ليس غريباً على قلبٍ جميل كقلبك أن يحبها ويحاورها ،وليس غريباً على قلبي أن يرى ذلك غاية الأنس بها
    وأؤكد لكِ بأن من يتوغل في فهم معاني سطورك يؤمنُ بأنّ من يهب الصدق ينعم بمعناه ، ومن يهب الفكر ينعم بتجلياته ، ومن يهب الحب ينعم بدفئه ونوره ويرقى لجنةٍ تنتظره بفارغ الصبر، وتلهج بالدعاء له في كل نبضة قلب، وتشاطره الأمل في حلمه ووعيه.

    ختاما أشكركِ أخيتي الكريمة على استضافتك لي في مساحات قلبك الجميل وشكراً للجمال الذي هو أنتِ

    واقبلي محبتي في الله لكِ .

    ****************

  7. #47
    الصورة الرمزية أسماء حرمة الله شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jun 2005
    الدولة : على أجنحــةِ حُلُــم ..
    المشاركات : 3,877
    المواضيع : 95
    الردود : 3877
    المعدل اليومي : 0.56

    افتراضي

    بسم الله الرحمـن الرحيم


    رسالة إليـكِ

    تحية قطفتُها من قلبي

    يسرى، يازهرة الجلنّـار

    عدتُ إليكِ، وقد سكنتْ غضبةُ آلامي، وغادرَتْني أوجاع الجسد التي نقشتْ على جبيني هاته الليالي أغاريدَها، فمنعَتْني الكتابة..لكنّ النجمةَ الأولى، رفيقتنا وأنيسةَ بوحنا، أحضرتْ لي، سراًّ، يراعا من نورها لأكتبَ لكِ، في هاته الساعة المتأخرة بعد منتصف الحزن، فضعي يدكِ بيدي مرة أخرى، ولنجلسْ قليلا قرب البحر، لنعترفَ مرة أخرى بشوقنا لزمن الإحساس، وبأمانينا التي سكبناها بين موجه.. والأملُ الرقراقُ بشرفاتِ الحلم يكاد ينطق درّا..

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    البردُ قارسٌ هنا، قارسٌ جدا..والملحُ يهصرُ فاكهتَه من مقلتينا ليحظى باعتراف...لكنه لن يكون الاعتراف الأخيـر..
    يسرى، دثّريني بالحلم والورد، لملِمي هذا الزمنَ المرتعشَ على كتفيّ، إنه يزرع بأوردتي نباتَ الوجع، ويفتح لأزمنةٍ أخرى تشبهه كل نبضةٍ مغلقة بأقصى القلب، سأعترفُ لكِ، بأنني للمرة الأولـى، أتمزّق باشتعال..ولكن ليس استسلاماً لزمنِ الرماد، ولاخوفاً على مصير قافلةِ الحلم التي بدأتْ للتوّ حُداءَها، بل بسبب قلوبٍ اغتالت الإحساسَ ودفَنته على مقربة منّي، ومازلتُ أنفض عني سخريتها وأتدثّرُ بالورد والحلم، فمهما زرعتْ في طريقي الشوكَ، وعلّقتْ زمنَنا الجميلَ بنخلةِ الموت، إلاّ أننا لن نهجرَ مزارعَ القمح ..أليس كذلك؟
    أتعلمين يسرى؟ قبلَ أن أجلس إلى مكتبِ الحرف لأكتبَ لكِ، أطفأتُ سراجَ الصمت، ونزلتُ من قلعةِ النجوم لأجلسَ إلى البحر، أعلم أنه قد اشتاق إلى اعترافاتي، واشتاقتْ رمالُه الحانية إلى عزلتي بمدائن نبضـه..ظللتُ مختبئةً خلف صخرة الشاطئ تلك، أرقب رحيل المعترفينَ عن منصة بوحـه، كنتُ أسمع دون قصد، كل ماأهرقوه بين يديه من أشجان، وكانت دموعي تغسلُ زمنَ الأحلام، مع أم الملحَ حجبَ عني رؤيةَ الأزهار التي نبتتْ هنا..وحين مرّتْ خطواتُ الراحلين قربي، تسلّلْتُ إليه لأحتمي بحقول اللازورد التي نبتتْ بضفافه..اقتربتُ من قلبه، اقتربتُ كي أبوحَ له سرّاً، ولم يكن بيدي سوى منديـل البوح، أنسجه بخيوط قوس قزح النائمة، وبعناقيد الصمت الواقفة قربنا، وبحديثِ النجوم..
    أكتبُ لكِ يسرى، والقمـرُ لم يعدْ بعدُ..وحده المطـرُ ساهرٌ معي الليلة، وقد أمـر النجمةَ الأولى وصويحباتها بأن يقرن في بيوتهن، وجلس يناجيني خلف زجاج النافذة، وهو يغسل وجهها من أشجاني..
    البردُ قارسٌ جدا، حتى الخوفُ انزوى بركن حجرتي يرتعد برداً، لكنه سرعان ماعاد ليشعلَ يراعي..تشتعلُ المسافاتُ كلُّها..يبعثرني الصمت، أخيط البيت جيئةً وذهاباً، فيبعثني الصوتُ المبحوحُ لساعة الحائط على وجه السرعة إليكِ.. تهربُ مني الحروف، فألهثُ وراءها لأكتبَ لكِ ولوْ كلمةً واحدة، كلمةً تطردُ شبحَ النبض الذي اغتيل، وركبتايَ قد خاصمتَا خطوي.. تهجرني الدموع لحظةً.. ثمّ تعود لترتمي بين أجفاني ..مطراً..
    يسرى، أنصِتي معي لعزف الأمواج على إيقاع الحلم الجميل، حلمنا الذي يفتح لنا بواباتِه وبيديه شمعةٌ، أجمـلُ مافيها رسالتها النبيلة التي اضطلعتْ بها، أن تنيرَ للخائفينَ دروبَ أرواحهم، وتحرقَ الخوفَ بشموخ..أجل يسرى، لستُ خائفةً من هجمةِ الأحزان، ولا من الشوكِ المتناثر هنا وهناك، لأنّ (وقتَ الحلم لم ينتههِ ولن ينتهي)، إنه مكتوبٌ على خطونا بمداد الإرادة، وبنبض الروح الذي غدَا نوْراً لفاكهةِ الغد الأجمـل، لن نسمح لأحدٍ بأنْ يكتبَ على بوابةِ أحلامنا: (عفواً انتهى وقت الحلم)، فالمكان هو الحلم والزمان هو الحلم، والقلبُ شراعهما، والزهرُ قافلتُهمـا..وسننزع الشوكَ الذي يرصد خطونا، بابتسامة..وسنجعلُ الحلم والصحو يتقاطعان، حتى وإن كانت سجلاتُ الزمن منقوشةً بالجراح، وبوابةُ الشجن لاتفتح ذراعيها إلاّ للراحليـن..ضعي يدكِ بيدي كلما أورَق الحزنُ ووقفنا معاً على عتبات الليل الأعشى، فقد صرنا روحاً واحدة، وحلما واحداً ويدا واحدة وابتسامةً واحدة، ابتسامةً تكبر كلما توغّل الحزنُ بمساحات قلبيْـنا..
    لقد عادت الشمس من النهر القريب، حيث كانت تستحمّ ليترقرقَ نورُها زلالا..سأقطفُ لكِ باقةً من حنانها وأبعثها لكِ، مع أول سرب من النوارس..فانتظريني على صخرة الشاطئ حيثُ الحلم والصحو لايفترقان، وحيثُ الشمس لاتخلف موعدَها، وهذا قماشٌ أحضرتُه لكِ من أرض القمر، موشّىً بالليلَك، مصنوع من نبات الصبر الجميل، سنتدثّر به كلما عوتْ رياحُ الزمن المرّ، وسنحتمي بدفئه كلما نزفتْ أوراقنا، أو عطستْ آلاماً..وسيكتبنـا البحـرُ بماء الورد دائماً، لأننا أزمعنا الرحيل..إليـه، ولم نضيّعْ حقائبَ عشقنا للزمن الأجمـل..
    يسرى، أيتها الجميلةُ روحاً، المرهفةُ إحساساً، أشكركِ على حديقة بنفسـجٍ هي قلبُك..وعلى الجمـالِ الذي هو أنتِ..
    أحبكِ في الله ..

    توأم روحك..حيثُ الحلم والصحو لايفترقان..
    أسماء حرمة الله
    في: 30/11/2005

  8. #48
    الصورة الرمزية أسماء حرمة الله شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jun 2005
    الدولة : على أجنحــةِ حُلُــم ..
    المشاركات : 3,877
    المواضيع : 95
    الردود : 3877
    المعدل اليومي : 0.56

    افتراضي

    بسـم الله الرحمـن الرحيـم

    رسالةٌ إليـكِ

    تحيـة قطفتُها من قلبي

    حرة: يا أغنيةَ الزنبـق،

    كنتُ جالسةً إلى الشوق، كما تعرفين، أحدّثُه عن أحبابٍ لي رحلوا، فما ارتضى عني رحيلاً ..ارتعشتْ أناملي وهي ترتعد بوحاً، تهفو إلى أن تنحتَ على جدرانِ الأوراق حروفاً، أو شكلاً لايشبه وجه الشوق، ولكن الشوقَ كان أنانيا، أبى أن يحرّر شواطئي، أراد أن يحتلّ قائمة الزمن، فانهملتْ كل المسافاتِ بين يديّ مغمىً عليها، وأصبحَ القريبُ بعيداً والبعيدُ أبعدَ...ولم أكن أدري أنكِ، يا أغنيةَ الزنبـق، ترسمين أنتِ الأخرى على جدران الصمت ملامحَ حزنٍ، ألحّ على اختلاس النظر إليكِ..وإليَّ..
    حرة الغالية، تجدين بأدراجِ الروح نجمتيْن وضعتُهما لكِ خفيةً، وزهرَ رمّانٍ، أتعلمين متى؟ حينَ كنتِ تقفلينَ درجَ الحزن، وظننتِ أنكِ حرمتِه حريتَه، ولكنكِ فتحتِ له خاصرةَ الريح ..ولولا أنّ القلمَ وضع لكِ بجيبِ الحزن وردة، فخارت قواه واستسلمَ، لتَمَكّن منكِ، ولَمَا استطعتِ سجنه بأدراج الروح، ولكنكِ أخطأتِ المكانَ أختاه، سجنتِه حيثُ منبع الحنان وأنهارالحبّ المصفى، حيث خزائن الورد والحرف، حيث سجون الآلام والذكرى، أتعلمين ما الذي سيفعله؟ سيفكّ وثاقَ الجراح والأشجان لتعدو هنا وهناك، وتدمّر حدائق الورد التي خبّأْتِها للشتاء القادم، وسيطفئ شموع الأمل التي حرسها الصباح من دموع العاشقين، وسيعيد للذكرياتِ ماءَ وجهها، وسيُعتِقُها من قيودها..وأراه نجح في ذلك، فهاهي حباتُ المطر تسافرُ بروحكِ بلا شراع، وهاهو حزنكِ الليلة يترقرقُ عذباً، يبلّل أوراقي فتبتلّ معه أوراقُ القلب..
    حرة، أكتب لكِ الآن بماء الشؤون، ولاأدري كيف أُخرِجُكِ من أرضِ حزنك..هل أقطفُ لكِ الشمسَ على مهلٍ، كي لاتنفرطَ خيوطُها فنخسرَ الوهج؟؟ أم أمشط لكِ الريحَ كي يهدأَ غيظُها؟؟؟ أمْ أزرع حروفي التعبة ببستانِ الياسمين لتنبتَ، من أجلكِ، عُشَّ سنابل؟؟؟ أمْ أجمع كلّ باقات الملح المزروعة بالأصداف، لأوزعها على النوارس قبل رحيلها؟؟ أمِ أقدّم لكِ الربيعَ راقصاً على كتفيكِ، ليرتِّبَ فصولَ العطر بأدراجك؟؟؟أمْ أُعْتِقُ لكِ الشمسَ من غروبها كي تسعدَ بشروقكِ أنتِ؟؟؟ أمْ أنقش على أطلال الأحباب اسمكِ كي ترعوي الذكرى ولاتعود..أمْ أصعدُ جبالَ العذاب لأقنِعها بالانهيار؟؟؟ فماعدتُ أقوى على حزنكِ.. وماعدتُ أحتملُ دبيبَ الليل في خطوك، ولاإحراقَكِ لسفائن الشمع القادمة من بلادِ القمر، وهي تهمس للأصداف عن زمننا الجميل الذي طرّزناه معاً، ووشيّنا به بساطَ القلم والذاكرة والفؤاد..معاً حرة، أجل، معاً نخبّئُ الصمتَ، نخبّئُه حتى تنضجَ لغتُهُ وتصبحَ عطراً، معاً نعيد كتابةَ تاريخِ الحلم بماء القلب، نحمي خِدْرَ الفجر من هجمات الليل المفاجئة، و قدْ ينضب الغيابُ أو قدْ يزهرُ حقولَ قمـح وحنطة..
    حرة، يانسمةَ البحر الحانية.. يا أغنيةَ الزنبـق، هذا مساؤنا يُكمِلُ رصفَ نجومه بالمرآة، ويبحث معنا عن القمر الغائب، وهو يرقبُ بابتسامةٍ حبلى نبـاتَ الصبر الذي يكبر فيـنا..
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    لنجمعْ معاً جيشَ الأحلام، ولنهاجمْ وكرَ الأحزان معاً..معاً حرة، والزنبَقُ لغتُـنا وقلمنا ودرعنا وسلاحنا.. وسيكون الغدُ بإذن الله أجمــل، فهلْ تُهدينَ موكِبَ الصباحِ بسمــة؟؟ لأنه أقسمَ ألاّ يشرقَ إلاّ حين تبتسميـن...

    أحبكِ في الله..

    أختكِ التي تشاطركِ الشجنَ والحلم والورد..
    أسماء حرمة الله
    في : 04/12/200
    5

  9. #49
    أديبة
    تاريخ التسجيل : Jul 2003
    المشاركات : 5,436
    المواضيع : 115
    الردود : 5436
    المعدل اليومي : 0.72

    افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم


    توطئة

    جمعنا الوجع ذات مساء ، بادرتني تشكو الشوق فأتممت عليها أشكو الحنين ، فبكيتُ و بكتْْ . أرسلتْ ترجوني البسمة ، فتمهل بي القلم لفقره .

    ليس من رسائل أدبية هنا ، بل أخوات في الوجع أعيان .





    يا جارة القمر .. أسماء

    صاحبتُ الشوق سنين ، فما عرفته إلا قرين سوء ؛ يأخذ لبّ الروح و يطوف بها الأرض رقعة رقعة على سُرج الأمل باجتماع و التقاء ، حتى إذا شرّعت الابتسامة أبوابها أمام " هيت لك " قذف بالروح إلى وادٍ سحيق . فعلام مجالسة الشوق و هذا سبيله ؟

    أسماء القريبة البعيدة ، آالحزن يختلس النظر إليكِ و إليّ ؟
    ما رأيتُ الحزن إلا شيطاناً مريداً ، يملأ الزمان و المكان ، و يسلب الحياة نبضها و يغتصب من الروح جمالها ، فأي حديدة أدقّ لتكون القيد و تكون الأغلال ؟
    صدقتِ ؛ فما وثاق جرح بقي و لا رباط وجع لزم ، كلها تنز القيح لتدمر حدائقي ، قد كنتُ و الله يا أسماء خبأت فيها للشتاء القادم كل زهور نفسي و ورود حياتي .
    لا أبكى الله لك عيناً إلا لحظة خشوع و لحظة فرح ، أمن حزني تبكين ؟
    أيكون الفرح يا أسماء في شمس لا ينفرط عقد خيوطها ، أم في ريح نحمّلها المطر وبلا ، أو يكون الفرح في نوّار الياسمين و عطايا لنوارس بحر ؟ أهو الربيع يهب العطر نقياً و نقش اسم على ساق حور ؟
    لا أعرف الفرح إلا إشراقة من عينيه .
    أسماء ؛ يا كل الأسماء العذبة .. رأيتِ ببصيرة المؤمنين أن نبات الصبر يكبر فينا ، فلله درك من مؤمنة .
    و لكنكِ الفضلى ؛ فهاهي أشواك الصبر بين يديك تغدو زنابق .

  10. #50
    الصورة الرمزية أسماء حرمة الله شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jun 2005
    الدولة : على أجنحــةِ حُلُــم ..
    المشاركات : 3,877
    المواضيع : 95
    الردود : 3877
    المعدل اليومي : 0.56

    افتراضي

    بسـم الله الرحمـن الرحيـم


    رسالـة إليكِ

    تحية قطفتُها من قلبـي

    حرة: ياأغنيةَ الزنبـق،


    مهما غرّدَ بداخلنا الشوقُ وأورَق، وأشعلَ موانئ َ القلب لتضيع السفن القادمة إليها أو الراحلة عنها، فلن نملك لهجره سبيلا..فقد جالستُ الشوقَ مثلكِ أعواما عدة، وكنتُ أجلس إليه كلما اقتربت الشمسُ من المغيب، فنفتح معاً دفاترَنا، ونأخذ معاً أقلاماً وأوراقاً صنعناها من ذكرياتٍ أصرّ هوَ أن تزهر..وكنتُ أنقشُ الصبرَ على قلبي، وأعطفُ غصونَ الحنين كي تجثو، وأهدهدُ رضيعَ النبض كي يهدأَ، وأرجو الشوقَ أن يعتقَني ، ولكنني صرتُ مثلكِ، مِلْكَ يمينـه..لاعتقَ ولافكاكَ ولاأمـل بالهروب..
    أما الحزن، فقد هرولتُ أمسِ خلفَه، وسلاحُ الورد من غمدي مسلول، اقتفيتُ أثرَه حتى تعثّرتُ بزمني المرّ، لكنني لن أسمح له بأن يقتربَ من حدائقكِ الحبلى بالورد، حدائقكِ التي خبّأتِ بأدراجها سنابلَ عمركِ، وزهورَ أيامكِ..لأنكِ زهرةُ الفرحـة، والنجمة التي يحرسها الغد الأجمــل.
    أمّا البسمةُ، فسأنزعها من شفةِ الربيع راقصةً عطِرة، لتهبَّ نسماتُها على مروجِ قلبك، فتُحيي الأرضَ بعد موتها، وتهمسَ لحقولِ روحكِ المزروعةِ نبضاً وحباً وحناناً.. كان هذا عهدي معكِ ومعَ القمـر الغائب..فابتسمي، وإلاّ فإنّ الشمسَ ستغادرنـا، فيسرقنا الشـوقُ ولانعود...

    أختكِ التي تتألّم لأجلكِ..
    أسماء حرمة الله
    في : 6/12/2005

صفحة 5 من 10 الأولىالأولى 12345678910 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. تحميل آخر نسخة من برنامج WeChat للرسائل والمكالمات المجانية
    بواسطة ميرفت خالد في المنتدى مَكْتَبَةُ البَرَامِجِ المُفِيدَةِ
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 30-09-2014, 08:07 AM
  2. واحة الفكر والأدب على أثير صوت العرب "بالصوت "
    بواسطة مروة عبدالله في المنتدى الروَاقُ
    مشاركات: 23
    آخر مشاركة: 12-03-2009, 08:14 PM
  3. ترقبوا الليلة : واحة الفكر والأدب على أثير صوت العرب(الحلم والواقع)
    بواسطة د. مصطفى عراقي في المنتدى أَخْبَارٌ وَإعْلانَاتٌ
    مشاركات: 15
    آخر مشاركة: 20-02-2009, 06:16 PM
  4. هل انتهى زمن العمالقة في الفكر والأدب؟
    بواسطة مصطفى معروفي في المنتدى قَضَايَا أَدَبِيَّةٌ وَثَقَافِيَّةٌ
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 23-04-2008, 01:25 PM