لنجعل العقل هو ما يجمعنا

لنجعل العقل هو ما يجمعنا:
العقل هو وسيلة بحث المقارنات للتوصل الى القرار الصواب
فالعقل يبحث في العناصر المعروضة وينظر وفق قواعد ثابتة ليستنتج الصواب وشبه الصواب والخطا
فيقوم بفعل الصواب ويحذر من شبه الصواب ويبتعد عن الخطا
واعتماد على العقل يكون العرض والطلب في كل الحياة البشرية وحياة الاخرة
والله سبحانه خلق الإنسان وعلمه البيان
وتعليم البيان هو ان يكون لديك الحجة العقلية لكل كلمة تنطق بها او فعل تفعله او متابعة احد ما
بالتالي نثبت لله سبحانه لكونه علمنا البيان ان اعطانا العقل السليم الذي به نحلل ونستنتج كل ما هو معروض علينا
والله سبحانه وتعالى هو رب العالمين إذ العقل يرفض ان يخرج هذا العالم مصادفة
وحتى يبين لنا سبحانه ربوبيته للعالمين بين سبحانه علو صفاته واثر تلك الصفات بعلو ما انتجته في الخلق
فسبحانه خالق كل شئ
وسبحانه خلق فسوي
وسبحانه اعطى كل شئ خلقه ثم هدى
بالتالي العقل يخبرنا بعد تحليل المعطيات انه من اجل ان كل هذا الخلق هو اثر لصفات الله سبحانه وبهذا الكمال يلزم ان يتصف سبحانه بالعلو في كل صفاته سبحانه
ونظرا لعدم وجود من يفسد عليه ما احدث سبحانه
يلزم ان يكون هو رب العالمين
ونظرا لعدم وجود التضارب بين الخلق والخلق يترابط معا جميعا كشبكة واحدة
يلزم ان يصبح البرنامج الإداري للخلق جميعا برنامجا واحدا وفق منظور واحد
بالتالي لا شريك له سبحانه
ونظرا لان العقل يثبت لنا ان من الإستحالات ان يكون الفعل ليس له غاية
بالتالي فافعال الله سبحانه وتعالى لعلو صفاته سبحانه لها من الدلالة ما يبين مراده سبحانه
ولهذا قال سبحانه (سبح لله ما في السماوات وما في الارض وهو العزيز الحكيم)
والتسبيح فعل
والتسبيح يعني تنزيه الله سبحانه وتعالى عن كل ما لا يليق به سبحانه
بالتالي كي يقوم الخلق بتنزيه الله عن كل ما لا يليق به سبحانه يلزمه العلم بالله سبحانه
والعلم بالله يلزم كي اكون مسبحا لله يلزم ان يكون علما بصفاته سبحانه حتى يكون فعل الخلق له مختلفا عن فعله مع غيره
ويلزم ان يعلم الخلق البرنامج العلمي الذي يقيم به افعاله تجاه الله سبحانه بالتالي توحيده سبحانه
بالتالي فكل نوع من الخلق صار يعلم اسماء و صفات الله سبحانه(او علمته احدا من خلقك)(إذ لكل اسم صفته الدالة عليه)
فالعلم بالاسماء كي اصرف دعائي له سبحانه
إذ كيف يصرف الخلق دعائه لله وهو يجهل اسماء الله سبحانه
وحتى لا تتعارض افعال كل نوع من الخلق مع افعال النوع الاخر يلزم ان يكون هناك واحد فقط هو من وضع البرنامج العلمي الإداري للجميع
بالتالي فهو قد احاط بكل شئ علما ظاهره وباطنه
ويلزم انه قد احصى كل شئ عددا
ويلزم ان تكون صفاته الفعلية والذاتية لا شبيهة لاحد من خلقه بالتالي فسبحانه ليس له سميا
بالتالي فالخلق جميعا حولنا صار يعبد الله في اعلى صور العبادة الخالية من اي نقص كان وهي منزلة التسبيح
وبهذه العبادة كل ينتج ويعطي جمال نتجه للاخر بهذا الجمال الذي نراه
وعلى هذا النتج الطيب لافعال التسبيح لله سبحانه تحيا البشرية
بالتالي فالبشرية عقلا تعيش الكمال على هذا النتج الطيب كاثر لتسبيح الخلق لله سبحانه
بالتالي لكون البشرية هي ايضا من خلق الله سبحانه
يلزم عقلا ان يكون لها البرنامج الإداري الذي يخص جنسها كي تحيا هي ايضا الكمال والعلو في اقوالها وافعالها
فارسل سبحانه الي البشرية الرسل وخاتمهم رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم
بالتالي عقلا كي يرسل الله الذي له الصفات العلى احدا من البشر ليبلغ مراده سبحانه
بالتالي عقلا يلزم ان تكون صفات من ارسله في اعلى درجات الكمال ولا نظير له في كماله كي يبين مراد الله سبحانه
وعقلا كي لا يكون هناك شبهة خطأ في ادوات توصيل رسول الله مراد الله سبحانه الى البشرية
فعقلا لابد ان تكون صفات رسول الله العقلية وسائر جوارحه من العين واليد واللسان والرجل وكل ما يقال عنه جارحة واداة توصيل بيان للبشرية في اعلى درجات الكمال
بالتالي من المنطق العقلي ان من سيتبع رسول الله سيكون في اعلى درجات القياس العقلي كي يختار رسول الله ويعارض كل العرف القبلي والنفوذ الإجتماعي ويعارض الانساب
بالتالي فالصحابة رضي الله عنهم هم اعلى البشرية قياسا عقليا في زمن خليط بين القبلية والهمجية وعبادة الاصنام وقطع الارحام
فامنوا برسول الله وعلى ذلك قدموا كل عزيز وغالي من مال ونسب واعراف
فنصروا رسول الله في كل موطن سلكه صلى الله عليه وسلم
ومن الطبيعي ان محمدا صلى الله عليه وسلم سيموت
ومن الطبيعي ان محمدا هو اعلى البشرية علوا وكمالا
لكن هل يكون هناك هبوط حاد بين زمن محمد صلى الله عليه وسلم وزمن صحبه رضي الله عنهم في فهم الإسلام
قطعا لا
فلابد ان يكون هناك علوا في صحبه رضي الله عنهم كنتيحة لنصرهم لرسول الله في كل موطن سلكه
هنا عقلا لابد ان يكون هناك طائفة من الصحابة لهم علوا مخصوصا يمنع الفجوة بين علو صفات رسول الله وصفاتهم رضي الله عنهم
هنا جاءت بيعة الرضوان ليرضى الله سبحانه وتعالى عنهم فيجبر تلك الفجوة بينهم وبين صفات رسول الله صلى الله عليه وسلم
بالتالي فبيعة الرضوان هي دلالة على ان صار اصحاب بيعة الرضوان قيامهم ببيان الإسلام قدرا كونيا لا يزيغون مطلقا عن الإسلام
ثم هناك اصحاب بدر( ولعل الله اطلع على اهل بدر فقال افعلوا ما شئتم فقد غفرت لكم)
ثم يضاف لهذا ان هناك من بشره رسول الله بالجنة ليزيدهم علوا وكمالا في جبر الفجوة بينهم وبين صفات رسول الله صلى الله عليه وسلم
والصحابة يبينون الإسلام كافراد في سلوكهم بينهم وبين الله سبحانه
وفي إدارة الحياة بينهم كمجتمع بحكم الإسلام
بالتالي عندما ياتي احد ما وينتقص من الصحابة بعد كل ما اثبته العقل من الكمال والعلو بقياسات عقلية صحيحة يلزم ان نتهمه في عقله إن كان هذا تصرفا لحظيا منفردا وذلك ليعيد القياس والتفكر ثانية
اما إن كان منهجا لجماعة من الناس
هنا الإتهام سيصبح اشد وهو العته والجنون والخبث
إذ ما هو المنطق العقلي الذي يجمع فرقة من الناس من هنا او هناك على ان يتخذوا ها المنحى الذي يخالف العقل
لذلك ادعوا الجميع إلى ضبط القياسات العقلية في كل شئ واولها الصحابة رضي الله عنهم
إذ هم من على سبيلهم سيكون علونا بالدنيا والأخرة
قال تعالى(وَمَن يُشَاقِقِ ٱلرَّسُولَ مِنۢ بَعۡدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ ٱلۡهُدَىٰ وَيَتَّبِعۡ غَيۡرَ سَبِيلِ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ نُوَلِّهِۦ مَا تَوَلَّىٰ وَنُصۡلِهِۦ جَهَنَّمَۖ وَسَآءَتۡ مَصِيرًا)
حفظ الله امة الإسلام من الفرقة والشتات ومن كل سوء

المحتوى طيب ـ ولكن احتاج المقال للتكثيف والتركيز حتى لا تهرب الفكرة من المتلقي.
ولك الشكر والتقدير.