الأيدي الناعمة:قديما كانت الحروب يحكمها بعضا من الشرف والفخر وترك الذكرة للتاريخ فالعدو الذي يسعى للإستيلاء على دولة كانت مبادئه واضحة جلية تجده يرسل لك الرسل بالإستسلام وإما غزو البلاد وعليك الإختيار وتجهيز دولتك وفق القرار فالتتار بقدر همجيتهم وسفكهم للدماء إلا انهم بجانب عدو اليوم فهم شرفاءفحرب اليوم حرب الأيدي الناعمةوهي تلك الايدي الناعمة الملمس المبتسمة في مطالعتها وفي مجلسها وفي حركتها بين الناس إلا انها تحمل من السموم ما يجعل الضحية تدمر نفسها فتهدم بيتها بايديها وتغتصب نساء اهلها وتقتل اطفالها ثم تجد الايدي الناعمة تقدم لك النصح والمعونة يا قوم احذروا الايدي الناعمة فإنها تقبض على الوجدان والابدان فبداية تستخدم صفات الربوبية ليتم مدحها والثناء عليها فتمد الشعوب بكل ما تحتاجه من طعام وشراب وامان حتى تركن الشعوب والانظمة إليها محبة واجلالا حتى إذا ما ضمنت ان قبضت ما لدبهم من علم تضع منهجها ثقافة للبلاد كيف نحب ومن نحب وكيف نكره ومن نكره وكيف نأكل ونشرب وكيف ننام ونستيقظ وكيف نلبس وماذا نلبس وكيف نتكلم وبماذا نتكلم وكيف يتعامل الرجال مع النساء وكيف تتعامل النساء مع الرجال وكيف نزرع وماذا نزرع وكيف نصنع وماذا نصنع وكيف نفرح ونحزن وعلى ماذا نفرح وعلى ماذا نحزن وكيف نربي ابناءنا وعلى ماذا نربيهم وكيف نطعمهم ونسقيهم وكيف نسعدهم ونشقيهم وكيف ياخذ من البيوت اسرارها بايديهم فصار كانه طيفا يملأ البلاد فلا نمد ايدينا الا وفق مراده ولا نضمها الا وفق هواه وننتظر شروق شمسه ونبكي لغروبها وصرنا نفرح لفرحه ونترح لترحه فصار لنا هو حلم اليقظة والمنام وحتى يغلق عليك باب الرجوع الى اصل الصواب فإنه يصنع لك باب الرجوع إن اردت العودة ثانيةفينشئ لك رؤوسا لفرق شتى بافكار شتى صغيرهم ما بين ضحية ومفتون ينادونك أن اقبل الينا فباب العودة والنجاة لدينافيضعون لك جميل الشعارات فثيابهم جميله وعطورهم فواحة وابتساماتهم مشرقة فيقدمون جميل الهدايا والماثورات فتخالطهم فرحا مسرورا فتسلمهم بيديك النساء والولدان فانت تحافظ معهم على الاركان والعقيدة وتطبيق الشرع في النسيان لكون العقيدة ستذيب دعواهم والشرع سيفكك اواصرهم وهواهم ويسألهم عن مورد طعامهم وسقياهم فما اجمل المرح واللعب والترحال في الوديان لتكون النهاية انقسام الدولة لفرق وجماعات وكل يحمل منهجه في كيفية بسط سلطانه وهوى دعواه وما ايسر الفتنة بين التجار في المزاد على السلعة فتجد السلاح صار متاحا فجاة بأيديهم فصار الجسد ينهش اعضائه وخلاياه وصار لكل منهم مصدر علمه وفتواه فتنهار البلاد وتسفك الدماء انهارا بين العباد وكل يحمل الامل في الفوز باقامة فكره وهواه وشعار الجنة راية لصابره وقتلاه وشعار الخيانة والنار لمن انكر عليه فكره وهواه فتصبح نارا وقودها البلاد والعباد فما وجدنا سلاحا رفع على الاعداء فالسلاح لا يعرف سوى ارضنا فيسوق الى العدو خير البلاد والعدو يمد لهم نعومة يديه بالقبول لمن لجأ منهم والترحاب فيحبسهم في خيام تجعل من العزيز ذليلا فيسلم لهم نسائه وضناه فيشهد العالم على بره وحسن مأواه فيثني علي كرمهم كل خائن من صباه فانهارت الدول بالاطرف انهيارا وهو زاحف الى غايته ومناه يعلم جيدا اين يحط رحله و مرساه فما من بلد طاف بها الا كانت خرابا وهو يجيد فك عقد الرحمة بين الشعوب فاحذروا يا قوم فهو مازال يزحف وهو قادم اليكم فالافكار واحدة وطيفه يغطي الاركان