|
اللّيْلُ في عُرْفِ الأَقَاصِي مُقْعَدُ |
يَمْشي عَلى عُكّازَتَيْهِ العُوَّدُ |
وبِعُرْفِ عَاصِفَةِ الأَنِيْنِ، مَطِيَّةٌ |
لِقَصِيْدَةٍ مِن زَيْتِ صِدْقٍ تُوْقَدُ |
رَهْنَ الشّتاءِ مَظلَّتي،لا خَيْمَةٌ |
يُفْضي لَها دِفْءَ الوُصُوْلِ المَشْهَدُ |
بِعَبَاءةِ التّهْجِيْرِ دَثَّرَنِيْ الشَّقَا |
نَظَرِيَّةٌ يَوْمَاً سَيُثْبِتُها غَدُّ |
وجريرةُ العِيْدِ الغَريبِ يَعِقُّهَا |
قَيْدٌ، وَأْسْري بِالسَّرَابِ مُقَيّدُ |
مَتَرَبّصٌ بِالحُلْمِ مِنْ حَيْثُ اشْتَكى |
للسّجْنِ طَيْرٌ بِالإخاءِ مُهَدّدُ |
زَخَّاتُ أعذارٍ،.. تَلَبَّدَتِ الرُّؤَى |
والبَحْرُ منْ رُوَّادِهِ يَتَجَرَّدُ |
مُتَجَاهِلاً ملحَ النُّعاسِ بِمركبٍ |
وبضفةٍ أمواجُهُ تَتَأبْجَدُ |
وَلِذا أَعَرْتُ المَاءَ نَهْرَ مَحَبّةٍ |
وَأَعادَهُ كدَرَ الضّفافِ المُوَرْدُ |
وَنَسَجْتُ أمنيتي على نولِ الرِّضَا |
فيها خُيوطُ الصِّدْقِ لا تَتَجَعْدُ |
يا سَادِنَ اللّهَبِ العَميلِ مَواقِدي |
هَرَبَتْ إِلَيكّ وَجَمْرُها يَتَسَيّدُ |
أَثْناءَ تَصْريْفِ الرَّحيلِ لعَالمَي |
العُلْوِيّ أَوْقَفَني أَمامي المَرْقَدُ |
والبَدرُ شرقيَّ الغُيومِ مُدَثّرٌ |
بسَحابَةٍ حَوْلَ المآذِنِ تَقْعُدُ |
وَكِلاهُما مِثْلي يُرَتّلُ حُرْقَةً |
شَجَرِيَّةٌ وَدُخَانُها يَتَلَبَّدُ |
طُرُقٌ تُوَدِّعُها الحَقائِبُ، بَيْنَما |
طُرُقٌ بِإِسْفَلْتِ الضّياعِ تُعَبَّدُ |
وَأَنا بِعُتْبٍ داكِنٍ،وَأَزِقّتي |
صَفْراءُ وَالسّبُلُ العَتيقَةُ تُوصَدُ |
نايٌّ طَريحُ الصّمْتِ وَالنّغَمُ انْزَوى |
بِأَنامِلِ تَعْبَى وَنامَ المُنْشِدُ |
لا غَيْمَ يُسْعِفُهُ بِأَغْصانٍ ذَوَتْ |
وَمَضى بِهِ طُولَ الحَرائِقِ مَوْقِدُ |
وَأَهِلَّةُ الميْلادِ أَبْطَلَ بَعْضَها |
صَيْفٌ وَأُخْرى بِالمَرايا تُرْصَدُ |
إيَّايَ أَنْتِ، لو اختبأتِ بِدَفْتَرِي |
لَوَجَدْتِني قَلباً يَقُومُ وَيَسْجُدُ |
طِفْلاً يُسَاومُهُ الغُرُوْبُ بِنَوْرَسٍ |
بِجُرُوْحِهِ الشَّفَقُ البَرِيءُ مُهَدَّدُ |
بِجَزِيْرَةِ الأَحَلامِ وَحْدِيْ هَائِمٌ |
عِنْوَانِيَ المَوْتَى وَجُرْحِيْ المُرْشِدُ |
وَلَرُبّما انْتَبَهَتْ إِلَيّ/كِ جَريدَةٌ |
أَوْ صَفْحَةٌ مِنْها الأَسى يَتَجَرّدُ |
مُخْضَرّةُ التّأْويلِ أَوْراقي التي |
بِقَصيدَتي خَلْفَ المُحيطِ لَها يَدُ |
أدَّى صلاةَ العاشقين فريضةً |
قلبي، لوجهٍ بالسَّماءِ مُقَلَّدُ |
طِفلانِ في كَنَفِ المَلاعبِ عَاقَرَا |
تُهَمَاً تُقِيْمُ،وضِحْكَةً تَتَشْرُدُ |
مِنْ نَهْرِكِ العُذْرِيّ طِفْلُ قَصائِدي |
بِجَمالِ أنْثى كُلَّ آنٍ يُولَدُ |
أُلْقيهِ في يَمِّ الحَنانِ إِذا بَكى |
فَالماءُ مِنْ صَرَخاتِهِ يَتَعَمّدُ |
إِنْ خِفْتِ، فَالْتَمِسي النُّعوشَ وَراءَهُ |
إِنَّ اليَتيمَ بِمَوْتِهِ يُتَفَقَّدُ |
لا تَتْرُكيهِ عَلى الطّلولِ فَريسَةً |
للرّيحِ أَوْ رَمْلَ الصّدى يَتَوَسّدُ |
مِنْ أَيّ سُنْبُلَةِ أَتَيْتِ ؟ وَكَمْ بِها |
إِخْوانُ يوسُفَ كابَدوا وَتَكَبّدوا؟ |
وَلِأَيّ مِصْباحٍ سَبيلُكِ تَنْتَمي |
وَالطّهْرُ أَضْواءَ البَراءَةِ يَنْشُدُ؟ |
في شَمْعَداني مِنْ يَدَيْكِ فَتيلَةٌ |
وَفَراشَةٌ بِالاحْتِراقِ تُقَلَّدُ |
عِشْقي مِنَ الجُرْحِ العَنيدِ يَزيدُهُ |
نَزَفُ المَلامِ مَحارَةً تَتَوَلَّدُ |
مِنْ سِدْرَةِ الأَرْواحِ قِرْطُ حَبيبَتي |
انْزَلَقَتْ بِهِ روحي فجَـُنَّ المَعْبَدُ |
وَخِلالَ رِحْلَتِهِ لأَحْداقي، المَدَى |
أَضْواهُ بِالذّهَبِ الخَجولِ الفَرْقَدُ |
فَصْلُ الغَرامِ تَشابَكَتْ أَغْصانَهُ |
وَتَنَزّهَتْ عَنْ تُرْبَةٍ تَتَفَصّدُ |
يا طِفْلَةَ الوَقْتِ المُسيلِ لِدُمْيَةٍ |
رِفْقاً بِقَلْبٍ بِالنّوى يَتَجَمّدُ |
شَفَتاكِ عِيْدَانِ اسْتْزادَا طِفْلَةً |
في ثَغْرِها كَرَزُ العَفافِ يُنَضَدُ |
في وَصْفِكِ الأَشْعارُ هامَتْ وَالْتُّقى |
بَيْنَ البَراءَةِ وَالدّمى يَتَشَرَّدُ |
رِفْقاً بِآنِيَةِ الوُرودِ تَيَبَّسَتْ |
لا ماءَ ، لا قدِّيسَ، أَوْ مُتَعَبِّدُ |
فَالشّوْقُ في وَضَحِ الدّموعِ ،غَريزةً، |
في كُلّ خَفَقٍ يا هُدى، يَتَوَقَّدُ |
غابَتْ شُموعُ العامِ عَنْ صَلَواتِها |
وَالعيدُ طَاْرَحَهُ السُّكوتَ المَوْلِدُ |
أَنا مُثْخَنٌ بِالوجْدِ يا بَدَوِيّتي |
وَفَمي عَنِ اللّحْنِ المَقَيَّدِ مُقْعَدُ |
وَجْهُ الصبايا في إِطارِ مَشاعِري |
صُوَرٌ بَتولٌ بِالهُدى تَتَعَمّدُ |
مِنْ أَطْلَسِ الوِجْدانِ حَتّى مُلْتَقى |
سُفُنِ الغَرامِ مَعَ الهَوى أَتَوَحّدُ |
وَكَأَنّ مَلْحَمَةَ اليَتامى أَعْلَنَتْ |
أَنّ الحِكايَةَ بِالنّوى لا تُحْمَدُ |
هُزّي نَخيلَ الكِبْرِياءِ فَقَدْ خَبا |
كُحْلٌ، وَعَيْنُ العاذِلينَ تَمَرّدُ |
سَمِعُوا عَلَى أَطْرَافِ قَلْبي نَبْضَةً |
عُذْرِيَّةً منْ حُرقَتِي تَتَجَرَّدُ |
وكأنَّها انْحَرَفَتْ إلى نَزَوَاتِهَا |
ظَنَّوا بَها، والطُّهْرُ فِيْهِمْ مُلْحِدُ |
مِنْهمْ تُجاهرُ بالضَّيْاعِ ركابُهمْ |
والتَّائهينَ إلى الهوامشِ أُبْعِدُوا |
عادُوا بخفِّ الطَّيْشِ وانْتَعلُوا الدُّجَى |
وطريقُهم فوقَ الشَّقاءِ تُعَرْبِدُ |
لا تُطْفِئي وَجْهَ الصّباحِ فَإِنّهُ |
طَلٌّ على شُرُفَاتِهِ نَتَعَبّدُ |
لَوْ أَبْصَرَتْ كَفّاكِ نافِذَةَ السّما |
لَسَمِعَتْ أُغْنِيّةَ السَّحَابِ تُغَرّدُ |
تَعِبَتْ أَصابِعُكِ الجَليسَةُ خاتَما |
مِنْ صَمْتِها، وَالنّوْمُ مِنْها مُجْهَدُ |
ثَوْبُ الزّفافِ عَلى صَحيفَةِ خَدّهِ |
كَمْ لَيْلَةٍ فيها البَياضُ تَـنَهّدُ؟ |
أَوّاااااااااهُ يا حَرَجَ الغُيُومِ مِنَ الذُّرا |
كَمْ وَرْدَةٍ بِالصُبْحِ لا تَتَجَدّدُ؟ |
كَمْ شَمْعَةٍ أَوْقَدْتِها حينَ الْتَوى |
لَيْلٌ أظافره بِها تَتَفرَّدُ |
كَمْ طِفْلَةٍ، كَمْ ضِحْكَةٍ، كَمْ دَمْعَةٍ |
قُدسِيَّةٍ أَصْغى إِلَيْها المَعْبَدُ؟ |
أَصْلُ الخَطيئَةِ أَنْ تَغيبَ وُرَيْقَةٌ |
سَقَطَتْ وَفيها للْقَصيدَةِ مَوْعِدُ |